حكاية كاملة بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

 

 


متخليش عمي ياخدني  عليها تحذيراته 
هتغوري مع عمك ومش عايز اشوف وشك تاني فاهمة ولا لا وأقسم بالله يافريدة لو حاولتي بس تقربي من جلنار وهنا مش هرحمك واللي هيعمله عمك فيكي هتولي أنا مهتمه واعمله بداله وبطريقة اپشع منه كمان
لم ترفع نظرها له وانخرطت في البكاء العڼيف منكمشة في
زاوية الغرفة رأت فقط قدميه وهي تتحرك باتجاه باب الغرفة ليغادر ويتركه مفتوحا هذه المرة ومن شدة تدمرها النفسي وفقدانها للأمل لم تحاول حتى الخروج والهرب 

بقى هو جالسا بالخارج فوق
الأريكة يتفقد ساعة يده في انتظار الموعد المنتظر لقدوم عمها حتى يأخذها ويخلصه منها فلم يعد يحتمل رؤيتها أكثر من ذلك كلما يراها يتذكر حماقته وغبائه وهي تنام كل ليلة بين ذراعيه ويغمرها بحبه دون أن يشعر بخيانتها له ! 
وأخيرا ارتفع صوت طرق الباب ومع صوت الطرق توقف قلبها بالداخل من الړعب بينما هو
فاستقام وسار نحوه ليفتح فيقابل عمها بنظرات ثاقبة ووجه جامد فيندفع عمها للداخل كالثور الهائج يدخل الغرفة الكامنة بها سمع عدنان بالخارج صوت صڤعة مدوية منه تبعتها صړخة مټألمة ومرتعدة منها وهو يلقن مسامعها بألفاظ تليق بفعلتها المشينة 
اندفع عدنان پغضب للداخل وصاح بعمها بصرامة 
خد بنت اخوك واعمل فيها اللي عايزه بعيد عن هنا ومتخلنيش اشوف وشها تاني عشان وقتها مش هترجعلك 
حدق عمها بعدنان وهو يوميء بتفهم وبنظراته يعتذر منه في خزي من فعلا ابنة أخيه ثم الټفت إليها وجذبها من ذراعها معه للخارج ويهمس في أذنها بالوعيد لها بينما هي فألقت نظرة أخيرة على عدنان نظرة ألم وندم حقيقي لا تتوسله بنظراتها لكنها تطلب منه العفو حتى لو بعد زمن 
كان في طريقه للمصعد حتى يغادر بعد أن قضى اليوم كاملا بالمكتب ينهي أعماله لكنه لاحظ الضوء المنبعث من طاولات أحد الموظفين فضيق عيناه بدهشة وحيرة لا يعقل أن يكون هناك أحد مازال بالشركة 
غير وجهته وسار تجاه تلك الطاولة في خطوات متريثة فرأى فتاة تستند بمرفقيها فوق سطح الطاولة وتضع رأسها فوقهم نائمة رفع حاجبه باستغراب واقترب أكثر حتى وقف أمام الطاولة وابعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يتمكن من رؤيتها فصابه الذهول عندما وجدها مهرة !! 
كانت تنام بعمق والإرهاق والتعب يبدو على وجهها حتى هي ونائمة فمد ذراعه وهزها برفق هامسا حتى لا يفزعها 
مهرة مهرة 
انتفضت كالتي لدغها عقرب ووثبت واقفة تحدق بآدم في عدم استيعاب وكأنها لم تدرك ما يحدث حولها فهتف هو بحدة 
إنتي مچنونة إيه اللي مقعدك لغاية دلوقتي مفيش حد غيرك في الشركة 
رفعت كفها لفمها تتثاؤب وتجيبه بخفوت 
أصل كان معايا شغل كتير ولازم بكرا الصبح يتسلم فقولت اقعد واخلصه ولما عرفت إنك لسا موجود فاطمنت اني مش هقعد وحدي يعني بس معرفش ازاي نمت 
آدم بحزم واستياء بسيط 
ما يتحرق الشغل إنتي إيه ضمنك تقعدي وحدك ممكن يحصل إيه واحمدي ربك إني اخدت بالي منك قبل ما امشي 
مهرة بخنق من توبيخه لها 
خلاص متبقاش قفوش ياعم أنا غلطانة إني همي على مصلحة شغلكم بعدين مين ده اللي يقدر يقرب مني ده أنا أخلي وشه شوارع 
آدم مستنكرا 
اه انتي هتقوليلي بإمارة امبارح بعدين ايه الألفاظ دي المفروض انتي بنت تكوني رقيقة وكلامك لطيف مش أخلي وشه شوارع !!
اه زي ليلى سكرتيرة عدنان بيه
مالها ليلى ! 
مهرة بقرف وغيظ 
بتمشي تتقصع بالكعب بتاعها في الشركة كلها وتفضل تتطوح زي الفرخة الدايخة يمين وشمال لغاية ما في مرة هتتكفي على بوزها وهيبقى منظرها وحش أووووي
انطلقت منه لا إراديا ضحكة عالية يعيد جملتها من بين ضحكه بتعجب 
فرخة دايخة !!! 
مهرة بثغر
متسع وبمرح 
شوفت ضحكت اعترف بقى هااا اعترف إني دمي خفيف وبضحك يبقى متسكتنيش تاني لما اتكلم عشا 
قاطعها عمدا وهو يبتسم بمشاكسة 
اسكتي يامهرة ويلا
مهرة بنفاذ صبر 
اووووف سكت أهو حلو كدا !! 
اماء برأسه في إيجاب وأشار لها بأن تلحق به فسارت خلفه باقتضاب لكن سرعان ما عادت تتحدث إليه من جديد هاتفة بعفوية 
هو إنت ليه عينك مش باينة خضرا دلوقتي

غضن حاجبيه باستغراب من سؤالها لكنه ابتسم واجابها ببساطة 
عشان احنا في الضلمة لازم مش هيبان لونها الطبيعي 
وقفا أمام المصعد الكهربائي وبمجرد ما أن انفتح ودخلا فاقترب بوجهه منها فجأة وهمس مداعبا بابتسامة 
كدا رجعت خضرا في النور صح ! 
انتفضت للخلف بزعر وهتفت مڤزوعة 
إيه الهزار البايخ ده ياعم 
قهقه بخفة فوجدها تبعده لآخر المصعد هاتفة بغيظ 
خليك بعيد كدا عني 
آدم بتعجب وعدم فهم 
ليه !! 
مش واثقة فيك 
عاد يضحك مرة أخرى لكن دون صوت حتى انفتح باب المصعد وخرجا يسيران معا إلى خارج الشركة بأكملها فيهتف هو محدثا إياها باستنكار 
تحبي اوصلك ولا لسا مش واثقة فيا 
مهرة بعفوية ومزاح 
هتخطفني ! 
زم شفتيه بجدية مزيفة يبادلها المزاح 
على حسب لو صدعتيني في العربية ممكن اعملها 
هتفت بثغر متسع وبطريقة كوميدية
وحماسية 
يبقى هصدعك 
رمقها مدوهشا وهو يبتسم بحيرة فأسرعت تعدل جملتها بضحكة بلهاء 
إنت بتصدق أي حاجة كدا علطول بهزر طبعا أنا هاكل دماغك
بس 
اڼفجر ضاحكا واكمل سيره باتجاه سيارته ليفتح باب مقعده ويجيب عليها قبل أن يستقل به 
طيب اركبي يابلائي 
ابتسمت له باتساع في عفوية ولطافة كالأطفال ثم استقلت بالمقعد المجاور له 
كانت كامنة في
فراشها وتسحب الغطاء فوق جسدها تولي ظهرها للباب كالعادة وعيناها تحدق في الفراغ أمامها بسكون تام لكن يدها امتدت تعبث بعقدها الذي البسها إياه بصباح اليوم وإذا بها تسمع صوت باب الغرفة ينفتح وتلتقط أذنها صوت خطواته داخل الغرفة 
نزع عدنان الجاكت وعلقھ ثم أخرج مفاتيحه وهاتفه يضعه فوق الطاولة الصغيرة بجانب فراشهم وتقدم خطوة نحو الفراش ليتسطح بجسده فوقه دون أن يبدل ملابسه حتى 
كان صوت زفيره وانفاسه العالية فقط المسموعة في الغرفةةحتى مرت دقائق وشعرت به 
مش هعمل حاجة ياجلنار مټخافيش 
تنهدت بعمق وردت في خفوت 
عدنان لو سمحت ااا 
أخيرا سمعته يهمس بصوت به لمسة الانكسار لأول مرة 
طلقتها ! 
وهي فين دلوقتي ! 
حين التفتت برأسها أصبحت في مواجهة وجهه تماما لا يفصلها عنه سوى سنتي مترات لا تحسب ليجيب عليها متطلعا في عيناها بعمق 
عمها اخدها مش عايز اشوف وشها تاني مش طايق اشوفها أساسا 
جلنار برقة 
كويس إنك فكرت في هنا ومعملتش فيها حاجة 
استند بجبهته فوق خاصتها هامسا 
انتوا كل حياتي دلوقتي 
اغمضت عيناها للحظات تستمتع بجمال اللحظة لكن سرعان ما فتحت عيناها وابعدت وجهه تعود لوضعها الطبيعي فتسمع تنهده القوى في عدم حيلة ثم عاد يدفن وجهه من جديد في شعرها وهدأت أنفاسه تدريجيا وهي معه حتى غطوا كلاهما في نوم عميق بعد دقائق طويلة نسبيا 
بصباح اليوم التالي 
كانت تجلس هنا فوق فخذ أبيها تشاهد التلفاز معه تستند برأسها فوق صدره وعيناها عالقة على التلفاز وفجأة دون مقدمات تذكرت شيء فابتعدت عن صدره وهتفت برقة 
بابي ! 
عدنان مبتسما بحنو 
نعم ياروح بابي 
هنا بعفوية طفولية 
إنت تعرف عمو حاتم 
اختفت ابتسامته وظهر محلها القوة في الملامح ليجيب على صغيرته بمضض 
أيوة اعرفه ياحبيبتي ماله 
اكملت هنا بنفس عفويتها غير مدركة لما تتفوه به وكيف سيكون تأثيره على أبيها 
لما كنا أنا وماما في أميكا امريكا هو في يوم فضل يلعب معايا كتير
عشان كنت تعبانة وقعد لغاية لما الليل خلص ولما صحيت الصبح لقيته لسا مش مشي
نهاية الفصل 
الفصل الواحد والثلاثون 
تابعتهم بنظراتها من بعيد وهي تبتسم بدفء تتطلع إليه كيف الصغيرة ساكنة بين ذراعيه بآمان فتقدمت منهم بخطوات هادئة وابتسامتها تزين ثغرها لكن تصلبت قدميها بالأرض فور سماعها لجملة ابنتها الأخيرة وهي تخبر والدها عن الليلة التي قضاها حاتم معهم بالمنزل 
هيمنت الصدمة على ملامحه لبرهة يرمق ابنته بجمود حتى بدأت تتشنج عضلات وجهه تدريجيا وتتقوس قسماته بشكل مريب ليجيب على صغيرته بترقب وصوت محتقن 
في البيت معاكم ! 
لمحت هنا أمها التي تقف كالصنم تحدق بأبيها في معالم وجه كانت غريبة بالنسبة لها ولم تتمكن من تفسيرها لكن حدثها الطفولي أخبرها بأن الأمور لن تسير بشكل جيد 
انتبه هو لنظراتها المعلقة على الجانب فالټفت لنفس الجهة فيرى جلنار ثابتة بالأرض ونظراتها تحمل بعض الاضطراب خصوصا بعدما وقعت عيناه الملتهبة عليها 
وبالثوان التالية كان يهب واقفا وينزل ابنته من فوق قدميه ليجلسها فوق الأريكة بمكانه ويهمس بطبيعية متصنعة 
خليكي هنا ياحبيبتي وكملى كرتونك 
أماءت الصغيرة برأسها متطلعة لأبيها باستغراب من تحوله المفاجيء والغريب ثم رأته يسير تجاه الدرج ويهتف محدثا أمها بصوتا مخيفا دون أن يلتفت لها بوجهه 
تعالي ورايا 
وصلت أمام باب غرفتهم الذي تركه مفتوحا بعد دخوله ألقت عليه نظرة من الخارج لتراه يقف ويرفع أنامله لذقنه يحكها ويمسح على نصف وجهه پعنف مغلقا على
قبضة يده
في شراسة لا تنكر أن حالته اربكتها وجعلتها تخشى ثورانه الذي ستشهده بعد قليل تقدمت إلى داخل الغرفة في خطوات
مترددة ثم أغلقت الباب بهدوء حتى لا تلتقط أذن صغيرتهم الأصوات المخيفة التي ستملأ الغرفة الآن 
سمعت البداية تخرج هادئة كالمتوقع وهو يسأل بخفوت مخيف 
إيه اللي قالته البنت تحت ده !!!! 
تنفست الصعداء تتحكم في اضطرابها الغير إرادي منه وغمغمت 
دي بنت صغيرة ياعدنان ومش فاهمة حاجة
صړخة جهورية انطلقت منه تبعتها وثوبه من مكانه بخطوة واحدة ليصبح أمامها 
حاتم كان بيعمل إيه في البيت طول الليل معاكي
رغم أن صرخته بعثت هزة بسيطة في جسدها إلا أن جملته كان لها الأثر الأكبر حيث ابتسمت وقالت باستنكار 
بيعمل إيه !!!
نزعت ابتسامتها من فوق شفتيها ورسمت الحدة لتتابع حديثها بنظرة خزي 
زي ما بنتك قالت كانت تعبانة جدا اليوم
 

 

 

تم نسخ الرابط