حكاية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
بنتك عندها سړطان ثدي وأنا متأكدة من إن نتيجة التحاليل هتطلع كدة بس عايزة اعرف وصل لأنهى مرحلة بالظبط علشان أتابع طريقة العلاج معاها بس بطلب من حضرتك متقوليلهاش حاجة خالص إلا لما نتيجة التحاليل تطلع وساعتها أنا هفهمها كل حاجة .
هنا انفطر قلب الأم على ابنتها ودق ناقوس الخطړ بقلبها وتأكدت من ماتوقعته يوما وتحققت عدالة السماء وتأكدت من الحديث البر لايبلى والإثم لاينسى والديان لايموت فافعل يابن أدم كما شئت فكما تدين تدان وخرجت من غرفة الكشف وقلبها يتألم ۏجعا على ماستمر به ابنتها من مر لم تتوقعه يوما فهى كانت تعتز بجمالها بل وتغتر به وكانت دائما على استعداد عن الاستغناء بالغالي والنفيس لأجل جمالها
شفتى أخرة البرفانات والمزيلات اللى ملهاش حصر ولا عدد اللى كنتى بتستخدميها عمال على بطال ودتك لفين ! ودايما كنت بحذرك وأقول لك يابنتى مينفعش اللى انتى بتعمليه ده وتخرجى بالريحة الجامدة دي من باب الدين وفي الآخر ربنا يستر عليكى .
كانت تستمع لوالدتها بقلب يرتعب خوفا من القادم ولم تستطيع التفوه والرد عليها طلبت منها والدتها أن تذهب على الفور الي معمل التحاليل كى تجريها فى نفس الوقت وبالفعل ذهبتا إلي المعمل وقامت بعمل كل التحاليل التى طلبتها منها الطبيبة
للأسف اللى شكيت فيه طلع
في محله سړطان ثدي من الدرجة الرابعة يامدام .
انصعقت هيام من تصريح الطبيبة وأصبحت في حالة يرثى لها وعقلها يجوب
بها عن ماسيحدث لها وأصبحت ترى الأيام القادمة هلاك لجمالها وصحتها وفناء عمرها وبكت بشدة أډمت قلب والدتها
حاولت والدتها تهدأتها فقد علمت من الطبيبة وكانت على معرفة بما ستفعله ابنتها وأخبرت الطبيبة والدتها بكيفية البدأ برحلة العلاج وطمأنتهم أن الشفاء بيد الله
وهاهي الأيام تثبت أن رب العالمين ينفذ قصاصه الحكيم العين بالعين والسن بالسن والچروح قصاص ولتعلموا أن الحقد يدمر صاحبه ويلقى به في غيابات جب الكره
فى منزل زاهر الجمال حيث تهاتف هند صديقتها كالعادة فتحدثت صديقتها مرددة باستفسار
حماتك عاملة إيه دلوقتي لسه شايطة بسبب جواز ريم ولا هديت .
لوت هند شفتيها بامتعاض وهى تجمع أشياؤها كى تقضي يومان عند والدتها هي وبناتها
نصحتها صديقتها كالعادة
ياما قلت لك لو جابت سيرة حد بالباطل متلونيش معاها في الكلام وخليكي في حالك علشان ربنا يوفقك في حياتك
اڼفجرت هند باكية وهى تردد من بين شهقاتها
أعمل إيه منها لله كل شوية كانت بتذلنى إن بطنها مبتشلش غير صبيان وإنها عرفت تلف جوزها وتبلفه أحسن منى طول عمرها بتقارن بيني وبينها وتحاول تقللنى في عين نفسي لحد ما كرهتها بسبب مقارنتها بيا هى اللى دايما كسبانة وأنا الۏحشة التافهة أم البنات اللى بتجيب مشاكل .
هدأتها صديقتها
مرددة بإرشاد
إنتي مالك ومالها هى تغتاب وانتي سدي ودانك وكبري دماغك هى تقارن بينك وبين أي حد إنتي تخليكى واثقة فى نفسك ودايما تشوفي نفسك أغلى من أى
حد في الدنيا للأسف ياهند قدرت تخليكى تفقدي ثقتك بنفسك أهى فضلت تحسد في ابنها وهي مش واخدة بالها لحد ماجابت أجله
وتابعت ارشادها بلطف كى تخفف عنها
المفروض اللى تقول لك ياأم البنات تفتخرى وترفعى راسك كدة وتقولي أنا يزدنى شرف إني أم لتلت بنات أميرات على قلبي وربنا يخليهم لي ويبارك فيهم مش تكتمى فى نفسك وكأنهم بيذلوكى ببناتك لازم تكونى واثقة إن
موضوع البنات والولاد ده حاجة
بإيد ربنا سبحانه وتعالى وانتي عندك تلت ملايكة لو ربيتهم بما يرضي الله هتدخلي بيهم الجنة .
هدأت من حالها وأردفت بموافقة
عندك حق أنا فعلا
غلطانه ولولا إنك معايا خطوة بخطوة وقلتي لي أبعت لك الفيديوهات اللى صورتها لها وهى بتتفق مع المحامى واللي كانت بتهددها بيها دايما كان زمانهم رامينى لأنهم خافوا من الڤضيحة اللى هعملها لهم وهى ولية تخاف متختشيش .
وظلت تهاتف صديقتها واعترفت بخطأها في حق ريم ووعدتها أنها لن تخوض في سيرتها مرة أخرى مع تلك الحماه المتجبرة
وهبطت للأسفل كى تذهب بيت والدها فقد سبقوها بناتها أمس فهم يعشقون والدتها بشدة
وقبل أن تدلف استمعت إلي أصوات اعتماد تردد في أذناى ولدها
إنت لسه بردوا مصمم متجوزش على اللى ماتتسمى بوز الإخص هند .
أجابها زاهر بلا مبالاة
أنا ولا عايز اتجوز ولا أتنيل هى كرهتنى في صنف الحريم بحاله أنا مش فاضي لوش النسوان اللى مبيخلصش ده أنا ورايا شغلي اللي اتوسع وبقى يكبر كل يوم .
كانت تستمع إليهم بحزن وعيناها تلمع بالدموع إلي أن أكملت اعتماد زنها له
يابنى اتجوز واحدة صغيرة تجيب لك الواد يشيل اسمك وتدلعك كدة وتجدد لك شبابك.
زاغت عيناه من حديث والدته
وأردف
إنتي شايفة كده ياماما
أجابته بتأكيد
ده أنا شايفه ونص وأهي متلقحة فوق أهى هتزعل لها شويه وهتسكت بعد كدة وترضى بالأمر الواقع
وأكملت وهى تقوم من جانبه تتجه ناحية المطبخ
أنا هقوم أشوف اللى في الفرن علشان أدوقك عمايل ايديا.
أما هند بعد ما استمعت إليهم نظرت إلي السماء مرددة بدعاء وقلبها ېحترق
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم انتوا الاتنين الهى ربنا يو لع فيكم ياللي معندكمش ذرة ايمان ولا دين ولا حب .
وتركت
المنزل وصعدت سيارتها وذهبت إلي بيت أبيها دون أن تستأذنهم بسبب وجيعتها منهم
دلفت اعتماد الي المطبخ وجدت الفرن غير مشتعل وظنت أنها لن تشعله وحدثت حالها
يانهار أبيض بقالي ساعتين مفكرة اني مشغلاه وهو زي ماهو .
ثم أمسكت الكبريت وما إن أشعلته واقتربت من الفرن حتى اڼفجرت الڼار في وجهها وكذلك أنبوبة الغاز وشبت النيران في جميع المنزل من أعلاه إلي أسفله وكأن دعوة المظلوم من قلبه بحړقة
تفتح لها أبواب السماء
بعد ساعتين من انفجار الأنبوب وحضرت المطافى ونقلوهم الي المشفى وحالتهم يرثى لها وتدمروا كليا ولم يتبقي منهم غير أنفاس وبقايا من شكل بنى أدم وكأن الجزاء من جنس العمل حيث قال سبحانه وتعالى
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ڼارا وسيصلون سعيرا
وتحقق وعد الله في آكل مال اليتيم أيها الإنسان الدنيا فانية ولا تستحق أكل حقوق العباد فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال فاللهم الاستقامة والقناعة فالرضا لمن
يرضى .
البارت السابع والعشرون والأخير
بعد مرور ستة أشهر على تلك الأحداث
في كلية التجارة حيث يقف كل من رحيم وفريدة وجميل وراندا وزوجها وأبنائها ومالك وريم يستمعون بفخر واعتزاز إلي مناظرة مريم أثناء مناقشتها للدكتوراة فهى بعد أن انتهت من دراستها فورا أخذت الماجستير ثم اجتهدت وسارعت الوقت والآن تقف بكل اجتهاد تناقش رسالتها وما إن أنهت حتى ارتخت على مقعدها تنتظر تقديرها من لجنة المناقشة جلست بتوتر بالغ بان على معالم وجهها ونظراتهم جميعا متبسمين لها ويدعمونها بأنها ستحصل عليها بتقدير عال
ثم انتبهوا جميعا إلي الدكتور المسؤول عن رسالتها يردد
لقد تم منح الطالبة مريم عماد شهادة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
صفق الجميع مهللين ومباركين لتلك اليتيمة التي حصلت على الدكتوراة بتلك المرتبة العالية هرول إليها رحيم مسرعا قبل أن يصل إليها الجميع وجذبها إلى ه وهو يرفعها أعلى ويدور بها في المكان بفرحة عارمة ثم أنزلها وقبلها من جبهتها مرددا أمام الجميع
بفخر
ألف مليون مبروك يا أجمل وأصغر دكتورة تستحقيها يا قلبي وعن جدارة أنا مبسوط بيكي جدا والفرحة مش سيعاني وأخيرا هنتجوز ونلم شملنا بقى كفاية لحد كدة .
وصل إليهم جميل وجميعهم فتحدث جميل بعيون لامعة من شدة سعادته بها
مبروك يا أجمل دكتورة مريم انا بجد فخور بيكي يابنتى فرحتى قلبى انك قدرتي تتحدي المستحيل
وتبقي الدكتورة مريم عماد .
أما فريدة أخذتها بين ها بحنان أم ففي الفترة الأخيرة اقتربت منها بشدة وصاروا في كل كبيرة وصغيرة لايفارقون بعضهم فقد أحبتها أكثر من بناتها ولامت حالها كثيرا على رأيها وازعاجها لتلك اليتيمة قبل ذلك مرددة بحنان أم نابع من قلبها بصدق
مبروك يا مريومة الف مبروك يا حبيبتي انا بجد سعيدة قوي بيكي النهاردة يا قلب ماما ربنا يفرح قلبك ودايما من نجاح لنجاح يارب .
بادلتها مريم ال بترحاب شديد فقد تعلقت بها بشدة وأحست منها حنان الأم كما يجب ان يكون وهي تشكرها بامتنان على وقوفها بجانبها
ربنا يخليكي ليا يا أمي منحرمش منك ابدا إنتي ليكي نصيب في نجاحي واني وصلت للدرجة دي
بفضل ربنا أولا ثم تعبك ووقفتك جنبي وعمرك
ما
بخلتي عليا بوقتك ولا مجهودك ولا حنانك وكنتي دايما دعم كبير ليا عمري ما هقدر أوفيكي حقك يا امي .
شددت فريدة من احتضانها وهي تلومها
مفيش شكر بين الأم وبنتها يا قلبي ونجاحك ده كأنه نجاحي بالظبط .
وبارك لها الجميع بقلب سعيد لتلك المريم وبعد مدة خرجوا جميعا وعاودوا الى منزل جميل فهو قام بعزيمتهم على العشاء في جو أسري فرحت به مريم بشدة
انقضى أسبوعين على تلك الأحداث واليوم موعد زفاف مريم على رحيم في اكبر قاعة من قاعات الإسكندرية وصل إليها رحيم بسيارته الى صالون التجميل كي يذهبوا إلي حفل زفافهم
عندما رآها وهي بفستان زفافها أحس بالفخر بذاته أنه يمتلك تلك الرقيقة وأنها زوجته وأنه استطاع ان ينالها رغم كل الظروف المحاطة بهم وصل إليها وأخذها بين ه وشدد عليه بقوة وكأنه اخيرا انتهى من معركة الوصول إليها وبدورها شددت على احتضانه وهي تنظر أعلى تحمد ربها على عطاياه لها
انطلق بها الى القاعة المقام
بها حفل الزفاف وبدأت مراسم الحفل بعد ان بارك لها الجميع وكانوا مبهورين ابتسمت له بعينين عاشقتين ورمشت بأهدابها دليلا على تفاعلها مع حالة الوله التى يعيشونها
متابعة القراءة