حكاية كاملة بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

 

 


يدها پعنف وصاحت في انفعال 
متجبليش سيرة المقرفة دي ان شاء الله تكون غارت في داهية ولا ماټت وريحتنا منها 
هتفت الأخرى بتمنى ونظرة مستنكرة أمنية أسمهان 
ياريت بس هو اللي زي دي بيحصلهم حاجة دي بسبع أرواح 
تأففت أسمهان بخنق وامسكت بكتابتها مرة أخرى تعيد القراءة من جديد محاولة عدم التركيز على الجملة التي نطقت بها تلك الجالسة بجوارها حول معرفة عدنان لمكان زوجته ! 

خرجت من الحمام بعد أن بدلت
ملابسها وارتدت منامة منزلية فضفاضة بعض الشيء ومريحة وجدته يتحدث في الهاتف مع أحدهم باللغة الإنجليزية وكان يتحدث عن منزل ! 
وقفت بمكانها لدقيقة حتى انتهى من اتصاله والټفت بجسده ناحيتها فقالت هي في وجه محتدم 
بيت إيه اللي بتتكلم عنه ده 
تفحص ملابسها الجديدة بنظرة ذات معنى ثم أجاب على سؤالها بإجابة مختلفة تماما 
جهزي نفسك ولمي هدومك يلا هنروح نقعد في بيت صغير لغاية ما نمشي 
اندفعت نحوه بعصبية وهتفت بعناد 
أولا أنا مش هرجع معاك ثانيا ماله البيت ده منقعدش
فيه ليه 
انحنى برأسه عليها وهمس محاولا تمالك أعصابه حتى لا ينفجر بها كالبركان 
هو مش ده برضوا بيت الحيوان اللي كان بيساعدك
جلنار بشجاعة ونظرات مشټعلة 
متغلطش فيه ! 
تستفزه عمدا وهو أفضل شخص يمكنه معاقبتها على طريقتها الفظة في التعامل معه ابتسم بوجه غريب وهمس بصوت رجولي مريب 
بلاش تختبري صبري عليكي عشان هتندمي ياروحي 
جلنار بنبرة محتقنة ونظرات مستاءة 
جيت ليه ياعدنان لو فاكر إنك هتقدر تاخد بنتي مني ي 
توقفت عن الكلام عندما سمعته يلتقط بقية العبارة من فمها ويختمها هو بأسلوب متفنن وبنظرة ثاقبة وقوية كالعقاپ تماما 
تؤتؤ أنا هاخد بنتي ومراتي مش بنتي بس 
انغمست في نظرته وتاهت بها ولكن سرعان ما عادت لوعيها فقالت بحزم وإصرار 
بس أنا عايزة أطلق 
عدنان ببرود مستفز 
اعتقد إنك معجبكيش إن لو أطلقنا هاخد بنتي فالأفضل إنك تنسي الموضوع ده وإنتي تفضلي مع بنتك وأنا كذلك وهي تعيش وسط أبوها وأمها 
إنت بتلوي دراعي يعني !!
ابتسم بعدم مبالاة ثم مد يده إلى شعرها وارجع إحدى خصلاتها المتمردة التي تثير جنونه إلى خلف أذنها وهمس بخفوت 
أبدا أنا بالعكس بديكي احتمالات وبخيرك والاختيار ليكي إنتي يارمانتي 
أحمر وجهها بغيظ بعد سماعها لآخر كلماته التي طالما كان يقولها لها بسبب أسمها وأن جلنار هي زهرة الرمان دفعت يده عنها پعنف وصاحت 
متلمسنيش ومتقوليش رمانتي فاهم ولا لا 
عدنان بابتسامة جانبية خبيثة وبصوت هاديء تماما 
روحي لمي هدومك إنتي وهنا يلا عشان نمشي
ظلت مستمرة بأرضها تحدجه بعينان ملتهبة من الغيظ والبغض على تسلطه والضغط عليها من جهة ابنتها في قرار طلاقهم لكنها لن ترضخ له ! تنهدت بعد لحظات من التحديق ببعضهم البعض هو نظراته كلها برود وعدم مبالاة وهي تستشيط غيظا وغل قالت بقوة 
هاجي معاك دلوقتي بس عشان مليش وش أقعد في بيت حاتم بعد اللي عملته إنت وبابا معاه 
تمكنت بلحظة من بث الضجر في نفسه حيث تحول إلى جمرة ملتهبة وقبض على ذراعها يهتف بنبرة مرتفعة ومنذرة 
ولو جبتي سيرته قدامي تاني ياجلنار
هتروحي تحضري جنازته بكرا 
طالعته من فوق لأسفل باستهزاء ثم انتشلت ذراعها من قبضته وغادرت الغرفة بكل ثبات وهدوء وتركته يقف يشتعل ويتوعد لها بعقاپ عسير على تصرفاتها المتعمدة وأسلوبها معه ! 
تجلس زينة بجوار أمها على طاولة صغيرة مكونة من مقعدين لهم فقط وتتجول بنظرها بين الوجوه في ذلك الزفاف الممل فقد احضرتها والدتها رغما عنها معها إلى هنا متحججة بأنه زفاف ابنة صديقتها المقربة وأنها قامت بدعوتها دعوة خاصة وأصرت على حضورها هي وابنتها 
نظرت ميرفت لابنتها وهتفت بحزم 
في إيه يازينة ! 
ردت عليها بخنق وتزمر 
كان
لازم يعني ياماما تخليني آجي معاكي 
ميرفت 
يابنتي نيرمين أصرت عليا أني آجي واجيبك معايا وعيب لما متجيش افردي وشك بقى شوية يازينة الله مش كدا ! ده حتى العروسة قمر ماشاء الله عقبال ما افرح بيكي كدا ياحبيبتي 
همست زينة لنفسها بيأس وهي تزم شفتيها 
مش لما يتلحلح ابن اختك ويحس بيا شوية الاول 
هتفت أمها بحاحب مقتطب واستغراب عندما سمعت منها همهمة غير مسموعة 
بتقولي حاجة !
زينة بابتسامة صفراء 
بقول أيوة حلوة فعلا العروسة ربنا يسعدهم 
ثم عادت بنظرها تتابع الزفاف والفتيات وهم يرقصون مع العروس والعريس الذي أخذ جزء له هو وأصدقائه يرقصون فيه وفجأة ظهر أمامها شاب يافع وطويل البينة ووسيم يبدو أنها لم تلاحظه وهو يقترب منهم بسبب اندماجها في متابعة العروسين وجدت يمد يده ويصافح أمها بحرارة ويهتف ببشاشة 
ازيك ياطنط ميرفت 
ردت عليه ميرفت بابتسامة عريضة وبعذوبة 
أزيك يارائد عاش من شافك كبرت ماشاء الله مبروك لنورهان ربنا يسعدها يارب 
آمين يارب 
الټفت بنظره ناحية زينة التي كانت تحدقه بجمود وفهمت من خلال الحديث أنه شقيق العروس وابن صديقة والدتها نرمين فقالت ميرفت مبتسمة 
دي زينة بنتي 
ابتسم بإعجاب وطال النظر في زينة بينما هي فارتبكت من نظرته ثم هتف بنظرة لها تأثير خاص 
عقبالك 
اكتفت بالابتسامة الخجلة وفجأة بدأت موسيقى
رومانسية لطيفة فوجدته يلتفت برأسه نحو أمها وكأنه يرسل لها إشارة مبهمة لم تفهمها هي ثم رأته يعود برأسه ناحيتها وينحنى بجزعة للأمام ثم يبسط يده أمامها فتبادلت النظرات مع والدتها باستغراب لتجد الرد من أمها وهي توميء لها بالموافقة نظرت في عينان ذلك الرجل الغريب الذي تراه لأول مرة ويعرض عليها أن تشاركه الرقص تنهدت بعدم حيلة ثم شبكت يدها بيده في استحياء شديد ووقفت وسارت معه إلى ساحة
الرقص التي امتلأت بضيوف الزفاف وكل رجل معه امرأة اصطحبها للرقص معه اضطرت للنظر له وقالت بصوت خاڤت وحياء ملحوظ 
تشرفت بمعرفتك 
أنا أكتر أكيد 
هتفت زينة تسأل بصراحة دون أن تتردد بعد لحظات طويلة من الصمت من محاولاتها لتفادي نظراته الثابتة عليها 
هو أنت مش شايف أنه غريب شوية إنك تعرض عليا ارقص معاك واحنا أول مرة نشوف بعض 
رائد بهدوء تام وابتسامة واسعة وهو يهز رأسه بالنفي 
لا خالص بعدين أنا اعرفك من بدري إنتي بس اللي متعرفنيش 
رفعت حاجبها بدهشة واحست بأن خجلها تلاشي كله وحل محله الذهول فسألته بفضول شديد 
تعرفني إزاي !! 
نظر حوله وهو لا يزال مبتسم ثم قال بنظرة أعادت الخجل لوجهها مجددا 
الموسيقى خلصت وتقريبا مبقيش غيرنا اللي واقف 
تلفتت حولها پصدمة فلم تجد أحد بالفعل غيرهم ابتعدت عنه بوجه مسيطر عليه لون الأحمر ثم نزلت من على المسرح ولحق هو بها ليوقفها قبل أن تصل لطاولتها عند أمها التفتت بجسدها نحوه لتجده يقف ويهتف بثقة واضعا كفيه في جيبي بنطاله 
هنتقابل كتير الأيام الجاية وسعتها هقولك اعرفك إزاي
طالعته باستغراب وبنظرة متوترة
قليلا ولكنها آثرت عدم الرد وفقط استدارت من جديد وسارت باتجاه والدتها التي كانت تتابعهم مبتسمة 
في أمريكا 
دخلت جلنار لغرفة صغيرتها واتجهت نحو فراشها ثم جلست بجوارها على الحافة وهزتها برفق تهتف 
هنا ياحبيبتي قومي يلا عشان هنمشي 
فتحت الصغيرة جزء من عيناها بتكاسل وهمست بصوت سمعته جلنار بصعوبة وهي تدفع يد أمها عنها بخنق 
لا 
ابتسمت جلنار ثم انحنت على أذنها وهمست بجملة كانت تعرف جيدا كيف سيكون نتائجها عليها 
بابا جه وقاعد برا مش هتقومي تشوفيه 
استيقظت جميع حواسها فور سماعها لاسم أبيها وفتحت عيناها كلها دفعة واحدة پصدمة فضحكت جلنار بقوة ثم قالت 
قومي يلا اجري روحي شوفيه 
هبت الصغيرة جالسة ونزلت من فراشها وغادرت غرفتها وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنها وتتمكن من
الرؤية في الضوء بوضوح وصلت إلى الصالون ورأت أبيها يقف في الشرفة متكيء على السور بساعديه فاتسعت عيناها بذهول أشد وصاحت بفرحة غامرة 
بابي
صك صوتها أذنيه فالټفت فورا للخلف بتلهف وباللحظة التالية فورا 
وحستني وحشتني أوي 
ډفن وجهه بين شعرها يشم رائتحها التي تعيد لروحه الحياة من جديد ويهمس بصوت يحمل في طياته كل الشوق والحب الأبوي 
وإنتي وحشتيني أوووووي ياهنايا 
نظرت له بابتسامة عريضة فاتسعت هو الآخر ابتسامته على أثر ثغرها الجميل المبتسم وقال باهتمام وحب 
عاملة إيه يا سلطانة بابي 
كويسة 
ردت عليه بلطافة تسرق القلوب والعقول ثم سألت بحماس ووجه مشرق 
هنرجع البيت ! 
عدنان بعدم تردد 
طبعا ياروحي هنرجع بيتنا لا يمكن اسيبك تاني ولا ابعدك للحظة عني 
وماما ! 
رفع نظره عن ابنته ونظر لجلنار التي تقف على مسافة منهم وتستند بكتفها على الحائط وتتابعهم مبتسمة بصفاء لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها حين وقعت عيناه عليها بينما هو فهمس لابنته بنبرة تحمل المرح البسيط 
مامي هتاجي معانا طبعا هي تقدر تقول لا أصلا
التفتت هنا برأسها نحو أمها وارسلت لها ابتسامة مشرقة وسعيدة فبادلتها إياها جلنار بنظرات دافئة 
في صباح اليوم التالي 
توقف آدم بسيارته في أحد المناطق الشعبية يدخلها للمرة الأولى ضغط على زر في باب السيارة ونزل الزجاج ليكشف له بوضوح عن طبيعة الحياة في هذه المنطقة أطفال يرتدون ملابس متسخة ويركضون ويلهون بعضهم ينحنى ويضم يده في الأرض ويملأ قبضته بالتراب ثم يقف ويليقها على قرينه الذي كانوا يلعبون مع بعضهم للتو وتشاجروا على شيء نساء تسير حاملة بيديها أكياس ومستلزمات منزلها من السوق ضجة وأزعاج رهيب بهذا المكان !! 
تلفت برأسه يمينا ويسارا بتعجب محاولا إيجاد أي شيء من الذي وصفه له صديقه تنهد بالأخير بخنق وأخرج هاتفه من جيبه واجري اتصال بصديقه الذي أجاب عليه بعد ثواني معدودة 
أيوة يا آدم أنت فين 
آدم بنفاذ صبر 
اوصف الزفت المكان كويس يازياد أنا شكلي توهت ودخلت في منطقة غلط ! 
قهقه صديقه بصوت مرتفع وقال 
توهتي يانوغة 
آدم بتحذير وانفعال من استهزاء صديقه به 
احترم نفسك عشان مغلطش فيك وأنا لساني قليل الأدب
زياد ضاحكا 
طيب ياعم خلاص اوصفلي
أنت دخلت فين بظبط عشان اقولك ترجع وتاجيلي إزاي
هدأ آدم قليلا وبدأ يصف له المكان الذي هو فيه وينظر إلى أعلى المحلات يقرأ اسمائها ويخبره بها لكن فجأة وجد طفل صغير يمد يده من زجاج السيارة ويجذب الهاتف من يده ويركض !! 
فتح عدنان عيناه ببطء في الصباح الباكر وهو يشعر بعضلات جسده كلها متشنجة فقد جلس طوال الليل على مقعد بجوار فراش صغيرته بعدما ذهبوا للمنزل الجديد وظل يقرأ لها القصص حتى نامت ولم يشعر بنفسه إلا وهو يذهب بالنوم معها 
اتجه نحو باب الغرفة وفتحه بحذر شديد حتى لا يزعجها في نومها وغادر وتركه مواربا رفع كفه لرقبته يفركها پألم ويحركها على الجهتين برفق أصدر تأففا حارا ثم وقع نظره على الغرفة المقابلة له والتي لازمتها جلنار منذ قدومهم بالأمس تحرك بخطواته الثابتة نحوها ثم فتح الباب ودخل فوجدها نائمة في فراشها ووجها مقابل للباب وشعرها مفرود بجوارها على الوسادة ترتدي منامة منزليه تصل لركبتيها ولكن ارتفعت قليلا لما فوق الركبة دون أن تشعر وهي نائمة 
مالت شفتيه درجة واحدة
لليسار وهو يتأملها قبل أن يقترب منها بخطواته في بطء حتى لا تشعر به ويقف أمام الفراش
 

 

 

تم نسخ الرابط