حكاية كاملة بقلم رحاب إبراهيم

موقع أيام نيوز

ولية ! تركته الجدة داعية ولولو عليك ساعة وانفضت روح هتلاقيها تحت الحوض بتاع المطبخ يا منيل.. خرج سقراط من الحجرة متوجها للمطبخ حتى دلفت حميدة للمنزل ورمقته وهو يمضي ذهابا بعجالة..هتفت _رايح فين يا سقراط لوح له بيدها ولم يبدي اهتمام لسؤالها فلوت شفتيها بغيظ...اغلقت حميدة الباب وتوجهت تبحث عن أبيها بغرفته.. دق باب الحجرة الخاصة للأسطىسمعه فأجاب بصوت به بعض الكسل فقد كان على مشارف الخلود للنوم ادخل ياللي بتخبط دلفت حميدة بنظرات به بعض القلق للغرفة وتوجهت لأبيها قائلة عايزة أخد رأيك في حاجة يا ابا فتح سمعه عيناه بأهتمام ثم اعتدل وقال حاجة ايه يا حميدة أخبرته حميدة بالأمر فمرر سمعه يده على ذقنه مفكرا فقلقت حميدة أن يقابل طلبها بالرفض وقالت مدافعة محترمين وولاد ناس متقلقش..هما بس ظروفهم صعبة شوية.. قال سمعه بلطف لا مش قلقان يتفضلوا في أي وقت لكن أنا بفكر في البنات وجودهم في بيت واحد مش حابه أختي الله يرحمها سايبة البنات دول في رقبتي وأنا مش عايز حد يقول نص كلمة على واحدة فيهم وبعدين دول كمان صحاب الشغل اللي بتشتغلوا فيه يعني هيكون في كلام اكيد.. قالت حميدة بضيق هترفض يا ابا! أنا متعشمة فيك متخذلنيش أنت عارف أني مابحبش حد يقصدني في طلب واكسفه.. ابتسم سمعه وقال لا مش هخذلك..بس بشرط قالت حميدة بأمل قوله وهيتنفذ قال سمعه شرطه هرتبلكم اوضتين السطوح اللي فوقينا عشان البنات يقعدوا فيها واكون مطمن عليهم والله لو البيت هنا يساعينا كلنا لكنت جبتهم لكن أنتي شايفة الحال..الأوضتين اللي فوق محتاجين بس توضيبة عال وهيكونوا ولا اجدعها شقة في الحته والشباب يبقوا في البيت قصادنا مع نفسهم...وكده هبقى مرتاح قالت حميدة بموافقة مافيش مشكلة هنا ولا هناك واحد أضاف الأسطى سمعه وقال وبالنسبة للايجار يابنتي انتي بتقولي أن ظروفهم الفترة دي مش تمام ولسه بدأين شغل جديد مش هاخد منهم ايجار غير بعد ٣شهور الناس لبعضيها برضو. ربتت حميدة على يد والدها بابتسامة محبة وقالت تسلم يا مشرفني أنا هوصلهم الخبر قال سمعه وهو يخلد للنوم مجددا سيبيني بقى أنام شوية اتسعت ابتسامتها ونهضت متوجهة للخارج..اغلقت إضاءة الغرفة وخرجت.. بعدما عادة حميدة للمنزل الآخر واعلنت خبر موافقة والدها وشرطه وسما تنظر لها بغيظ هنتكبس احنا الاربعة في أوضتين فوق السطوح! حرام ده ولا حلال فيها ايه لو فضلنا هنا احنا في شقتنا وهما في الشقة اللي فوق هما هياكلونا! قالت جميلة بجدية عمي سمعه عنده حق يا سمكة الناس ما ورهاش غير الكلام واحنا بنات ولوحدينا وهما اربع شباب مشاء الله نبعد عن الشبهات احسن.. وافقت رضوى صح..وبعدين الاوضتين بتوع السطوح اترمموا من قريب وبقوا احسن من هنا والله مش فارقة كتير.. حميدة بتحذير والله العظيم لو شوفت منك يا بت أي حاجة كده ولا كده مع آسر لكون جيباكي من شعرك..انا وديتك المكتب تشتغلي مش تتسرمحي...أنا قاعدة في الاستقبال برا بس عنيا عليكم كلكم واللي هلمحها بحركة مش عجباني هديها باللي في رجلي.. هبت سما واقفة من مقعدها غاضبة وقالت وأنا من امتى اتعديت حدودي مع حد يا حميدة! كلامي واحساسي حاجة وأني اعمل حاجة غلط دي حاجة تانية خالص...انتوا محسسني أني بقيت قليلة الادب وشمال ليه! قالت ذلك بعصبية ثم تركتهم وذهبت لغرفتها بإنفعال...تشابكت نظرات الفتيات بضيق لبعضن.. جلست سما على الفراش بملامح مقتضبة بعدما صفقت الباب بحدة ومر دقيقتان فقط حتى دلف الفتيات الثلاث بنظرات آسفة لتقل رضوى فكي التكشيرة يا شلاديمو ابتسمت جميلة وهي تحرك ذقن سما وقالت اخيرا كشرررتي وقفت حميدة بنظرة معتذرة وقالت حقك عليا ماتزعليش أنا عارفة أنك مش هتغلطي بس غلطك اللي يخوف في العشم أنتي استعجلتي في احساسك مع واحد لسه عرفاه بقالك كام يوم لأ وكمان قررتي أنه خلاص حبك!! سيبك من كل ده أنتي مش شايفة اللي أنا فيه يا سما! أنا بقالي سنة ونص في الشركة مع يوسف ولحد دلوقتي ما اعتبرنيش أكتر من واحد صاحبه!! اوعي تفتكري أنهم عشان نزلوا من البرج العالي لحارتنا انهم ممكن يفكروا في واحدة فينا بسهولة! أنا مش بصعبها عليكوا والله العظيم لكن مش عايزاكوا تحسوا اللي أنا حساه يمكن يوسف كمان
بيتعامل بطبيعته مع الجميع انما ولاد عمه التلاته مغرورين...أنا خاېفة عليكوا منهم.. جميلة بجدية بالنسبالي ما تقلقيش جاسر ده آخر واحد ممكن افكر حتى ابصله أنا مش بطيق شكله اصلا..ده اقصى امنياتي
أني اديله قلم معتبر يعلم على وشك لآخر عمره.. قالت رضوى وبالنسبالي أنا كمان اطمني يومين كمان وانا ورعد هنحدف بعض بالجزم اكيد مافيش أي مجال بينا للأحاسيس !! انتظرت حميدة قول سما الذي اسبلت عيناها وعاد المرح بملامحها الطفولية وقالت _ سيبوني بقى يا جماعة افرح أنه هيعيش معانا هنا في شارع واحد وهصطبح بوشه الجميل يالهوي يااااني ده ما راحش من بالي طول اليوم حتى وانا بقلي البتنجان شيفاه في الطاسه نظر الفتيات الثلاث لبعضهن بنظرات يأس.. بالطائرة.. قفزت الصحوة على غير العادة بذهن للي بعدما نبذها ذلك الرجل الغامض..نعم تراه غامض كثيرا منذ أن رأته حتى عندما تشبثت به في نومها لم يليقها بعيدا عنه وبالطبع رأى وجهها وادرك من تكون..امن بين الجميع بعض الآمان!! مر الوقت ببطء شديد واحټرقت لرؤيته بشعور مجهول يغزو ثناياها قامت لتذهب للمرحاض بالطائرة..اقنعت نفسها أنها تريد ذلك بالفعل وليس من أجل رؤيته وهو يشغر أحد المقاعد الأمامية...نهضت وهي ترتب هندامها سريعا ومضت بخطوات مترنحة بعض الشيء من اهتزاز أرض الطائرة وازيزها...لم تنظر بإتجاه عندما مضت بجانبه ولكنها شعرت بنظرته الخاطفة مما جعلها ترتبك...ايمكن الخجل من طيف أحدهم ظلت بالحمام مدة خمس دقائق تعيد ترتيب زينتها وانتظام خصلات شعرها السوداء الطويلة..نظرت للرداء المخملي بلون الكرز الذي ارتدته دون اهتمام ولكنها حمدت اختيارها فقد أظهر لون بشرتها المضيء بنعومة للخلف على المقعد وأغمض عيناه اتراه تعمد ذلك! أم أنها لا تشغل حيز من تفكيره بالأساس وتصرفه عفوي! أرادت بقوة أن يكن الرأي الأول وان يكن تصرفه عمد.. جلست بمقعدها بضيق واغضبها تجاهله.... فتح وجيه عيناه وعادت رأسه باستقامة حتى شعر أنها مرت من جانبه وانتهى الأمر لما حفرت هذه الفتاة قاعدة عريضة بعقله وامتلكت مقاليدها! لو لم ينهض من جانبها أو ترك عيناه لرؤية وجهها الفاتن لما استطاع أن يبعد نظراته عنها...لم تفعل به ٱمرأة مثل هذا الاهتزاز !! ويقسم أنه رأي الأجمل والأكثر فتنة ولكن بها شيء يطرق على قلبه ربما تلك النبرة التي قالت اسمه بها ذات يوم هي السبب أو ربما اشتاق للحب ولوعته ېكذب من يقل أن الرجال عند الأربعين تهجرهم المشاعر فأن صدق هذا فأنه استثناء اذن...ذات يوم بعمره العشرين وعندما شغف حبا بفتاة كانت بدرجة كبيرة من الأنانية فان تلك المشاعر لم تكن عدوانية الأحتلال مثل مشاعر الاجتياح الذي يمر بها الآن...إمرأة جعلت ماضيه محمل بالكراهية للمرأة..فأصبحت جميع النساء مثلها...كان يشغف بها حبا وبعد الحاډث المروع لأشقائه وأصبح كل شيء تحت رعايته واولهم أبناء اشقائه الراحلين...اعترضت حبيبته وخيرته أن يرسلهم لمدرسة داخلية للدراسة بعيدا والا ستنهي الخطوبة للأبد..ولم تحتمل فكرة أنه أصبح مسؤول عنهم مسؤولية كاملة...فهم صغاره ويحبهم كثيرا لم تفهم ذلك وعندما خيرته أختارهم وهجر كل شيء لأجلهم.. رمى رأسه مجددا على ظهر المقعد وعندما أغمض عيناه هذه المرة فذهب حقا في سبات عميق بعد فترة..... بالصباح الباكر... خرجت للي من المطار وتعمدت ارتداء نظارتها الشمسية حتى لا يظهر ارتباكها للعيان واجمعت قواها حتى لا تستدير وتبحث عنه فقد تاه وسط الزحام... اوقفت سيارة أجرة خارج المطار وذهبت لعنوان الفندق الذي تمكث فيه دائما أثناء العطلات.. انتظرت وجيه سيارة خاصة بينما خرج بطلة فائقة الهيبة وجوانح معطفه الطويل تهتز على كتفيه وقد ارتدي نظارة شمسية سوداء لأشعة الشمس المباغتة بضوئها الأعين...تحدث السائق مع وجيه بلغة اجنبية وأجاب عليه وجيه بمزيج من الأنجليزية والفرنسية.. استعد الفتيات صباحا فوقفت حميدة أمامهن قائلة _ قدامنا نص ساعة على ما نوصل..يلا بينا قالت سما بضحكة بكرة هوصلكم بعربيتي.. قالت جميلة بسخرية أنتي قررتي كمان انك هتجيبي عربية!! اجابت سما بابتسامة عريضة دي عربية آسر خطيبي..عربيتي برضو هتفت حميدة صبرني يارب هبط الفتيات على السلم ثم للطريق...توجه الرباعي ذو النظارات السميكة بالشارع حتى لمحهم مصيلحي وهو يقف على عتبة ورشته وقال _ حتى لو اعمى وبتحسس على الحيطان عاجبني يا مغلبني. كتمت سما ضحكتها وقالت بهمس _شوفتوا الحب يا اغبية اهو شايفها ابو حفيظة ولسه شاري. رضوى بضحكة خافته فكري يا جميلة غلبتي الواد قالت حميدة بابتسامة هو أقرع بس بيحبك سومت جميلة نظرة غيظ لحميدة وقالت حتى أنتي يا حميدة ! قالت سما ولم تستطع كتم ضحكتها يابت ده
دايب دوب ده شعره وقع وهو مستنيكي ههههههه... اسرعت جميلة في خطواتها وسبقتهم حتى موقف السيارات بينما تشارك الثلاث فتيات الضحكات الخافته.. بالمكتب.... انتهى الشباب من تناول الأفطار بإستثناء يوسف فتساءل رعد بتعجب سبحان
الله..يوسف مش جعان !! نظر يوسف للطعام بعذاب وقال بضيق بفطر مع حميدو اتعودت على كده بتفتح نفسي مش زيكوا ! جاسر بسخرية وهو يرتشف من كوب القهوة بتفتح نفسك عشان بتشجعك تاكل وتبقى مفجوع اكتر...البؤساء آسر بجدية خلصوا عشان البنات زمانهم جايين وعايزين نبدأ شغل كتم رعد ضحكته ونظر لجاسر الذي ابتسم بمكر فقال رعد بسخرية بنات !! تقصد كتيبة الأعدام اللي اشتغلوا معانا أنت نظرك ضعف ولا مابقتش تشوف بنات ولا ايه حكايتك ! تنهد جاسر قائلا انتوا كلااااب كان زمان كاريمان دلوقتي قاعدة معايا وسلطان زماني لكن ليييه لازم نشتغل
ونتحدي عموووو رد رعد بذات السخرية _ لأ وانا اللي مكنش عاجبني ولا واحدة من الموديل اللي اشتغلوا معايا!! وبغبائي كنت بتغر عليهم ولا بعبرهم...اشتموني يا جماعة أنا حمااااار دلف الفتيات للمكتب فجأة بينما ضحكت رضوى بملء فمها على كلمة رعد الأخيرة وقالت لحميدة مش أنا قلتلك كده ارتشف جاسر قهوته وبالكاد استطاع أن يكتم ضحكته ابتسم آسر بخفاء ثم مضى الى مكتبه سريعا فذهبت خلفه سما مباشرة... نظر يوسف لرعد واڼفجر من الضحك وهو يأخذ احد السندوتشات وقال
_ ههههههههههه معلش رمق رعد رضوى الضاحكة بغيظ شديد وتوعد لها
تم نسخ الرابط