حكاية ابناء يعقوب كاملة بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


كافحت هذا الشعور ولاسيما عندما رأت خالتها سعاد بعد أن فتح ابنها الباب لها 
أنتم لسه نايمين لحد دلوقت! دا المغرب قرب يأذن ولا لسه فاكرين نفسكم عرسان جداد دا فات شهرين عليكم ولا حس ولا خبر عن حمل ولا يحزنون 
أجاب حمزة بضجر
فيه إيه يا أمي على المسا انتي جاية تطمني علينا ولا تقعدي تدينا محاضرات ورمي كلام زي كل مرة

رمقته والدته بامتعاض وازدراء
اخص مراتك لحقت تغيرك من ناحية أمك ما هو طبعا هاتجيبه من برة دي بنت راوية أختي وأنا عارفها قوية بتعرف تعمل اللي عايزاه وبتاخد اللي على كيفها زي زمان
لم يفهم ابنها ما تقصده من وراء حديثها المبهم عن شقيقتها فقال
مالها رقية بس عملت لك إيه ما هي في حالها 
وضعت سعاد يدها على خصرها وقالت
ما هو المفروض تنزل تطمن على خالتها و تشوفني عايزة إيه وتيجي تساعدني أمال أنا جوزتك في الشقة اللي فوقي ليه
كانت رقية تقف في الرواق تستمع إلي ما تقوله خالتها مما جعل داخلها يستشيط ڠضبا عندما أجاب زوجها على والدته
حاضر يا أمي أول ما تصحى كل يوم هخليها تنزلك تعملك كل اللي انتي عايزاه مرضية يا حاجة
رفعت جانب فمها بسخرية خرجت رقية من الرواق إليهما
أنت بتقرر على مزاجك ولا كأني الجارية اللي أشترتها أمك من سوق النخاسة بقولك إيه يا خالتي أنا أتجوزت ابنك بعد ما عصرت على نفسي شوال لمون فمش ناقصة شغل حموات بالله عليكي 
شوف البت قليلة الرباية اللي بترد على خالتها ولا كأني عدوتها ماله ابني يا بنت راوية
عقب ابنها ويحدق لزوجته بوعيد
سيبك منها يا أمي شكلها حبت الضړب وما بتتكيفش غير لما بتاخد العلقة عشان تتظبط 
أجابت والدته
وكمان منكدة عليك حياتك يا حبيبي! مش كفاية إنك سترت عليها بدل ما كانت تبقى فضيحتها بجلاجل على كل لسان 
اتسعت عينيها وهي تنظر إلي زوجها فتهرب من النظر إليها فأردفت والدته
ما تستغربيش ابني ما بيخبيش عني حاجة وخدي بقى عندك أنا اللي قلت له يعمل فيكي كدا عشان يكسرك ويكسر أبوكي وأهو أبوكي ماټ بحسرته بعد ما عرف اللي حصل معاكي بس ما يعرفش إنه ڠصب عنك لا فهم إنه بمزاجك 
وفي لحظة كانت رقية تقبض على تلابيبه صاړخة به
اللي بتقوله أمك دا صح رد علي وقول إنها بتكدب عشان تغيظني ساكت ليه
وعندما لم تجد منه ردا أو نفيا رفعت يدها وهوت بها على خده
آه يا ابن ال 
قبض على يدها وصاح كالعاصفة الهوجاء
انتي كدا اتعديتي حدودك على الآخر وربنا لهربيكي من أول وجديد 
لم يكن لديها طاقة لتتحمل إهانة وضړبا مپرحا فاستسلمت إلى الدوار الذي داهمها 
أسرع حمزة بالاتصال على الطبيب وجاء لفحصها يخشى أن يصيبها مكروها يودي بحياتها ظل منتظرا الطبيب الذي يفحصها بعد أن علق لها محلول مغذي واستيقظت من الإغماء 
خلع الطبيب السماعة فسألته سعاد بقلق
هي بخير يا دكتور
نظر إليها بوجوم ثم نظر إلى حمزة وأخبره
المدام بتتعرض لعڼف جسدي ونفسي واضح عليها من آثار العڼف اللي على جسمها ومن الصدمة النفسية اللي هي فيها 
تدخلت سعاد حتى تبعد الاتهام عن ولدها قائلة
عڼف إيه بس يا دكتور دي بنت أختي قبل ما تكون مرات ابني وجوزها بيحبها الموضوع وما فيه كانت نازلة تشتري حاجات من السوق وقعت على السلم فأغمى عليها 
رمقها الطبيب غير مصدق فسألها باستنكار
آثار الضړب الموجودة على جسمها فيها القديم وفيها الجديد هي على طول بتوقع من على السلم يا حاجة
أصل يعني 
لم تجد ردا مقنعا فقال الطبيب
على العموم
أنا هكتب لها على علاج تستمر عليه ومقويات عشان واضح جدا حالتها الصحية ضعيفة ودا ما ينفعش لحالتها وغلط عليها وعلى الجنين المدام حامل 
تمكث في الغرفة منذ مجيئها وجدت من يطرق باب الشقة ذهبت لتفتح فوجدتها ابنة خالها
هاتسيبيني واقفة على الباب كدا كتير يا مريم
أشارت إليها مريم بالدخول فدخلت وهي تتأمل الأثاث والفرش
زي ما توقعت عامل الحلو كله
ليكي وأنا بقى اللي اتجوزها عشان يغيظ بيها مراته 
زفرت مريم بضجر فسألتها
عايزة إيه يا أمنية مش اتجوزتيه خلاص
التفتت إليها وأخبرتها بتعجرف
اتجوزته آه بس أنا اللي المفروض أحق بيه في كل حاجة هو يكون ملكي أنا من غير واحدة تانية تشاركني فيه حتى لو
كانت الواحدة دي انتي 
عقدت مريم ساعديها أمام صدرها وقالت
وأنا مستغنية عنه ومش عايزاه وروحي اسأليه بنفسك قولي له مريم طلبت منك الطلاق كام مرة وهو هيقولك فبلاش بقي دور اللوم والعتاب لأني ماخطفتهوش منك وعلي يدك اللي حصل 
جزت أمنية على أسنانها بحنق وقالت
ماشي يا مريم لو انتي فعلا صادقة خليه يطلقك أو خلي أبويا يرفع لك قضية طلاق عليه 
اقتربت منها ابنة عمتها ووضعت يديها على كتفيها قائلة بنبرة لكسب ودها واستعادة صداقتها من جديد
من غير ما تقولي ده اللي هيحصل وأوعدك إنها هتكون آخر ليلة ليا هنا بس بالله عليكي سامحيني وبلاش النظرة اللي بشوفها في عينيكي كأني غدرت بيكي 
ابتسمت إليها أخيرا وربتت على يدها الموضوعة على كتفها وقالت
أنا فعلا كنت متضايقة منك قوي وكنت خاېفة لأكرهك بس ماقدرتش هقولك على حاجة وتصدقيني فرحتي امبارح كانت نقصاكي 
عانقتها مريم في الحال وربتت عليها بحنان وحب بين أخوة وأصدقاء تعاهدوا على الوفاء بينهما لذا قررت أن تنفصل عن هذا الأحمق الذي يحاول أن يجعلها تخسر حبيبها وصديقة عمرها 
و بعد أن ذهبت أمنية إلى منزلها سمعت مريم صوت الباب يفتح بالمفتاح فعلمت إنه هو وقفت تنتظره داخل الغرفة حتى تسمعها ابنة خالها وتتأكد من صدق حديثها 
دخل إلى الغرفة ورآها تقف وتنظر إليه ودون أي مقدمة في الحديث قالت
طلقني يا جاسر 
ابتسم بتهكم وقال
قديمة شوفي لك حاجة غيرها 
قررت استخدام لهجة أشد حدة ربما كلمات تهينه وټجرح كرامته لعله يفعل ما تريده
خلي عندك كرامة وطلقني لأني عمري ما هحبك ولا هكمل معاك ولو ما طلقتنيش بمزاجك هرفع عليك قضية طلاق ولا أقولك هخلعك 
مرت لحظات قاطعها صړخة حادة خرجت من حنجرتها وهذا لأنه جذبها من خصلاتها وأخذ يصفعها
أنا عندي كرامة مش عند أهلك ومش هطلقك ومن هنا ورايح هعملك زي الخدامة 
وكاد يضربها للمرة العاشرة تمكنت من دفعه عنها صاړخة
ابعد عني يا مچنون 
جذبها من ذراعها قائلا
أنا فعلا مچنون وهطلع جناني كله عليكي يا بنت ال 
قامت بعضه من يده فتأوه پألم فاستغلت تلك اللحظة وركضت إلي الباب قامت بفتحه قبل أن يلحق بها وجدت أمنية تحدق إليها پخوف وشفقة عليها صړخت مريم إليها
كلمي خالي بسرعة 
أغلقت الباب خلفها وتشبثت بالمقبض حتى لا يمكنه فتح الباب فأخبرتها أمنية
اهربي يا مريم بابا لو جه هيخليك ترجعي لجاسر أبويا وأنا عارفاه ضعيف الشخصية 
الباب يهتز خلفها تنظر إليه تارة وإلى ابنة خالها التي تحثها على الهرب تارة أخرى و صياح جاسر من الداخل كالۏحش الكاسر جعلها تحسم قرارها فوجدت أنها لا تملك سوى الفرار 
الفصل السادس عشر
ما أجمل لقاء الحبيب بعد طول فراق وبعد سيل من الأشواق إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر لحظة يزاد فيها نبض القلب وتتجمد المشاعر من فرح القلوب لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس 
لا تغيب عن ذهنه المنشغل بها يلوم نفسه آلاف المرات بسبب تعامله معها بهذه الحدة ربما چرح قلبه وكبريائه هما المسئولان لذلك يجب عليه في أقرب فرصة أن يصلح ما أفسده كليهما 
صدح رنين هاتفه فرأى رقم العم عرفة الوحيد الذي أعطى له رقمه لكي يطمئن عليه من حين إلى آخر وكذلك يطمئن عن زوجة أبيه وأشقائه 
ألو أزيك يا عم عرفة
أجاب عرفة بصوت أضناه الحزن
الحمد لله على كل حال معلش لو اتصلت بيك أنا عارف إنك مشغول ربنا يعينك بس كان لازم أكلمك و أقولك إلحق شقى وتعب أبوك وتعبك طول السنين هيروح بسبب أخوك المستهترالضرايب بعتت إنذار وهو عمال يتهرب ويرشي المندوب عشان يقولهم مش موجود 
زفر ويشعر بالعجز فسأله
طيب دلوقتي المحلات باسم أخويا أنا هتصرف ازاي
أجاب عرفة
مصلحة الضرايب أهم حاجة عندهم الدفع وعشان دي سلسلة محلات هتبقي الغرامة كبيرة جدا فلو ليك سكة أو معرفة عند حد فيهم كلمهم وادفع المطلوب من غير غرامات أو حجز على المحلات لا قدر الله 
تنهد الأخر ثم قال
اطمن يا عم عرفة هروح لهم بكرة إن شاء الله وهشوف المبلغ كام وربنا يقدرني وأسدده ليهم 
ربنا يعينك يا ابني و يهدي لك أخوك 
و بعد تبادل السلام أنهى المكالمة فصدح رنين الهاتف الخاص بالشركة والاتصال على العملاء أجاب بجدية يظن أن
المتصل أحد العملاء
ألو 
أجابت بصوت باك ومرتجف
إلحقني يا يوسف أخوك نزل فيا ضړب وهربت منه أنا في الشارع وخاېفة أروح لخالي وخالي ما بيقدرش يقف قصاده أنا خاېفة قوي 
سألها بلهفة وخوف عليها
قولي انتي فين كدا وأنا جايلك حالا 
وبعد أن ذهب إلى المكان الذي وصفته له أخذها داخل سيارته ووصل أمام البناء الذي يمكث فيه نظر إلى ملامحها وآثار أنامل
شقيقه على خديها فقال لها
أنا آسف يا ريتني ما كنت انشغلت عنك ولا سيبتك فريسة له 
نظرت إلى الأمام ولم
تملك أي رد سوى الصمت فأردف
ده مفتاح الشقة تالت دور أول شقة على اليمين 
سألته على استحياء حتى لا يظن خطأ
هو أنت هتبات فين
أجاب وهو ينظر إلى الأمام لا يتحمل رؤية وجهها في تلك الحالة المزرية
أنا هبات في الشركة وكمان أحسن كدا عشان عندي شغل كتير لسه ما خلصتهوش 
ابتسمت بشفتيها المنتفختين من الضړب التي تلقته على يد شقيقه فقالت
ربنا معاك وآه صح نسيت أقولك ألف مبروك على الشركة ربنا يبارك لك فيها 
عاد ببصره إليها وبادلها الابتسامة ثم أجاب
الله يبارك فيكي هي شراكة ما بيني وما بين صاحبي اسمه ماجد وأخته آية هاجي أعدي عليكي بكرة إن شاء الله هاخدك في الشركة تتعرفي عليهم وهتحبيهم جدا 
شعرت بغصة عندما سمعت اسم فتاة أخرى غيرها في حياته لاحظ ملامحها التي تبدلت في لحظة من الفرح إلي الغيرة والحزن فأردف
على فكرة آية زي أختي بالظبط 
تنفست الصعداء لكنها تظاهرت بنقيض هذا قائلة
وأنا مسألتكش 
جز على فكه بحنق ثم أردفت
عن إذنك مضطرة أسيبك عايزة أطلع أنام هبقي أكلمك أول ما هصحى سلام 
ترجلت من السيارة تحت نظراته إليها لوحت بيدها إليه ثم دخلت إلى البناء 
في صباح اليوم التالي ذهب إليها ينتظرها أسفل البناء ليعود معها إلى الشركة وعندما وصل كليهما قابل ماجد صديقه الذي سأله بمزاح
مش تعرفنا بالقمر اللي معاك
لكزه يوسف في كتفه وبتحذير قال له
اتلم دي قريبتي 
كانت تخشى أن يخبره أنها زوجة شقيقه يا لها من كلمة كريهة تمقتها بشدة وكأنها أبشع لقب أجاب صديقه معتذرا
بعتذر أنا معرفش والله كنت فاكر إنها
 

تم نسخ الرابط