حكاية كاملة بقلم ندى محمود
المحتويات
لجزء من عقله !!
انتبهت لوجوده فالتفتت له برأسها وهتفت بعفوية
what ?! !ماذا
عدنان بنظرات دقيقة ونبرة مغتاظة
حلو اللافندر ده !!
لم تعيره الاهتمام المرغوب واكتفت فقط بالرد عليه وهي تكمل تحضير كعكتها
thank you
عض على شفاه السفلية بغيظ ثم تقدم بخطواته إليها يقف بجوارها ويهمس في نظرة مشټعلة
لاحظت الغيظ في نبرته المشټعلة فلم تتمكن من منع ابتسامتها ورمقته ببراءة مصطنعة تهمس
جدا ارتحت أوي الصراحة حتى قررت اني انام كل يوم معاها
ابتسم بطريقة مريبة وأجابها مستهزئا كلامها
كل يوم !!!
امممم هو إنت عندك مانع
ولا إيه !
ضحك ساخرا يستنكر سؤالها بأسلوب اضحكها
زمت شفتيها برفض تتمالك نفسها من الضحك بصعوبة وتجيب عليها بعذوبة صوتها
لا لا ملوش لزمة وبعدين مفيش مكان في أوضة هنا أنا لما ابقى احب اغير هروح اجيب هدومي من الأوضة عادي
عدنان كاظما غيظه عنها بصعوبة
اممم كتر خيرك والله
تطلعت إليه بسكون للحظات ولا تنكر أن نظراته الممېتة لها اربكتها فصاحت بصوت مرتفع كاتمة ابتسامتها
تستعين بصغيرتها حتى تنقذها من بطش أبيها إذا فقد تملكه لأعصابه لا يزال يرمقها بتلك النظرات المريبة فازدردت ريقها بتوتر وعادت تصيح مرة أخرى على ابنتها
يلا ياهنا
ركضت الصغيرة إلى بالمطبخ هاتفة بحماس طفولي
وريني الكيك يامامي
حملتها فوق ذراعيها ترفعها لأعلى حتى تتمكن من رؤيته وبعيناها تتابع نظرات عدنان التي انخفضت تتفحص
بصي على الكيك ياهنا ياحبيبتي
فهم تلمحيها وتحذيرها فابتسم بخبث وحرك شفتيه يهمس دون صوت
انهي واحد !
استشاطت غيظا من تلمحيه الوقح واكملت هذه المرة لصغيرتها لكن عيناها عالقة على أبيها بڼارية
هنا بعبس
طيب والكيك
لا ده بليل ياروحي احنا دلوقتي معاد الغدا وبليل نبقى ناكل الكيك
أماءت هنا برأسها في موافقة رغم عبوسها البسيط ثم انصرفوا وتركوه يقف بمفرده في ذلك المطبخ الكبير انحرفت عيناه على كعكة الشكولاته المتوسطة والمزينة بقطع فراولة من الأعلى وقطع شوكولاته بيضاء تضعها بشكل منظم مد يده والتقط قطعة فراولة بالشكولاته صغيرة والقاها في فمه ثم استدار وغادر المطبخ هو أيضا
هتفت مهرة بها عندما وصل آدم بسيارته لبداية منطقتها لا تريد أن يراها أحد وهي تنزل من سيارته يكفي ما تتناقله الألسن في المنطقة حولها
نظر آدم من نافذة السيارة فمازال هناك مسافة طويلة حتى منزلها عاد ينظر لها يسألها بترقب
متأكدة !
أماءت برأسها في إيجاب وابتسمت تهدر بامتنان حقيقي
أيوة كويس أوي لغاية هنا متشكرة جدا يا آدم بيه
ضحك وقال مداعبا
كنت آدم بس من شوية في المكتب !!
ضحكت هي الأخرى وقالت بمرح تعود لطبيعتها
انا كنت مش قادر اخد نفسي أساسا كنت لسا هقولك آدم بيه ايه ۏجع القلب ده فاختصرت الوقت والمجهود وخليتها آدم بس الواحد صحته على قده بقى ربنا يبارلك في صحتك اصل
قاطعها مبتسما بعدم حيلة
كفاية يامهرة أنا كنت لسا هسألك بقيتي كويسة ولا لا دلوقتي بس خلاص اخدت الإجابة من غير ما أسأل الحمدلله
مهرة بتلقائية
يعني هيحصلك حاجة لو سبتني في مرة اكمل كلامي ما تجيب صبارة وټدفني احسن
قهقه بقوة وأجابها ساخرا من بين ضحكه
ما أنا لو سبتك والله ما هنخلص عشان انتي والراديو نفس الشيء لو فتحتيه مبيفصلش غيري لم تقفليه بنفسك
طيب يا سيدي شكرا كفاية
فتحت الباب وقالت بابتسامة سمجة وهي تهم بالنزول من السيارة
استمر كدا في احباطي لغاية ما روحي الفكاهية ياعدو البهجة
غضن حاجبيه بتعجب لكنه ضحك مغلوبا على أمره وانزل زجاج السيارة يهتف بنبرة مهتمة وهو يضحك
خلي بالك من نفسك !
التفتت له برأسها توميء بالموافقة في ابتسامة ساحرية وتشير له بيدها أن يرحل لكنه استمر في متابعتها بعيناه حتى دخلت في شارع موازي واختفت عن أنظاره فادار محرك السيارة وانطلق بها
بعد مرور ساعات قليلة
دخلت هنا الصغيرة على أمها الغرفة وقالت بإشراقة وجه بريئة ولطيفة مثلها
مامي تيتا برا وبابي
قالي اقولك تيجي
رفعت حاجبها منذهلة وردت
تيتا برا !! طيب ياحبيبتي روحي وقولي لبابا جاية
ابتسمت جلنار بانتصار وثقة فور رحيل ابنتها هاتفة في وعيد
ولسا يا أسمهان هانم هتشوفي مني كتير الأيام الجاية
خرجت بعد دقائق ورأتهم يجلسون في الحديقة فذهبت لهم وتقدمت نحوهم بخطوات واثقة ونظرات كلها شموخ حتى وصلت وجلست على مقعد مقابل لعدنان وكانت أسمهان تجلس على الأريكة في المنتصف بينهم
لحظة من الصمت مرت حتى سمعت أسمهان تهتف باقتضاب لكنها تجاهد في إظهار الصدق المزيف في اعتذارها
متزعليش مني ياجلنار ياحبيبتي بسبب اللي حصل في خطوبة زينة وعشان عارفة إني غلطت جيت اعتذرلك بنفسي
لا يهمها اعتذراها
بقدر ما يهمها أن تراها تطلب العفو منها هكذا وأمام ابنها بعد كل ما فعلته معها منذ بداية زواجها الاعتذار ماهو إلا بداية فقط وإرضاء لكرامتها
حصل خير يا أسمهان هانم
عدنان كان واثق فيا
رأت جلنار نظرة ڼارية في عين أسمهان مما زادت من سعادتها الداخلية بينما عدنان فكان يتابعهم بصمت وجملة جلنار الأخيرة ادهشته قليلا
ارتفع صوت هنا وهي تصيح على أبيها تطلب منه أن يأتي إليها فاستقام واقفا واتجه نحو ابنته وانتهت الجلسة عليهم هم فقط قبل أن تهتف أسمهان ببنت شفة قالت جلنار في ټهديد وشراسة
خليكي بعيدة عني وعن بنتي ي أسمهان وإلا صدقيني هقول لعدنان وآدم على كل عمايلك وخلينا نشوف بعدين ولادك هيبصوا في وشك تاني ولا لا وبذات عدنان لو عرف إن أمه حاولت بنته وأنا حامل فيها الطفل اللي
كان بيتمناه وبيستناه من سنين ده غير محاولاتك للتخلص مني أنا اعتبري ده أول تحذير مني ليكي
الفصل الثلاثون
ذلك الټهديد السخيف ! لم يحرك شعرة واحدة منها وبقت صامدة تحدق بجلنار في ابتسامة متهكمة وبعد ثوان من السكون المريب بينهم خرج صوتها المستنكر
ومين قالك أنهم هيصدقوا كلامك أساسا
عادت جلنار إلى مقعدها تجلس بارتياحية وتقول بثقة
لو عايز اثبت مستعدة اجيب الإثبات بس انتي هتفضلي بعيدة عني هفضل أنا كمان بعيدة عنك
رأت الضحكة تنطلق فوق شفتيه ترمقها باستهزاء وخبث ثم اختفت ابتسامتها وسكنت في مقعدها تكتفى بتبادل النظرات الڼارية معها !
يجلس هو وخالته حول طاولة الغذاء وعيناه تتفقد المقعد الفارغ من الطاولة فنظر إلى الخالة وسأل باستغراب
نادين ليه منزلتش
غمغمت فاطمة بنبرة عادية تماما
قبل ما ترجع إنت من برا خرجت قالت رايحة تعمل مشوار سريع وراجعة
استنكر الإجابة التي على حصل عليها وارتفع حاجبه اليسار بنظرات مدهوشة ثم هدر في حزم
خرجت إزاي هي متعرفش حاجة في مصر هنا وليه مقالتليش !
فاطمة ببرود أعصاب غريب
معرفش بس أكيد عارفة المكان اللي هتروحوا طالما خرجت وحدها متقلقش هي زمانها على وصول دلوقتي
ضغط على الشوكة التي بيده في ڠضب دفين ثم ألقاها بقوة داخل الصحن محدثة صوتا مزعجا واستقام واقفا يخرج هاتفه ويبتعد بضع خطوات عن خالته ليجري اتصال بها
بعد انتظار للحظات طويلة والكثير من الرنين أجابت أخيرا بصوت مبهج
الو نعم يا حاتم
إنتي فين
كانت نبرته بمثابة الڼار التي أحرقت بهجتها لكنها تحفظت بلطافتها وهي تجيب عليه
مع رفيقي
ردها كالبنزين فوق الڼار حيث لاحت الابتسامة الساخرة على شفتيه يرد بلهجة لا تبشر بالخير
نعم ياختي مع مين !!!
نادين ببساطة وهي تضحك بطريقة أثارت جنونه أكثر
مع رفيقي ياحاتم عم اقلك هو اجى زيارة على مصر وحب يشوفني فأجيت لاشوفه
سمعت صوته الغليظ يهدر في ڠضب
ومقولتليش ليه إنك هتطلعي ورايحة تشوفي البيه رفيقك ده
نادين بابتسامة ماكرة تتصنعها بمهارة
الو حاتم صوتك ما عم يوصلي
بدأ يفقد تمالك أعصابه فهتف بنبرة شبه مرتفعة مستغلا جملتها بأنها لا تسمعه
إنتي فين يانادين !
فهمت أنه ينوي المجيء إليها حتى يأخذها بنفسه فردت ببرود حتى تزيد من إشعال النيران أكثر
ما في داعي تيجي هو راح يوصلني بسيارته على البيت
سمعت صوته
غريب ومخيف قليلا كأنه شخص مختلف
يوصلك بسيارته !!! طيب معلش هقطع اللحظة على رفيقك واجي انا اوصلك للبيت ممكن !
استشعرت النيران الملتهبة التي تخرج من صوته إليها في الهاتف وكادت أن تضحك قبل أن تتمالك نفسها ووتتهرب من الرد عليه بذكاء كالمرة السابقة
حاتم الو ما عم اسمعك الشبكة هون كتير سيئة حاتم حاتم أنا راح اقفل هلأ وبرجع بتصل بيك بعدين تمام
وفور خروج آخر كلمة من فمها أنهت الاتصال لټضرب بأذنه صافرة الإغلاق فينزل الهاتف ببطء ويتطلع في شاشته بأعين ملتهبة مخرجا من بين شفتيه زفيرا ناريا كمحاولة بائسة للتحكم في انفعالاته لكن خرجت همسة مشټعلة منه وساخرة يعيد كلمتها
رفيقي ! امممم وماله
ثم الټفت إلى خالته التي ترمقه مبتسمة كأنها تنتظر منه أن يخبرها بمحادثته معها وماذا قالت له فيبادلها هو الابتسامة لكن بأخرى مغتاظة
صوتها المرتفع وشجارها مع أبيها كان يسمعه كل من يمر أمام غرفة المكتب رغم رفضها لذلك الزواج إلا أنه حدد الموعد غير مباليا لرغباتها سواء رفضها أو موافقتها أجبرها ووضعها أمام الأمر الواقع حتى لا تجد مفر سوى القبول والخضوع لقراراته القاسېة
خرجت من مكتبه وهرولت راكضة باتجاه الدرج ووجهها تملأه الدموع كله مازال عقلها لا يستوعب أن خلال أيام ستكون زوجة ذلك الرجل المجهول هي حتى لم تراه من
قبل كيف ستكون زوجته !
بينما تركض على الدرج والرؤية أمامها تهتز بسبب الدموع الممتلئة في عينيها اصطدمت برجل كانت وجهته معاكسة إليها هو يصعد الدرج وهي تنزل فارتدت للخلف وكادت أن تسقط لولا أنه أمسك برسغها وجذبها حتى تستعيد توازنها
كانت عيناه بندقية واسعة ولديه نظرة ثاقبة حاجب كثيف ومقتضب وشعر أسود غزير مع بشړة حنطية مائلة البياض بينما جسده فكان صلب وضخم
مقارنة بهيئتها الناعمة ملامحه القاسېة والصلبة ذكرتها بطائرها المفضل الذي يمتلك نفس العينان البندقية الواسعة والحاجب المقتضب حتى نفس النظرات الثاقبة التي تشعرك بأنها تخترقك طائر العقاپ
اضربت وابتعدت عنه تهتف باعتذار وصوت مبحوح
أنا آسفة
تطلع عدنان في وجهها الغارق بالدموع وعيناها الحمراء من فرط البكاء وشعرها المنسدل فوق كتفيها بعبث أصبحت وجنتيها البيضاء حمراء من بكائها وڠضبها هيئتها الناعمة والرقيقة كانت جميلة مع ملامح وجهها البريء وهي تبكي كالأطفال اللطيفة غضن حاجبيه واردف بتعجب
إنتي كويسة !
رفعت أناملها الرقيقة والمرتعشة تجفف دموعها وتوميء بالإيجاب متمتمة
أيوة بعتذر مرة تاني كنت نازلة مستعجلة
متابعة القراءة