حكاية بقلم سارة مجدي
المحتويات
اللجوء إليه بحثت عن أسمه وضغطت أتصال ليصلها صوت الجرس ثم صوته الرخيم يقول خير يا كاميليا
حين خرجت من منزل أديم شهقت بصوت عالي فرئتيها يطالبان بالهواء لتكتشف أنها توقفت عن التنفس في نفس اللحظة التي صړخ فيها أديم معترفا بحبه لها ما هذا الذي يحدث الأن وكيف حدث أديم الصواف وقع في غرامها وهي التي يعرفها بخادمة لديه هل ما سمعته حقيقة أم إنها تتخيل مؤكد تحلم فما حدث لا يستطيع عقلها أدراكه أو تصديقه وقفت أمام البنايه تنظر إليها والصدمه تتجلى على وجهها وكأنها قد شاهدت شبح مخيف لتوها نفثت الهواء بهدوء لعدة مرات حتى تعيد نشاط عقلها ثم رددت بصوت هامس أديم الصواف بيحبني
ظلت واقفه خلف باب الغرفة تضع يدها فوق صدرها تحاول أن تهدئ من خفقات قلبها المتسارعة أخيها ومثلها الأعلى يحب خادمة يتوسل بقائها وحبها ما سر هذة الفتاة وما هو الحسره والألم من عيونها جلست على السرير بحزن وصورة حاتم ونظراته لسالي ترتسم أمام عيونها وتلحقها نظرات أديم
لونس ودفاعه عنها وأعترافه بحبها وصوت جهوري يزيد تلك الصوره قتامه في عيونها فلم تعد تحتمل لكنها كتمت صړخة قلبها بيدها حتى لا تغادر حنجرتها ثم دفنت وجهها في الوساده وظلت تنتحب حتى خارت قوتها وسقطت في نوم عميق
اليوم الجميل في وسط البحر وحين دلفوا إلى الغرفة دلفت سالي إلى الحمام مباشرة وجلس هو على الأريكة يرتاح حتى تخرج ويأخذ هو الآخر دوره أمسك هاتفه وفتحه وبعد ثوان قليله وصله الكثير من الإشعارات لكن هذا متوقع لكن كم الإتصالات التي قام بها أديم جعله يقلق وقبل أن يأخذ أي خطوة كان صوت الهاتف يعلو وأسم أديم يظهر أمامه ليجيبه سريعا والقلق يرتسم على ملامحه وأكدت مخاوفه حين وصله صوت أديم الجاد والمرهق بشكل جعل قلبه يسقط أسفل قدميه من الخۏف وهو يقول عايزك أنت وسالي تكونوا موجودين بكره الصبح في الشركة علشان في جمعيه عمومية
أومأت بنعم ليسألها ببعض الخۏف موقفك أيه يا سالي يعني هطاوعي شاهيناز هانم في أذية أديم ولا هتقفي جمب أخوكي
أنت موقفك أيه
سألته بهدوء ليقول بتأكيد موقفي واضح وأنت عارفاه
وأنا كمان موقفي زي موقفك مش هسمح لمامي أنها تسبب ضرر لأديم وبعدين أنا بثق فيك وفي عقلك وأفكارك وصدقني من النهاردة هتلاقي سالي مختلفة خالص عن إللي كنت تعرفها
وكوب وجهها بحنان وأكمل قائلا وبعدين أنا عايز سالي بكل تفاصيلها سالي إللي بحبها من وأنا مراهق وإللى ڠرقت في عشقها وأنا شاب وإللي أدمنتها وأنا راجل في الثلاثينات
حاوطه بذراعيها وأراحت رأسها على كتفه وهي تقول هو أنا إزاي كنت عاميه ومش شايفه حبك ليا ولا شايفه جمال قلبك وروحك
بقيا ينظران لبعضهما لكن عقله سرح في صديقه وأبن عمه وما سيحدث غدا
ظلت جالسه في مكانها تفكر كيف فعلت ذلك من هذا الشخص حتى تطلب منه أن يبحث لها عن مكان تسكن فيه أغمضت عيونها وهي تتذكر المحادثه التي حدثت منذ قليل السلام عليكم أنسه كاميليا خير
أجابها ببعض القلق وعقله يفكر هل ستعتذر عن العمل هل سيعود للبحث من جديد ومقابلات العمل لكنه إنتبه على صوتها وهي تقول أنا أسفه إني بتصل بيك دلوقتي بس في الحقيقة معرفش حد غيرك ومحتاجه منك خدمة
أعتدل في جلسته وهو يقول بأهتمام تحت أمرك خير
أخبرته بهدوء والتوتر والخجل واضحين في أرتعاشة صوتها أنا محتاجه شقه ضروري أسكن فيها مش شرط تكون كبيرة بس تكون في مكان كويس وراقي علشان أنا هعيش فيها لوحدي ودي أول مره وهخاف حقيقي أعمل ده لوحدي
كان يشعر بالإندهاش من حديثها والصدمه
وبدء الشك يثاوره لكن كلماتها الباكيه والتي صډمته بالفعل جعلت عينيه
تجحظ وهو ېكذب أذنيه
أنا عارفه إنك بتفكر في مليون فكرة دلوقتي بس أنا هوضح ليك الموضوع أنا كاميليا حداد الصواف وأكيد أنت عارف مؤسسة الصواف يعني أنا لا نصابه ولا محتاله ومش محتاجه أصلا للشغل لكن في الحقيقه أنا عايزة أبني نفسي بنفسي خارج إطار إسم ولقب الصواف وخطوة البيت دي كنت هعملها بس قدام شويه لكن الظروف دلوقتي حكمت بكده
ظل صامت يستمع إلى كلماتها وهو
لا يعلم ماذا عليه أن يفعل الأن هل يخبرها أنه على معرفه بأخيها طارق وأبناء عمومتها حاتم وأديم أم يصمت ويساعدها ويخبر أديم بالأمر ويرى ماذا سيقول ولكنه أرتاح قليلا للفكرة الثانية فأجلى صوته وهو يقول بهدوء قدر أستطاعته
تمام يا كاميليا بكره الصبح لما تيجي الشركة هكون معايا خبر كويس ليكي وأن شاء الله خير
صمت لثواني يصله صوت أنفاسها المتلاحقه ويعرف جيدا أنها تلوم نفسها الأن فقال حتى يبعد عنها ذلك الحرج وأنا سعيد جدا إنك لجأتي ليا أنا في موضوع زي ده وان شاء الله مش هخذلك
شكرته ببعض الكلمات المبهمه وأغلقت الهاتف وها هي على نفس جلستها تفكر أن تتصل به تعتذر منه وتطلب منه ألا يهتم بالأمر وتعود من جديد لتنتفض على صوت صړاخ أخيها الغاضب تعود لتقول لنفسها إن عليها الرحيل من هنا في أسرع وقت ولولا حساسيه موقفها مع أديم للجأت إليه أو لو كان حاتم موجود كان سيحميها من بطش أخيها الذي سيطالها دون شك غادرت مكانها لتتأكد أن الباب مغلق جيدا ثم أعدت المنبه حتى يوقظها باكرا عليها مغادرة البيت قبل أستيقاظهم تحركت نحو الخزانه وأخرجت الحقيبة الكبيرة وبدأت في جمع ملابسها وكل أغراضها وكل ما تملك من مال وبعض المصوغات ووضعت الحقيبه جوار الباب وتمددت على السرير حتى تنال بعض الراحه فما هو قادم ليس بهين ولكنها على الأقل ستبقى في إحدى الفنادق حتى تجد شقه مناسبه لها
يجلس على الأريكة عقله سارح في كل ما حدث معه ويحدث والدته التي لا تترك فرصه إلا وتظهر له فيها كم هي تبغضه ولا يعلم السبب هل فقط لكونه تمرد على قوانينها أم هناك شيء أخر هو لا يعلمه وونس التي ظهرت في حياته لتجعل منها شيء مميز زينتها ببعض الزهور المميزة تجعله يشعر بالراحه والإطمئنان والسکينه التي كان يفتقدها بسبب حياة القصور صحيح لم يجمعهم الكثير من الوقت لكن مجرد النظر إلي وجهها وشعرها الغجري بكل تموجاته التي يحيط وجهها يجعلها في عينيه مميزه بشكل لا يصدقه قلبه أخذ نفس عميق وهو يفكر هل يدخل إلى أخته هل يتحدث معها فيما شاهدته وسمعته أم يتركها الأن حتى تهدء ويستطيع مخاطبة قلبها وعقلها حتى تفهمه وتشعر به أنتهى على صوت هاتفه ليشعر بالإندهاش من ذلك الإتصال لكنه أجاب بهدوء ليصله صوت فيصل يقول أديني عنوانك يا أديم علشان عايزك في موضوع مهم وميحتملش التأجيل
رغم إندهاشه وعدم أستعداده لمقابله أي شخص الأن إلا أنه أملاه العنوان وأخبره أنه في أنتظاره ولم تمر سوا خمسه عشر دقيقه إلا ووجده يتصل من جديد ويطلب منه أن ينزل له رافضا كل محاولات أديم في جعله يصعد إليه
خرج من البنايه ليجد فيصل يستند على سيارته بملابس رياضيه وحذاء رياضي خفيف مما يدل على أن هناك شيء مهم وأنه كان في منزله لكن هيئته المتوتره أقلقته بشده حين شعر بأقترابه منه رفع رأسه ينظر إليه بأبتسامة حقيقيه ليحتضنا بعضهما فلقد مرت أكثر من خمس سنوات لم يتلاقيا أبتعد أديم وهو يقول لولا أني عارف إن أنت إللي مستنيني تحت مكنتش عرفتك
ومد يده يربت على عضلات ذراع فيصل وهو يقول بمرح طلعوا أمتى دول
ليضحك فيصل وهو يجاريه في المزاح طلعوا أول أمبارح بليل لما حسوا إني ممكن أقابلك يا أبن الأكبار
ليضحك أديم بصوت عالي أن فيصل من الأشخاص المريحه في التعامل شخص واضح وطيب الأصل صديق حقيقي كان يتمنى أن يكونوا أقرب من ذلك لولا تحكمات شاهيناز هانم السلحدار بعد القليل من الحديث المتبادل عن الأحوال والأخبار قال فيصل بهدوء قدر أستطاعته في موضوع مهم لازم تعرفه بس أسمع الحكاية من الأول علشان تحكم صح
وبدأ في إخبارة من أول مره قابل فيها طارق وما حدث بينهم ومقابلات العمل وتلك الفتاة التي تقدمت للعمل ثم أكتشف أنها إبنة عمه وأخبره بطلبها كان أديم يشعر بالصدمه من كل ما أخبره به فيصل لكنه وبطبعه هادئ في ردود فعله وظل صامت يفكر في كل ما عرفه حتى بعد أنتهاء فيصل من الحديث أنها لم تلجئ إليه
لم تتصل به أتصلت بشخص غريب عنها تماما تعرفت عليه فقط بالأمس هل أخطئ لتلك الدرجه في حقها وماذا حدث في قصر الصواف حتى تفكر
في تركه هل السبب في ذلك أتصالها بنرمين وأخبارها بما حدث
من
شاهيناز هل تطاولت عليها أمه أو طارق ماذا عليه أن يفعل الأن وكان فيصل صامتا تماما تارك لصديقه كل الوقت الذي يحتاجه في التفكير وأخذ القرار أخذ أديم نفس عميق ثم قال بهدوء تمام يا فيصل حاول تلاقي ليها حاجه مناسبه لو تقدر وأنا بس عندي بكره إجتماع مهم في المؤسسة
وقرارات مهمه هتتاخد وبعدها هكلمك ونشوف هنعمل أيه
أومأ فيصل بنعم ليكمل أديم كلماته أنا عارف
إني مش محتاج أوصيك عليها وأنها زي أختك موقفك دلوقتي وأنك منتظرتش للصبح علشان تعرفني أكبر دليل على حسن نيتك وأخلاقك إللي مفيش منها
أبتسم فيصل وهو يقول بمرح متخافش مش هطلع الشرير في رواية أحدهم
ربت أديم على كتف صديقه وقال بصدق أنا بجد مش عارف أقولك أيه
متابعة القراءة