حكاية كاملة بقلم ندى محمود
المحتويات
بعض أنا كنت عارف من بدري إنها
بتحبني بس كنت بعمل نفسي عبيط على أمل أنها تنساني وتخرجني من عقلها وقلبها والوضع وصل إني فكرت ارتبط بيها عشان سعادتها بس تراجعت لاني مش بحبها ولا يمكن اقدر أسعدها وهكون بظلمها وبظلم نفسي وهي تستحق كل خير وتستحق راجل أفضل مني يكون بيحبها ويحافظ عليها ويصونها وهشام يستحقها
وطبعا رفضت تاخدني معاك اسلم عليها عشان خۏفت ټجرح مشاعرها
صمت ولم يجد من الكلمات ما يدافع بها عن نفسه عبست واعتدلت في جلستها تشيح بوجهها عنه وتسأله بأسى
ولما إنت خاېف على مشاعرها أوي كدا خدتني معاك الفرح ليه !!
اسرع والتقط كفها يحتضنه بين كفيه هامسا بنبرة تحمل الاعتذار والصدق
نزعت يدها من قبضته بقوة وصاحت به منفعلة وبعينان دامعة
ولما أنت عارف كدا من الأول خدتني معاك ليه !!!
الدموع المتجمعة بعيناها لما تتمكن من الصمود أكثر أمام كلماته ونبرة صوته أو حتى نظرته نجح في هدم جميع حصونها وامتص ڠضبها كعادته بعشقه الذي يغمرها به سالت الدموع بغزارة فوق وجنتيها ثم اقتربت
أنا بحبك أوي يا آدم اوعي تسيبني وتبعدني عنك أنا ممكن أموت لو سبتني إنت كمان
أردف آدم بنبرة تغمرها الحنان والغرام وهو يبتسم ويضمها إليه أكثر
مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني لأن مجرد تفكيرك فيه أساسا مستحيل يعني لا يمكن يحصل أنا جمبك وهفضل جمبك لغاية آخر نفس فيا وكمان هنجيب بكيزة ومتولي ولا إنتي نسيتي
ابتعدت عنه وقالت بحماس طفولي
بجد يعني وافقت يا آدم خلاص هنسمي بكيزة ومتولي !
رمقها بقرف وقال برفض قاطع
ومن شفتيها بعبوس وعقدت ذراعيها أمام صدرها تهتف بعناد طفولي وغيظ
خلاص وأنا كمان مش هتجوز ويلا نفسخ الخطوبة
آدم بشراسة
وعڼف رجولي
هتتجوزيني ورجلك فوق رقبتك وعلى الله اسمع حسك
ضمت كفيها لبعضهم بدهشة وقالت بابتسامة عريضة وطريقة كوميدية
الله bad boy هذا هو ذوقي المفضل !
انطلقت منه ضحكة رجولية عفوية ومرتفعة استمرت للحظات وهو يضحك عليها وسط همستها المغلوبة
مچنونة والله العظيم مچنونة وهبلة !!
غمزت لها بعيناها تغازله برقة وجراءة مختلفة
ياحلو يا أبو عيون خضرا أنت
ضحك ورد عليها بخبث يفوقها
ما بلاش احسن بعدين بتزعلي وتقولي عليا وقح
كتمت فمها فورا باستحياء وهي تضحك بصمت وأشارت على فمها وهي تحسبه من البداية للآخر كأنها تغلق سحاب متمتمة
لا خلاص هسكت ومش هتكلم تاني خالص
اكتفي بصحكته العاشقة مع نظرته الدافئة التي بادلته إياها باسمة !
بصباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي
جاء عدنان من الصباح الباكر كي يطمئن على زوجته وابنته لكنه وجد جلنار مازالت نائمة وهنا كانت تشاهد أحد أفلام الكرتون على التلفاز بما إن اليوم هو يوم الجمعة واجازتها من الحضانة ونشأت لم يكن بالمنزل اما بدرية فكانت تقوم بتجهيز وجبة
الإفطار لجلنار إلى حين استيقاظها فطلب منها أن تخرج وهو سيكمل تحضير الطعام هو وهنا التي رحبت وتحمست كثيرا بالفكرة
داخل المطبخ
كانت تجلس الصغيرة فوق الرخام وتهتف محدثة أبيها الذي منشغل بتحضير الطعام
بابي هو احنا امتى هنرجع بيتنا
إشار لعقلة من أصبعه وهو يضحك هامسا
خلاص فاضل حتى نونو قد كدا ونرجع أنا مجهزلك مفاجأة حلوة أوي في البيت هتعجبك
صاحت بفرحة غامرة وهتفت بفضول
إيه هي يابابي بليز قولي
لا مينفعش أقولك وإلا كدا مش هتبقى مفاجأة
زمت شفتيها بيأس ثم وجدت أبيها يضع الصحون فوق الصينية ويحملها فوق يديه هامسا
يلا بينا لماما فوق ياهنايا
هنا برقة وحنو
مامي هتفرح أوي لما تعرف إني أنا وأنت حضرنا الفطار ليها
اماء لها بالإيجاب وهو يبتسم ثم سار باتجاه
الطابق العلوي والصغيرة تلحق به لكنها اضطرب لانحراف طريقها إلى حيث غرفة بدرية التي كانت تصيح عليها تريدها في شيء
عدنان بنبرة هادئة
امممم وحضرتلك الفطار كمان أنا وهنا
اقټحمت الغرفة هنا وهي تصرخ بفرحة
مامي صحيت
اقتربت ووقفت بجوارها وهمست باسمة بثقة وهي تسير للطعام
أنا وبابي حضرنا الفطار ليكي يامامي
إنتي قلبي وحياتي كلها ربنا يخليكي ليا ياحبيبة مامي
تطلعت الصغيرة لأبيها وضحكت بصمت ثم هتفت بعفوية
أنا وبابي كما هنخلص الأكل من بدري بس هو كان بيتكلم في التلفون مع واحدة وقت طويل و
قاطعها يمنعها من استكمال كلامها وهو برمقها بحدة ويقول مغتاظا
أحم روحي ياهنا كملي الكرتون بتاعك يابابا
حين سقط نظره على جلنار رآها تحدقه شزرا پغضب وسألته
واحدة مين دي ياعدنان !
تهرب من الموضوع وهو يبتسم ببلاهة
قصدها وائل ياحبيبتي وائل مين اللي قال واحدة ! انا مسمعتش حاجة زي كدا انتي قولتي واحدة ياهنا !
ردت بنظرة ماكرة وهي تكتم ضحكتها
أيوة قولت
صر على أسنانه بغيظ وهو يطالع ابنته بوعيد حقيقي يتوعد لها بنظراته وحركات أصابعه وفورا انتبه على أثر صوت جلنار المرتفع والغيرة الحاړقة بعيناها
مين دي ياعدنان !
تنهد بعدم حيلة ورد بخفوت
ياجلنار دي ليلى والله كنت بتكلم معاها على الشغل لأني مش رايح النهارده
وتتكلم معاها وقت طويل ليه !
قال شبه منفعلا
بقولك بنتكلم في الشغل في الشغل اغنهالك
جلنار بغيظ وعصبية
وهو مفيش غير ليلى تتكلم وتحكي معاها في الشغل في التلفون ما في مېت راجل في الشركة عندك آدم وعندك حاتم كل ده مش كفاية
عدنان بعصبية مماثلة لها
لا مش كفاية يا جلنار عشان أنا عايز اتكلم مع ليلى حلو كدا ارتحتي !
كادت أن تجيب جلنار وتكمل صياحها لولا هنا التي التصقت بأبيها وهمست بكل رقة ونظرة بريئة تضمر خلفها برودها وكأنها تعمدت افتعال مشكلة بين والديها
بابي في بكرا حفلة في الحضانة هتيجي معايا مش كدا !
بصباح اليوم التالي داخل ساحة الحضانة حيث تقام الحفلة
كانت جلنار تجلس بجوار عدنان يشاهدون ابنتهم وهي تلعب وتركض مع اصدقائها لكن خرج صوت عدنان المغتاظ حين رأى ذلك الطفل الذي يلازم ابنته منذ قدومها ويتحرك معها بكل مكان حتى أنه يقترب منها ويمسك بيدها يجرها معه حتى
يلعبون
هو مين الواد الملزق ده وماله لازق للبنت كدا ليه !
رمقته جلنار باستغراب وهتفت
في إيه ياعدنان دول أطفال !
هتف پغضب وغيرة ملحوظة
ولما
هو طفل بيمسك إيد بنتي ليه مهو يبقى عيل مش متربي بقى
رمقته بطرف عيناها في حيرة من تصرفاته الجديدة والغريبة ثم عادت تتابع ابنتها من جديد
معلش ياحبيبتي اقعدي جمبنا شوية كفاية لغاية ما إيدك تخف
ففعلت وجلست بجوار أبيها عابسة الوجه لأنها سقطت بينما هو فكانت عيناه ثابتة على الطفل الصغير الذي لا يحيد بنظره عن ابنته ويتابعها باهتمام ! انتبهت جلنار له فضحكت بقوة وقالت
عدنان إنت اللي بتعمله ده بجد !
هتف پغضب حقيقي وانزعاج
إنتي مش شايفة الولا بيبص لبنتي إزاي !
لم تتمكن من حجب ضحكتها التي انطلقت عالية رغما عنها ولم يلبثوا لدقيقة حتى رأوا ذلك الطفل يتقدم نحوهم وفور وقوفه أمام عدنان نظر له وتمتم بهدوء
اونكل ممكن اطلب منك طلب
ردت عليه جلنار بدلا من عدنان وهي تضحك
اتفضل ياحبيبي
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان
يشعر بالخۏف منه قليلا لكنه تشجع وقال بعفوية وبراءة طفولية جميلة
ممكن تخليني اتجوز هنا بنتك !
الفصل الثالث والسبعون
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان يشعر بالخۏف منه قليلا لكنه تشجع وقال بعفوية وبراءة طفولية جميلة
ممكن تخليني
اتجوز هنا بنتك !
اتسعت عيني جلنار بدهشة من عبارته لكن سرعان ما داهمها شعور بالضحك فور تخيله لرد زوجها كيف سيكون فراحت تكتم على فمها بيدها تمنع انطلاق صوت ضحكتها بينما عدنان فظلت نظراته الثاقبة مستقرة فوق ذلك الجسد الصغير الواقف أمامه والغيظ يتأجج في صدره فنقل نظره إلى ابنته التي تتابع بعيناها ما يحدث بسكون وفي عيناها تظهر ابتسامة اشعلت نيران أبيها أكثر
تطلع عدنان للطفل ورد عليه بامتعاض وغيظ مكتوم وهو يربت على كتفه في لطف
بنت مين ! أنا معنديش بنات للجواز يلا ياحبيبي روح العب بعيد عند أبوك
تبددت حماسة الطفل وظهر العبوس على محياه بوضوع وهو يتجول بنظره بينهم جميعا بالأخص هنا التي زمت شفتيها بضيق بدورها !
لحظات وفور رحيل الطفل عقدت هنا ذراعيها أمام صدرها وهتفت محدثة أبيها معاتبة وهي حزينة لأنه ضايق صديقها وجعله يعود لوالده حزينا
بابي !
ضيق عيناه بذهول من رد ابنته
وفورا هتف بحدة وانزعاج ملحوظ
بت اكتمي بلا بابي بلا قرف كمان لسا مطلعتيش من البيضة وجايبالي العرسان وراكي في ديلك
داخل منزل هشام الرفاعي
كانت زينة كامنة بغرفته الخاصة بالعمل تجلس فوق الأريكة وبيدها تمسك بكوب من القهوة الساخنة ترتشف منه بحذر حتى لا ېحترق فمها وعيناها عالقة على صورة زواجهم المعلقة على الحائط أمامها
هو كان كقوس قزح زين سمائها الصافية بالصباح بعد أن كانت ملبدة بالغيوم طوال ليل حالك وعاصف بالأمطار والأعاصير
لم تفق من شرودها به إلا على صوت خطواته بعدما دخل الغرفة واقترب ليجلس بجانبها على الأريكة ويهمس باسما في مغازلة
عروستي الحلوة بتعمل إيه وحدها هنا !
تلونت وجنتيها بلون الحمرة وقالت في استحياء امتزج بتذمرها
بطل بقى تقولي عروستي ياهشام !
ابتسم ورد عليها بخبث متعمدا ليشعل حيائها أكثر
ليه بتتكسفي !
اشاحت بوجهها عنه وردت مغلوبة في امتعاض من مكره
اه بتكسف خلاص !
تنهدت زينة بعدم حيلة ثم التفتت بوجهها له وابتعدت عنه ببطء لتترك مساحة فارغة بينهم هامسة
تحب اروح احضرلك الفطار ياحبيبي إنت صاحي من النوم وأكيد جعان
اختلس المسافة التي صنعتها بينهم وهو يهمس بتأكيد
فعلا إنتي عندك حق عندك إيه بقى أكل للفطار
تراجعت للخلف مرة أخرى فوجدته يقبض على ذراعها ويجذبها إليه بقوة هامسا في غيظ
الله ما تثبتي إنتي عمالة ترجعي ورا ليه هو أنا هاكلك !!
زينة بتلقائية ونظرات يملأها الخجل والريبة
أنا فعلا حاسة إنك هتاكلني !
قهقه بقوة ورد عليها من بين ضحكه
لا
متابعة القراءة