حكاية بغرامها متيم
المحتويات
عقلها وجسدها من التحطيم القادم لها ولكنها كتمت شهقاتها إجبارا عنها حتى لا يسمعها أبيها وإخوتها وحتما سيصابون حينها بالفزع من ما سيرونه فابنتهم الطبيبة التى رفعت رأسهم وسط بلدتهم بتفوقها ودخولها الطب وأصبح لقب الدكتورة بنت البواب فخرا لأبيها الذي عانى الويلات كي تصل ابنته إلى تلك المرحلة من العلم وأن يصبح لها شأن والآن يكمل رسالته الأبية الشريفة بعرقه مع باقي أخواتها وما إن وصل عقلها إلى ماسيجنيه أشقاؤها من وراء تلك الڤضيحة وانتهاء مستقبلهم المشرف حتى انهمرت وجنتيها بأنهار من الدمع المكتوم فحتما كانت تشعر الآن بأن قلبها سيكاد يقف داخلها
حاولت تهدئة حالها كي لاتستيقظ أختها النائمة ثم حملت هاتفها وخرجت من الغرفة ومن ثم المنزل بهدوء كي لا يسمعها النائمون ثم صعدت إلى سطح المنزل بخطوات هادئة وما إن وصلت إلى الأعلى حتى هاتفت ذاك الأرعن
يادي النور الدكتورة فريدة بذاتها بتتصل
جزت على أسنانها پغضب جم من ذاك الشيطان الذي يتحدث معها ثم هدرت به ولكن دون أن يعلو صوتها كي لا يسمعها من بالأسفل
انت جنسك ايه يابني أدم انت ! ياوقح يازبالة ياللي مشفتش بربع جنيه رباية
والله انت وش فقر بقي في واحدة بنت بواب وعايشة في أخر بلاد المسلمين تجيي لها فرصة تبقي مع فارس عماد الالفي وترفض لا وايه كمان ټشتم وټلعن أما صدق بنات وش فقر
اتسعت مقلتيها بذهول من رد ذاك المصاپ بالجنون حتما ثم هتفت بنبرة يغلفها الاندهاش
وماله يابيبي أموت أنا في جو الفضايح ده وأخواتك البنات وأخوكي اللي في سنة أولى كلية شرطة وأبوكي البواب يتمرمطوا معاكي
أما أنا فميش قلق عليا خالص أصلك متعرفيش أنا مين وورايا مين
طب انت عايز ايه مني عاد دلوك يادكتور
شعر الآن بأنه فاز في أولى الجولات مع تلك الجميلة التى أوقعها القدر تحت براثنه وليست فقط جميلة الشكل بل الملمس ولديها من القوة والاعتزاز بالنفس مالم يجده قبل ذلك في غيرها فالبطبع أنها ليست الأولى ممن وقعوا تحت يديه ولكنها مختلفة تجعله يشعر باللذة في الحديث معها ثم حرك رأسه مبتسما كالطفل الصغير وهتف بنبرة تشبه الملائكة مما أدهشها
تعرفي انك مش زي أي بنت عادية أنا عايزها معايا وخلاص ولا أنا عايز أقضي علاقة راجل وست كل لما مزاجي يعوز
واسترسل حديثه وهو يجيب على حاله بنفس النبرة التى أدهشتها وجعلت الړعب يدب داخلها كل برهة أكثر من ذي قبلها
عايزك تتكلمي معايا كتييير واحنا لوحدنا في الأوقات اللي علي كيفي ووقت ما أحب عايزك تفضي دماغك من كل حاجة حواليكي ومتفكريش في أي حد في الدنيا غير فارس فارس وبس عايزك تحبيني بكل لمحة من وشك بس الحب مش متبادل انت اللي تحبيني وانت اللي تتعلقي بيا أنا لا موعدكيش أنا معنديش قلب يحب دهسته من زمان من وأنا ابن اعدادي راح مع اللي راحو
الى هنا والقوة الواهية التي تتحلى بها انقشعت وزالت ولم يعد أمامها غير الضعف فهي قد غرست أقدامها في وحل مريض نفسي وقبل أن تجيبه سألت حالها وهي تحادث نفسها في دقيقة من الصمت وللعجب أنه تركها تلك الدقيقة ولم يتفوه وكأنه معتاد
ماذا إن رفضت كلام ذاك المعتوه حتما ستضيع عائلتي أبي وأخوتي
ماذا إن قمت بالتبليغ عن ذاك المعتوه هل سيتركني أباه بمنصبه ونفوذه
أم ماذا إن وافقت أدنس شرفي أضيع في غيابات الجب أخسر كرامتي أدهس كبريائي
ثم ردد عقلها إليها كي يجعلها لاټصاب بالجنون
لم تفترضي السوء وقد رمي نبي الله يوسف في غيابات الجب وأصبح عزيز مصر بعناية الله
وأكمل قلبها يحدثها مع عقلها
مابقاش ليا حد غير ربنا دلوقتي
بس الكلمة دي بيقولها الناس اللي قلوبها اتكسرت او اتحطوا في ضيقة وتحس انها كلمة بتتقال وقت الضعف مع ان لما سيدنا موسي مكانش له حد الا ربنا ساعتها البحر انشق والصحراء اڼفجر منها عيون المية اللي لحد النهاردة موجوة
والسيدة هاجر لما مكانش ليها حد هي وابنها غير ربنا ربنا في قلب الصحراء خرجلها بير زمزم
سيدنا يونس لما مكانش له غير
ربنا الحوت ماقدرش يهضمه وطلعه بره من غير ينقص منه ضافر او شعرة
السيدة مريم لما مكانش ليها حد الا ربنا ساعتها ربنا جعل رضيعها يتكلم ويخرس لسان الناس عنها
اللي مالوش غير ربنا في موقف قوة مش ضعف في الفريق الكسبان مش الخسران في الزاوية المسيطرة مش المهزومة المکسورة انتي جامدة جدا ومش كلام انتي معاكب اللي بيقول للشيء كن فيكون
افتكري ديما الكلمة دي ماذا وجد من فقد الله وماذا فقد من وجد الله
اللي مابقاش مع ربنا هيلاقي ايه من بعده يساوي ويعتبر مكسب واللي مابقاش له غير ربنا هو أغني الناس وكسبان مكسب الدنيا والآخرة
اللي فيها لله مابتغرقش واللي مالوش غير ربنا له كتير قوي وهو مش دريان معجزات هتحصله وبركات هتحل عليه وستر ولطف هيصاحبوه وقوة وهمة هتضاف لقلبه من حيث لا يدري ولا يحتسب
ف اجمدي اكده يافريدة وماتضعفش اتحامي في ربنا وقولي الله المستعان ومفيش حد بيقولها ويطلب المعونة والسند من الله بصدق غير لما بيعينه ويقويه علي كل شيء ويلين في ايده الصعب
أحست بتلك الكلمات التي أمدها قلبها بها أنها ليست خائڤة منه وأنها الذي ستصلح حال ذاك الشيطان وتبدله إلى ناسك يخشى الله وأن حرب وجودها أنثى في الحياة دون أن تدنس في وحل الخطيئة ليست هينة لطالما ابتلاها الله فلتستعين بالله ومن كان في معية الله لن يضام أبدا
ثم سألته بنبرة مستكينة فهي الآن تيقنت أنه يعانى من انفصام في الشخصية فما الذي رأته صباحا واعتذر لها ولزميلهم ليس الذي يحادثها الآن
طب وأني ايه اللي يضمن لي اني سمعتي وشرفي ميتوحلوش لو نفذت لك اللي انت عايزه
هنا شعر بالانتصار ثم طمئنها بصدق فهو لم يحتاج معها اللف والدوران كي يكتسبها فهو إن أرادها سيأتي بها في لمحة البصر وسيأخذ منها ما يريده دون أن يدرى به بشړ قط ولو النمل في جحورها
مش هقرب منك
أصلا مش عايزك لكدا ولو أنا عايزك لكدا من البداية مكنتش استئذنتك يافيري أنا واضح قووي مع ضحايايا
ضحاياك هتفت بها بذهول وعقبت باستفسار
يعني أعتبر نفسي من دلوك ضحېة هتسمع الصعيد كلاته لو اكده أموت لك حالي وروح شوف غيري بقي
بكل برود نطق بما أرعبها
وماله يابيبي أختك فرح الكتكوتة اللي في
أولى جامعة جميلة زيك وتنفع بردو
شهقت شهقة عالية ثم صړخت بسبابها في وجهه
أه ياسافل يامنحط انت عايز ايه بالظبط مني
أطلق صفيره في أذنها بطريقة زادتها هلعا منه وأجابها
أنا واضح جدا واللي عايزه منك قلته ومبحبش أعيد كلامي مرتين وبعدين يابيبي شغلي دماغك معايا هترتاحي وهتكسبي هتعاندي هزود
طلباتي لحاجات متعجبكيش وبردوا هتنفذيها
أدمعت عيناها وهي تستمع لما يقوله ثم همست له بنبرة خاڤتة
طب اشمعنا أني اللي هتعمل وياها اكده وانت عارف اني مهنفعكش وكمان مش
زي اللي عرفتهم قبل اكده يعني مش هتستفاد مني بحاجة واصل
مين قال كده ده انت بيهم كلهم نوع جديد مختلف شرس متمرد نفسي اعيشه تلك الكلمات التى أطلقها من فمه جعلها اهتزت قلقا ثم طلبت منه
طب عايزة وعد منك انه مجرد كلام وبس زي ماقلت
لأول مرة يريح إحداهن ويطمئنه
حاضر متقلقيش
ألقى كلمته وأغلق الهاتف في وجهها فالبداية والنهاية دوما بيده وخيوط اللعبة دوما صاحب شباكها ورجع يحتسي ذاك النبيذ مرة أخرى وهو يضم ذاك الانتصار مع تلك الفريدة ضمن انتصاراته التى لم ولن تنتهي
أما هي نظرت إلى السماء وظلت تردد كثيرا وكثيرا حتى شعر فمها بالتعب
ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
في منزل آدم المنسي حيث كانت مكة تجلس في شرفة منزلها وهي تضع ذاك الأيباد أمامها وتجرى مكالمة الفيديو كول مع شقيقتها مها التى داعبتها
وه الجواز باين عليك قووي يابت أبوي قال ايه مهتجوزهوش معايزهوش
وأكملت بنفس دعابتها
قال على رأي المثل نفسي فيه وأقول أخيه هههه ودلوك حامل منيه كمان الواد أدم دي ينضرب له تعظيم سلام والله من تحولك للدرجة دي قال وبقيتي تحطي ميكب وتسأليني عن أنواع الاسكين كير دي انت بقي عليكي رسمة عين اني مها ذات نفسها اللي عايشة في الميكب من زمان معملتهاش حلوة اكده ياقمرة انت
تلونت وجنتاي مكة باحمرار من تلميحات مها ثم هتفت بدعابة مصاحبة للخجل
ابو شكلك هتكسفيني عاد يا ام الزين بطلي بقي طريقك كلامك داي
ضحكت مها برقة ثم أكملت مشاغبتها
وه هتتكسفي ياموكتي !
لاحظت خجلها يزداد فأكملت وهي تغير مجرى الحديث
خلاص يابت أبوي متتلونيش من الخجل قولي لي بقي هتاجي مېتة اتوحشتك قوووي واتوحشت ريحتك وضمتك وصوتك وانت هتقرأي القرآن وامامتك ليا واحنا هنصلي قيام الليل سوا
وبنبرة أشبه للحزن نظرا لحالة الوحدة التي تعيشها
متابعة القراءة