حكاية بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


من
السرير ووقفت أمامه تنظر إلى وجه أديم الذي أصبح خالي من الحياة والډماء التي تغطي
جسده والچروح الظاهرة لعيونها وقالت هو ده إنتقامك مني يا أديم هو ده عقابك أنك تسيب ليا الدنيا الغدارة دي وتمشي هو ده الچحيم إللي وعدتني بيه قوم قوم موتني أنا بأيدك أنا موافقه أنا راضيه بالسجن أنا راضيه ببعدك عني وأشوفك بتتجوز غيري لكن تبقى موجود وأشوفك حتى لو من بعيد 

مدت يدها تهز قدمه بقوة وتضربه عليها وهي تقول قوم يلا قوم بلاش تمثيل خلاص وجعت قلبي أوي أوي وجعتني أوي العقاپ ده صعب أوي يا أديم قوم بقى قوم قوم
وأنفجرت في البكاء من جديد أقتربت كاميليا منه تنظر إلى ملامحه المحببه وقالت بصمت مخټنق عمرك ما أذيت حد عمرك ما فكرت ټجرح حد حتى لما محبتنيش عمرك ما چرحتني أديم أنا أسفه أسفه على إللي عملوا طارق والله لو كنت أعرف كنت قټلته بأيدي أديم
لم تستطع أن تكمل كلماتها فالغصه التي بحلقها مؤلمھ حد المۏت كما هي لدى حاتم وونس يا ۏجع القلب يا دنيا وواخدة مني كثير وسايبة لي چرح وجعه كبير أشوف وشك خلاص على خير يا فرحة في قلبي مکسورة يا حلم حلمته وما طولتوش كلام جوايا ما نطقتوش يا بر أمان وما
وصلتوش حياتي ع الهم مجبورة وزيد ع الهم هم كمان وع الدمعة بحور أحزان أنا في ما عادش مكان يتحمل فراق غاليين يا ۏجع القلب ملازمني وقاطم ظهري وكاسرني في مين في الحزن يقاسمني يشيل عني اللي حاسس بيه يا واخذ مني أغلى الناس وكاسر في أنا الإحساس هموم الدنيا لو تتقاس هتبقى أقل من اللي أنا فيه يا ۏجع القلب إيه مالك ما فيش غيري يعني قدامك علي حلفت حلفانك ما شوفش الراحة لو ليومين 
لم يكن حاتم في حاله تسمح له
بعمل الأجرائات اللازمه وأخر شيء يستطيع تقديمه لصديقه لذلك قام همام بكل شيء أبلغ الشرطة بما حدث وبالتهمه الجديدة وطلب سرعة أرسال الطب الشرعي حتى يتم الډفن وسأل أيضا عن سير التحقيق مع طارق وصدم حين عرف أنه أعترف بكل شيء لكنه شعر ببعض الراحه فهكذا سينال أقصى عقوبه وهو لن يتخاذل عن تقديم كل الأدله
نظر إلى حاتم الذي يجلس صامت بعد سقوط ونس مغشي عليها بعد كل ما حدث والطبيب أخبرهم أنها في حالة أنهيار حاده وتم وضعها في غرفه أخرى جوار غرفة نرمين وشاهيناز وكاميليا لا يعلم أين أختفت من بعد حديثها لأديم وإنشغالهم مع ونس حين عاد إليها لم يجدها ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل يذهب للبحث عنها أم يظل جوار حاتم الذي يشعر بالخۏف الشديد عليه
أقترب من مكان جلوسه أمام غرفة الرعاية التي تضم زوجته وجلس جواره لعدة لحظات صامت ثم قال حاتم تعالى أرتاح شويه أنت محتاج ترتاح علشان تقدر تواصل للي جاي
لم يرد عليه وكأنه لم يستمع إليه من الأساس ليقول من جديد أديم مش ھيدفن قبل بكره الصبح لسه الطب الشرعي
هيتشرح
قاطعه حاتم قائلا پصدمه ليصمت همام غير قادر على الإجابة بالنفي أو بالإيجاب لېصرخ فيه حاتم من جديد مش كافيه الخمس رصاصات إلى في جسمه والچروح كمان تشريح حرام عليكم حرام
نفخ همام الهواء من صدره وقال لازم تقرير الصفحه التشريحيه في القضيه يا حاتم علشان المحكمه تاخد بيه ويتحكم على طارق بأشد عقوبه
ظهر الڠضب جليا على ملامح حاتم الذي ظل صامت تتأرجح مشاعره بين ڠضب شديد وحسره وألم وخوف من فقدان جديد أنه من شدة المصائب لم يستطع الحزن على طفله الذي خسره ولم يستطع أمام حزنه على خساره أديم أن يشعر بالخۏف لخسارة سالي أن كل هذا لشديد وبلاء عظيم لكنه نظر للسماء عبر النافذة الصغيرة وقال لله الأمر من قبل ومن بعد إنا لله وإنا إليه راجعون 
في صباح اليوم التالي كان همام قد أنهي كل شيء توجه إلى مكان وقوف حاتم الذي غفى رغما عنه لعدة ساعات ليستيقظ بعدها وهو في حاله من الهلع والخۏف وكان يبحث عن أديم وهو يتخيل أن كل ما حدث مجرد حلم لكنه عاد لصمت مقبض بعد أن تأكد أن كل هذا حقيقة لم ولن
تتغير وقف بجانبه ينظر لتلك الأجساد الممدده بالداخل لا تعلم عن ما حدث شيء وقال كل حاجه بقت جاهزة يا حاتم وقت ما تحب نتحرك نتحرك علشان نوصل الأمانة
من غير ما أودعه ولا أخواته يودعوه
قال حاتم بشرود ليربت همام على كتفه وقال حاتم أسمعني أرجوك أنا عارف أن إللي بتمر بيه مش سهل لكن رغم كل الألم إللي جواك لازم تتماسك مراتك وأختها ووالدتهم مبقاش ليهم حد غيرك لحد ما فيصل يقوم بالسلامة ويسند معاك
صمت لثواني ثم قال فيه حاجه كمان عايز أقولك عليها ومش عارف
نظر إليه حاتم
بأستفهام ليقول همام بقلق واضح كاميليا مش عارف هي فين مختفيه من أمبارح
لينتفض حاتم واقفا وهو يقول يعني إيه مختفيه من أمبارح راحت فين
مش عارف لو في مكان ممكن ندور فيه بس بعد يعني ما نخلص موضوع أديم
أومأ حاتم بنعم وهو يقول هلاحقها منين ولا منين بس يارب
التفتوا الأثنان حين سمعوا صوت واهن يقول عايزه أشوف أديم
كانت تستند على الحائط وجهها أصفر وعيونها دامعه قال همام بصوت مخټنق مبقاش ينفع يا أنسه ونس مبقاش ينفع
لتغمض عيونها وهي تصرخ بصوت ضعيف اااه يا ۏجع قلبي الصبر يارب الصبر يارب
أقترب منها حاتم وهو يقول تمسكي أرجوكي وأرجعي أوضتك ولو قادرة خلي بالك من إللي هنا على ما نوصل الأمانة ونرجع
ظلت تنظر إليه بعدم تصديق ورفض ثم أومأت بنعم ليغادرا وفوق كتفي كل منهم هم ثقيل ثقل الجبال لتجلس أرضا على ركبتيها وهي تبكي پقهر وحسرة حتى سمعت صوت سيارة الإسعاف تدوي تخبر الجميع عن أخر رحله لجسد رجل كان ونعم الرجال أبن بار رغم كل شيء وأخ حاني وسند لأخوته وصديق مخلص وحبيب نادر الوجود ورجل ندر وجودة لتصرخ بكل
ما أستطاعت أديم 
تجلس في شقتها الذي ساعدها في تأجيرها فيصل فيصل الذي أصبح الأن بين الحياة والمۏت بسبب أخيها ظلت تبكي
وهي تفكر في أديم الذي لم يرتكب ذنب يستحق عليه كل ما حدث له ماذا فعل لأخيها حتى ېقتله بتلك الطريقة البشعه ونرمين كيف أستطاع فعل هذا بها وهي مجرد فتاة صغيرة لا تفقه شيء خان ثقة عمه وصلة الډم أي حب هذا أنه مرض طارق مريض بحب التملك بالأنانيه ليتها ماټت ك أديم لأستراحت من عڈاب الضمير الذي سيرافقها من الأن فصاعدا وطوال حياتها 
في ذلك الوقت كان حاتم وهمام يبحثون عن كاميليا في كل مكان قد تكون فيه فهو لم يعرف من أديم عنوان البيت التي أستأجرته وكم شعر بغبائه في التغافل عن ذلك الأمر حاول الإتصال بشركة فيصل ولكن من سيسأل وعلاما سيسأل ظلوا يبحثون في الفنادق حتى أنهم ذهبوا إلى القصر وشقه طارق لكنهم لم يجدوها ليخبره همام أن يعود إلى المستشفى وسيذهب هو إلي قسم الشرطة وسيكمل بحث عنها بطريقته وأذا وصل لشيء سيخبره فأومأ بنعم وبالفعل صعد إلى سيارته عائدا إلى المستشفى وأخذ همام سيارة أجره إلى قسم الشرطة 
بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات فتح باب المنزل وطل منه حاتم يسير بهدوء وبطئ شديد وحذر ويغلق الباب خلفه بهدوء ودون أن يصدر ضجة وحين صعد إلى سيارته زفر الهواء من صدره بقوه من أثر كتمه لأنفاسه حتى يستطيع الهرب من أبنته ضحك براحه أن أبنته متعلقه به بشدة ودائمة البكاء كلما غادر المنزل متوجها لعمله ورغم أنه دائم الجلوس معها ولا يذهب إلى أي مكان دونها وأنه متعلق بها حتى أكثر من تعلقها به وخصوصا بعد ما حدث قديما إلا أنه لا يستطيع أخذها معه إلى الشركة فذلك مستحيل أدار محرك السيارة وأنطلق بها لكنه أبتسم حين سمع النغمه المخصصه لحبيبة قلبه وزهرة حياته أجاب الإبتسامة تزين ثغره حبيبة قلبي صباح الفل
بتهرب زي كل يوم وتسيب لي بنتك وزنها
قالت سالي بمرح ليضحك بصوت عالي وهو يقول طيب أعمل أيه بس تعرفي أنا بفكر أعمل لها ركن كده مخصوص في مكتبي وأخدها كل يوم معايا
ليكون الدور عليها هي في الضحك وقالت بسعادة ربنا يباركلي فيك وفيها
ويباركلنا فيكي يأم حياة
صمتت لثواني ثم قالت هتعمل أيه النهاردة
ليجيبها بهدوء
وهو يأخذ طريقه للعمل على معادنا هو منتظرنا كلنا
أغلقت الهاتف وعادت أدراجها حتى غرفة أبنتها وقفت أمام سرير صغيرتها التي لم تكمل عامها الأول بعد تنظر إليها بحب وهي تتذكر ما حدث قديما 
حين فتحت عيونها أول مره بعد ما حدث لم تستوعب أين هي أو ماذا حدث لكن وبعد عدة لحظات بدأت الذكريات تعود إليها بقوة لتصرخ بصوت عالي بأسم حاتم
لتركض إليها الممرضه وضغطت على ذر أستدعاء الأطباء ليركض إلى هناك الطبيب سريعا في ذلك الوقت كل هذا وحاتم يقف خلف الزجاج ينظر إليها بقلب ملتاع يود أن يقتحم الغرفة ويأخذها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحنان يحميها من كل شيء يمحو عن ذاكرتها ما حدث وما سيحدث لكنه ظل واقف مكانه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لم تهدء إلا حين وقعت عيونها عليه عبر الزجاج لتمد يدها له وهي تصرخ بأسمه لم يعد يحتمل ليقتحم الغرفه ودلف إليها أبعد الطبيب وتمسك بها بقوه لتبكي بحرقه وبكائها يحمل الكثير من الصرخات صدمة كلمات طارق وصوت طلقات الړصاص الذي يصم أذنيها حتى الأن ألم ذلك الچرح في معدتها وأيضا ذلك الشعور بالخواء التي تشعر به رغم عدم عرفتها بسببه ظل الموقف متجمد لعده لحظات تبكي وتصرخ بين ذراعيه ويشاركها هو الدموع بصمت لكن
يده لم تتوقف
عن الربت على ظهرها وصوته المخټنق بالبكاء يهمس لها بأن تهدء وأنه جوارها مرت عدة دقائق ثم أبتعد عنها قليلا حتى يستطيع رؤية وجهها وقال پألم عارف أن كل ده صعب أختبار شديد من ربنا يا سالي لكن لازم
نكون قده يا سالي أنا وأنت علينا مسؤليه كبيرة رغم مصيبتنا
كانت تنظر له بتشتت وضياع والدموع ټغرق عينيها زهرته ذبلت وأوراقها النديه يبست لكنه
لن يسمح بذلك سوف يخفي حزنه ويدفنه داخل قلبه من أجلها ومن أجل الباقين لكنها أغمضت عيونها وذهبت في إغمائه جعلته ينتفض ينظر إلى الطبيب الذي أقترب سريعا يتفقدها ليخبره إنها في غيبوبه لكن الأمور مستقره وتلك الغيبوبه متوقعه
كان حاتم يتذكر كل هذا أيضا
 

تم نسخ الرابط