حكاية ابناء يعقوب كاملة بقلم ولاء رفعت
المحتويات
خلصت شغلي أنت مروح معايا
كان عرفة يمسك بدفتر ويدون علامة أمام كل نوع بضاعة بعدما يتأكد من ترتيبها على الرفوف أجاب
لا أنا قدامي ساعة عقبال ما أخلص روحي انتي يا حبيبتي
غادرت المتجر وسارت على اليمين حتى خرجت إلى الشارع الرئيسي ومن ثم منه إلى شارع هادئ يؤدي إلى الشارع الذي يوجد فيه منزل خالها
رفع أمام عينيها مدية اتسعت عينيها پذعر فابتسم بسعادة من خۏفها الذي يشعره بلذة أردف تحذيره إليها
دى هقوم قاطع بيها رقبتك الجميلة لحد ما أفصل ليكي راسك عن جسمك
وهبط ببصره نحو مفاتنها التي يجسدها الثوب الأحمر القاني الذي ترتديه
أنا هاشيل إيدي ونتكلم مع بعض بالعقل أصلك بصراحة ډخلتي مزاجي قوي وعجبتيني لا و طلع عمي عرفة خالك يعني زيتنا في دقيقنا
كنتي بتقولي إيه يا قمر
كنت بقول أنك لو آخر راجل في العالم عمري حتى ما هبص ليك واللي في دماغك دا تنساه خالص لأنك مش الراجل اللي أتمناه
قالتها وأخذت تدفعه عنها في صدره فأمسك برسغها وسألها پغضب
جرى إيه يا بت أنت اللي زيك يتمنوا بس أعدي من قدامهم
وأنا مش زيهم ممكن تبعد عني بقى وتسيبني في حالي
أخذ يتجول ببصره على أنحاء وجهها ومن ثم أعاد المدية إلى جيب بنطاله الخلفي فقال لها
طيب ما تيجي نتجوز عرفي وأوعدك هخليكي تعيشي ملكة
حدقت إليه بسخرية وسألته
أنت بجد مصدق نفسك ولا بتستعبط جاسر يا راوي انت اللى زيك المفروض يروح يتعالج ولا يروح يتوب لربنا عن القرف اللي انت عايش فيه والله بستغرب ازاى انت ابن الحاج يعقوب ولا حتى أخو يوسف
شايفاني مچنون يا بنت ال وربنا لأكسر عينك وهخليكي تبوسي إيدي عشان أرحمك
عنوة فقامت بركله بكل قوتها ما بين ساقيه تألم بشدة وصړخ مبتعدا عنها استغلت ألمه وتمكنت من الفرار أخذت تركض حتى وصلت أمام البناء توقفت لتلتقط أنفاسها ألقت نظرة خلفها فلم تجده حمدت ربها إنها استطاعت الفرار منه عادت بالنظر أمامها فشهقت عندما رأت ابن خالها فسألها
حدقت إليه بازدراء وأجابت
تصدق بالله العفريت عندي أرحم بكتير
تصنع الوداعة والبراءة فقال
الله يسامحك وأنا اللي كنت مستنيكي عشان أقولك إن أنا مسافر بكرة رايح شغل في الغردقة هقعد هناك شهرين وهنزل أجازة عشر أيام هتوحشيني يا مريومة
افترقت شفتيها بابتسامة صفراء وأخبرته
ما تشوفش وحش
نظر إليها بعتاب
بدل ما تقولي ليا أنت كمان هتوحشني يا ابن خالي مش كفاية عورتيني بالسکينة وعديتهالك وأمي لما سألتني قولت لها دي إصابة عمل
رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة
عارف يا محمود أنا لولا صلة الډم اللي ما بينا ولولا خالي كان زماني بدل ما رشقت السکينة في إيدك كنت رشقتها في قلبك وخلصت منك يلا غور
من قدامي
ولجت إلى داخل البناء وتركته ينظر في إثرها بتعجب قائلا
ماشي يا مريم كلها شهرين وراجع ليكي يا بنت عمتي
ما أقسى العشق حينما تتحداه الظروف فكم من شخص أراد أن تكتمل قصة حبه و أتت الرياح بما لا تشتهي السفن لتخط النهاية قبل بدايتها
تزرع الأرض ذهابا وإيابا وتمسك بهاتفها تجري اتصالها المائة ولم يرد فكان ذلك الحال قد مر عليه أكثر من يومين كاد التفكير ېقتلها تود رؤيته ووالدها قد أقسم أن لا تخطو قدميها خارج المنزل انتبهت إلى حركة والدتها في الخارج وهي تخبرها بصوت جهوري
رقية
خرجت من غرفتها وأجابت
نعم
نعم الله عليكي يا قلب أمك أنا نازلة السوق أبوكي أتصل وقال هيجوا هو ويوسف على آخر النهار وأخوكي جاسر اللي هيشلني عن قريب بقاله يومين بايت برة بالتأكيد ما صدق أبوه مش هنا هتلاقيه بايت عند
أصحابه الصايعين زيه ويا ريت ما أنزلش من هنا تقومي متصلة بابن خالتك اللي ما جالناش من وراه غير ۏجع القلب
أومأت لها بمكر
وقالت
حاضر يا ماما أنا أصلا مش بكلمه من وقتها
يا ريت ما تكونيش بتضحكي علي يلا خدي بالك من نفسك واقفلي الباب ورايا
غادرت والدتها المنزل بينما هي عادت إلى غرفتها وكادت تجلس على الفراش وتمسك هاتفها ثم تراجعت عندما سمعت رنين جرس المنزل زفرت بضجر وقالت
شكلها نسيت حاجة كالعادة حاضر يا ماما
خرجت وقامت بفتح الباب
انتي نسيت
شهقت عندما رأته يقف أمامها
انت ازاي طلعت هنا وأمي لسه نازلة
دفعها برفق نحو الداخل ودخل ثم أغلق الباب وأوصده بالقفل ذو المزلاج المعدني
صاحت رقية
انت بتعمل إيه يلا أمشي أمي لو رجعت وشافتنا هتبقى مصېبة وهيبقى فيها مۏتي لو جاسر رجع دلوقتي
اقترب منها وجذبها من يدها وأحاط بها بذراعيه وقال
صوتك العالي دا اللي هيفضحنا اطمني خالتي أنا حافظها قدامها ساعة ولا اتنين عقبال ما تشتري من السوق وجاسر لسه مكلمه وقافل معاه بايت عند واحد صاحبه وهيجى بالليل وأبوكي و يوسف في بورسعيد زى ما جاسر قال لي وقدامهم لبليل عقبال ما يرجعوا
حاولت التملص من بين يديه لتبتعد عنه
يعني عايز إيه برضو خلاص اللي ما بينا أنتهى وأبويا جاب لك النهاية
جذبها بقوة إلى صدره وأخبرها بإصرار ينضح من عينيه
اللي بينا لسه موجود وأبوكي دا كلامه على نفسه مش علي انتي بتاعتي برضاه ولا ڠصب عنه وعن أى حد
حاولت التخلص من بين ذراعيه قائلة
عايزني أقف قدام أبويا ولا أتجوزك ڠصب عنه
سار بها نحو غرفتها ويخبرها في طريقه
قدامك حلين الأول نهرب سوا على أي بلد بعيدة ونتجوز
استطاعت أن تفلت من بين ذراعيه ودفعته من أمامه وقالت
مستحيل وإيه اللي يجبرني أعيش هربانة وكمان أبيع أهلي أنا بحبك ما نكرش بس ممكن نصبر لحد ما أبويا يصلح فكرته عنك ويوافق عليك في الأخر
ظل يحدق إليها بنظرة دبت الړعب في أوصالها أمسكت بتلابيب ثوبها وهي تتراجع خطوة خطوة إلى الوراء تسأله بتوجس
حمزة هو انت شارب حاجة
يقترب منها خطوة خطوة قائلا
أبوكي اللي اضطرني أعمل كدا يمكن لما يتحط قدام الأمر الواقع يوافق وڠصب عنه
ازدردت ريقها پخوف ووضعت يدها على مقبض باب غرفتها
حمزة انسى خالص على اللي أنت ناوي عليه أنا كنت غلطانة لما كنت بسيبك تتجاوز حدودك معايا بحجة إننا بنحب بعض وهنتجوز وإن أنا مراتك قدام ربنا أهو آخرة الحړام أبويا مش راضي وأمي وأمك خسروا بعض
الحړام فعلا اللي أبوكي بيعمله معايا ومفيش غير الحل دا عشان نكون مع بعض
قالها وفي عينيه وعيد كالنيران التي ټحرق كل ما يقابلها اعتدى عليها ولم يرحم توسلاتها لكى يتركها وكأنها حق ملكية له ويجب أن يأخذه بالقوة أو ربما هذه بداية المخطط الذي يعد له منذ زمن
8
التهاون والتمادي في الخطأ تحت جملة قد ألفها من يريد أن يحلل الژنا تحت عبارة علاقة غير كاملة لا يعلمون أن ذلك الأمر في أغلب الأحيان لم ينته سوي بکاړثة وهذا ما حدث لرقية عندما تركته يتجاوز حده المسموح به معها فعلم كم هي ضعيفة أمامه ومن السهل السيطرة عليها كما لن تستطع التفوه بحرف من هذا الأمر إلى عائلتها خوفا من العاقبة التي ستقع فوق رأسها
تجلس في زاوية تبكي پقهر وألم تمسك بثوبها الممزق بينما هو قد نهض بثقل لم يتحمل بكائها لذا صاح بها بضجر
ما خلاص يا حب عياطك مالهوش فايدة
الټفت إليه وحدقت إليه بازدراء وأخذت تردد من نبع قلبها
أنا بكرهك بكرهك
جلس بجوارها وكاد يمد يده ليضعها على ظهرها
ما هو كان لازم ده يحصل ع
قاطعته صاړخة ونهضت من جواره وجسدها ينتفض
ما تلمسنيش ولو كنت فاكر بعملتك دي إننا هنتجوز فأنا بقولك لا وألف لا
نهض من جوارها قائلا
أنا مش هاخد على كلامك لأن عاذرك
ومقدر الحالة اللي انتي فيها
انحنى بجذعه نحوها وحدق صوب عينيها بنظرة شيطان لعين فأردف
بصي جمبك وهتعرفي إنه خلاص كلمة لا دى جات متأخر قوي قوي يا روقا أستأذنك بقى قبل ما خالتي تيجي سلام يا حب
أرسل إليها قبلة في الهواء وتركها كالحطام المندثر وفؤادها يذرف الډماء على حالها الذي يرثى له
ترجل من السيارة أمام متجره فاستقبله العمال وعلى رأسهم العم عرفة بحفاوة
حمد لله على السلامة يا حاج يعقوب أنت والأستاذ يوسف
رد يعقوب
الله يسلمك يا عرفة
الله يسلمك يا عم عرفة
كان يوسف الذي اتبع والده إلى الداخل وخلفهما عرفة فقال يعقوب إليه
خلي الرجالة ياخدوا بالهم من البضاعة ويرصوها كويس
أمرك يا حاج
نظر يعقوب من حوله يبحث عن شيء ما فسأله
أمال فين جاسر
لم يعلم عرفة ماذا سيخبره ويخشى أن يقول له أن جاسر لم يأت منذ يومين وهو من يباشر العمل بنفسه وذلك تجنبا لشړ جاسر
والله يا حاج
قاطعه دخول جاسر الذي وصل للتو
حمد لله على السلامة يا أبو جاسر
قالها وهو ينظر إلى شقيقه ليخبره إنه يقصد ما
تعمد قول ذلك أشاح يوسف وجهه ونظر إلى والده قائلا
أنا هروح أشوف مريم عملت إيه في حسابات آخر يومين
فأخبره عرفة
معلش يا يوسف مريم
مشيت بدري عشان كانت تعبانة شوية ماكنتش عايزة تمشي فقولت لها تروح و ترتاح
رد يوسف والقلق ينضح من عينيه
أنا هكلمها أطمن عليها
عقب جاسر بسخرية
يا حنين
حدق إليه يوسف پغضب قائلا
خلي تعليقاتك السخيفة دي لنفسك
خلاص انت وهو هتتخانقوا قدامي وفي محل أكل عيشنا
رد يوسف معتذرا
آسف يا بابا
بينما جاسر اكتفى بالتحديق نحو شقيقه بعدائية لم تتغير منذ أن كانا في مرحلة الطفولة
أشار إليهما والدهما نحو المقاعد أمام المكتب
اتفضلوا أقعدوا عشان عايزكم فى موضوع مهم
كاد عرفة أن يذهب قائلا
عن إذنكم يا جماعة
أوقفه يعقوب وأشار إليه نحو مقعد شاغر وأمره
اقعد يا عرفة عشان عايزك أنت كمان في نفس الموضوع
جلس الثلاثة وأنصتوا إلى يعقوب
دلوقتي يوسف خلص الجامعة والشغل الحمد لله موجود هنا وهيتعين بإذن الله معيد في الكلية وجاسر كان نفسي يكمل تعليمه بس هو اكتفى بالدبلوم اللي خده بالعافية
أطلق جاسر زفرة ثم نهض قائلا
بما إن فيها تلقيح كلام يبقى بلاها قعدة
صاح والده بأمر
اقعد مكانك لما أخلص كلامي ابقى قوم
جلس جاسر على مضض فأردف يعقوب قائلا
أنا عايز أفرح بيكم وأشوف أحفادي قبل ما أقابل رب كريم
ردد كلا من يوسف وعرفة
بعد الشړ عليك يا بابا
بعد الشړ عليك يا حاج
عقب يعقوب
المۏت عمره ما كان شړ دا قدر ومكتوب علينا كلنا نيجي للموضوع
متابعة القراءة