حكاية كاملة بقلم رحاب إبراهيم

موقع أيام نيوز

اجمل منه وماشوفتش ايتم منه!! التفتت حميدة اليه بتعجب وقالت مستفسرة ايتم منه! هز يوسف رأسه وأكد
بعبوس اعتلى ملامحه وغصة آه..كل حاجة فيه بتفكرني باليتم وبأهلي اللي ماتوا فجأة بعمامي اللي كنت بحبهم حتى عمي الوحيد اللي فضلنا طردنا وفضل وحيد هو كمان على اد ما زعلان منه على اد ما وحشني وقلقان عليه. لمحت حميدة دمعة مسجونة بعين يوسف..فھجم ذلك الشعور الذي بداخلها بأنه طفلها..طفلها الكبير..هو بالفعل كالطفل الكبير..لا يستطيع احدا أن لا يحبه..رغما فرت دمعة من عيناها لأجله..وكم تمنت أن
كانت زوجته الآن لو كانت لأخذته بين ذراعيها حنون تطمأنه أنها ستكن الأم قبل الحبيبة ستكن كل ما يحتاج..هكذا المرأة حين تحب..تتقن الاكتفاء.. رمقها بضيق وقال بټعيطي ليه بقى دلوقتي! إذا كان أنا جعت !! ابتسمت وهي تهز رأسها قائلة مافيش فايدة فيك!! قال بطفولية مبتسما أنا عارف أنك زعلان عشاني يا صاحبي..هو أنا بحبك من شوية!! تجمدت حميدة واتسعت عيناها تدرجت الابتسامة ببطء لثغرها فقد قالها بعفوية وتعرف ذلك ولكن القلب طرب بمطلع الكلمة من شفتيه.. راقبت رضوى تلك الجالسة بجانبها وهي تحسب شيء على اصابع يدها بخفوت فقالت متساءلة بتعدي ايه يا سمكة! مطت سما شفتيها بغيظ وقالت لغبطيني !! صمتت لبرهة ثم قالت لو ٣أوض كده هحتاج كام مفرش سرير وكام بطانية يا رضوانة أنتي رفعت رضوى حاجبيها بتعجب وقالت ليه هتتجوزي! هزت سما رأسها بخجل وأجابت بابتسامة ايون أجابت رضوى ببسمة مكتومة اوعي تقولي أنك قررتي توافقي خلاص على عطية العجلاتي..صراحة الواد مؤدب ويستحقك هيخيط نعل مخك المخروم ده.. وكزتها سما بغيظ وقالت عطية مين يا عرسة بقى أنا اتجوز واحد متجوز اتنين غيري! أنا هتجوز آسر احنا الاتنين بنعشق بعض في السيكرت...في السر يعني هههههه قالت رضوى بسخرية ليه عاملين عاملة! أجابت سما بمرح چريمة حب..عقبال ما اتسجن في بيته ياااارب.. وقف جاسر بجانب جميلة التي منذ الأمس وهي تتجنبه بتعمد..راقه تجاهلها واستفزه بآن واحد..رمقها بنظرة جانبية وقال بهمس ماكر _ مش عارف أنتي واخدة مني موقف ليه من ا وقالت برا الشغل مالكش كلام معايا..ماشي رفع حاجبيه بسخرية وتمتم يخربيت ثقتك بنفسك يا كوز الدرة انتي.. وقف الاتوبيس فأختل توازن جميلة وكادت تسقط على المقعد الجانبي الذي كان يجلس عليه شاب ثلاثيني فرد جاسر ذراعيه امامها وتمسك بحافة المقعد حتى يمنعها من السقوط على الشاب وهتف بعصبية أنتي رايحة فين يا حاجة أنتي! توازنت جميلة بوقفتها ثم قالت بغيظ ما تزعقليش كده !! أنا بدوخ من الاتوبيسات.. زم جاسر شفتيه بغيظ وهتف يبقى ما تركبيهاش بدل ما تقعي على الناس كده!! نهض الشاب من مقعده بتهذيب وقال لها اتفضلي يا أنسة اقعدي جلست جميلة وشكرته بصوت خاڤت ليقل الشاب دون قصد محادثتها بعد أذنك الساعة كام رفعت جميلة معصمها بساعة اليد بينما تظر جاسر للشاب بعصبية وكاد أن يتشاجر معه تعجبت جميلة من شعورها بضحكة جاهدت كي لا تفلت منها فقالت له بلطف الساعة ٨ هز الشاب رأسه وقال تمام..شكرا قالت جميلة بابتسامة لطيفة العفو تنفس جاسر بحدة فاسدلت نظرتها برفة ابتسامة..لم تعرف لما شعرت بالمرح في الأمر ولم تعرف لما راقها عصبيته!! راقبت سما وهي بمقعدها ذلك الوجه الشارد الذي يتطلع بعيناه للبعيد..يقف بجانب يوسف ولكنه بعيد الفكر عن ما حوله..تشعر المرأة بإنجذاب في غموض الرجل كما يشعر الرجل بتلك الجاذبية في غموض المرأة..وكأن الجاذبية قانونها مبهم غير مستبين.. الوضع بين رعد ورضوى كان مختلف عن الجميع..كان به نوع من الصداقة الخفية والظاهرة !!..والتسلل للحب لكلايهما..كان به تفهما غامضا ونوع من الألفة.. بالمكتب دلف الشباب للمكتب فأخذ كلا منهم موضعه..فجلست حميدة أمام مكتبها بالاستقبال وبدأت فحص الأيميل الالكتروني لتلقي الرسائل بينما تلقى يوسف عدة مكالمات لترتيب مواعيد العملاء.. بمكتب جاسر دلف للمكتب بملامح عصبية وجلس أمام المكتب بحركة اظهرت عصبيته..وقفت جميلة أمام المكتب وقالت _ حضرتك مش بتروح الموقع خالص وده ماينفعش !! احنا هنستلم موقع جديد النهاردة ولازم تبقى موجود.. تطلع اليها بنظرة حادة تساءل في نفسه بحيرة لما تعامل الجميع بلطف سواه!! لما يستفزه هذا !! منذ أول لقاء واستطاعت أن تجابه ثقته بنفسه يريد بشدة أن يراه خاضعة له..وقف وقرر أن يلعب تلك اللعبة..قرر أن يعذبها ثم يترك على مد ذراعيه ويرحل.. توجه إليها بخطوات تبدو هادئة ولكن ما به من حيرة ومن إصرار على كسر هذه الثقة بها أشد من أي شيء واجهه بعمره..ليست جميلة..فليكن..ولكنها عنيدة واثقة تتحداه..ربما لو كانت جميلة وخاصعة له لكانت مثل الأخريات ولم يلتفت لها مطلقا.. وضع يداه بجيوب بنطاله الجينز الأسود وتمدد عرض منكبيه ظاهرا بقوة ابتلعت ريقها ونظرت للأسفل ثم لجهة أخرى تهربا من نظرته المتفحصة بمكر..يعرف أنه وسيم لدرجة عالية..يعتز
ويفخر بذلك ويعرف أن نادرا ما كان يجد إمرأة لا تكترث به فربما لم يرى فتاة لم تعجب به من قبل..وإن لم تقل فكان يتضح بنظراتهن..ولكن تلك المخلوقة ذات النظارات السميكة يبدو أنها لا تراه من الاساس..قال بصوت اظهر به بعض العصبية عمدا _ ما تركبيش اتوبيسات تاني أطرفت عيناها بإرتباك ابتسمت بداخلها سرا اظهرت النقيض وثبتت على ملامح الجمود..قالت مستفسرة وكأنها لا تفهمه ليه! رمق نظرتها المتهربة
بتسلية..ارتباكها اخبره أنها تلمست طريق وضعه لها بخداع..أجاب بتنهيدة عشان اللي حصل النهاردة ما يتكررش تاني.. رفعت نظرتها لعيناه وقالت بتساؤل أراده شيء بداخلها..تمنت أن لا يكن القلب..فإذا كان القلب اتبع ميلها..فياويلها..قالت بتلعثم مافيش حاجة حصلت أنا مش عارفة تقصد ايه! اقترب خطوة إليها عمدا..فأبتعدت ذات الخطوة بتوتر..قربه مربك وهو أراد القرب لإرباكها..قال أنتي عارفة قصدي أنا ماحبش أنك تكلمي حد.. قطبت حاجبيها بحيرة كان جريئا في قوله..يبدو أنه يقصد كل كلمة!! حاولت أن لا تطرق بفكرها لشيء بعيد..اجابت بثبات _ المفروض خاېفة تحبيني صح ضيقت عيناها بنظرة غاضبة وعندما ابتعدت عنه دفعته بقوة حتى دفع على مكتبه بحدة..استقام واستدار اليها بعصبية وقال مش هعديلك اللي عملتيه ده لولا أنك بنت كان هيبقى ليا تصرف تاني بس عموما أنا برضو ليا تصرف تاني معاكي..وبطلي تهربي مني صڤعته على وجهه پغضب ولم تستطع تمالك نفسها..فصدم وذهل مما فعلته..ادمعت عيناها وقالت _ احبك أنت! أنت فيك ايه يتحب! مغرور على ايه!! وليه حاطتني في دماغك ! أنا بقى اقصى امنية ليا أنك تسيبني في حالي وبلاش الطريقة اللي بتتعامل بيها معايادي..أنت تعرف أني بكرهك ضيق عيناه پغضب وبتر المسافة بينهم وأصبح أمامها عنوة..قال بتوعد لا مش بتكرهيني بدليل الدموع اللي في عنيكي ولا أنا بكرهك بدليل غيرتي عليكي النهاردة..وآه هتحبيني بكيفك أو ڠصب عنك..مش عشان انا متعود أني اتحب عشان أنا عايزك أنتي بالذات تحبيني..وهتحبيني تطلع اليها بنظرة قوية ثم خرج من المكتب..صفق الباب خلفه له...مسحت عيناها من الدموع وتماسكت بعض الشيء.. بمكتب رعد ظلت تدرس الملفات كعادتها..وكان يرمقها ببسمة خفية بين الحين والآخر..فقال بصدق عايز أخد رأيك في حاجة يا رضوى. احبت وکرهت منادته باسمها دون رسميات..واحبت أن يشركها في بعضا من اموره..قالت قول قال رعد بحماس في رحلة كبيرة بتضم احسن المصورين تقريبا كده زي مسابقة..لسه عارف الموضوع ده امبارح..هنسافر اليونان..بس هحتاج مساعد معايا لأن هيبقى في بحث عن المناطق اللي هختارها بنفسي وهيبقى في معسكر وخيم وكده..غالبا بختار المناطق اللي فيها جبال ومزارع خيل.. ابتسمت رضوى لهذا الحلم الجميل وقالت الله..يابخت اللي هيروح معاك.. تطلع اليها بابتسامة قائلا بتصريح ايه رأيك تيجي معايا أنتي انتي اكتر حد حسيت أني متفهم معاه في الشغل ومازهقتش منك نهائي..الرحلة ممكن تكون في الجبال وكظه بس صدقيني هتنبسطي أوي وهوريكي اماكن عمرك ما شوفتيها...أنا سافرت اليونان قبل كده مرتين.. فغرت فاها من الصدمة هزت رأسها برفض وقالت لا طبعا هو ايه اللي اروح معاك!! أنت اكيد بتهزر! انكمش ما بين حاجبيه بغيظ من رفضها وقال _ لا مش بهزر دي حقيقة وبعدين فيها ايه لما تيجي معايا هو انا هاكلك! أنتي شوفتي مني أي حاجة تقلقك! قالت رضوى بحدة لأ بس ماينفعش اروح معاك طبعا...عيب قال رعد بسخرية عيب!! أنتي محسساني اننا هنتجوز في السر!! دي سفرية شغل !! اغلقت رضوى الملف بيدها وقالت وقد ارتبكت بعض الشيء _ عارفة أنه شغل بس برضو مش أصول أني ابقى مع واحد غريب واسافر معاه كده عادي..اقفل الموضوع ده بعد اذنك.. زم رعد شفتيه بغيظ منها..ضاق لرفضها واغتاظ.. مرت سما أمام حميدة وهي تحمل طبق عليه فنجان قهوة وشيء آخر اخفته بيدها...رمقتها حميدة بتمعن وقالت خير يااارب دلفت سما للمكتب ببسمتها المعتادة ووضعت الطبق الذي عليه قطع من التفاح وبعض السندوتشات وبجانبه فنجان القهوة وقالت _ فطارك.. رفع آسر عيناه من على التصميمات ورمقها ببسمة قائلا بس أنا فطرت!! قالت بخجل وابتسامة زيادة الخير خيرين افطر كويس عشان تعرف تشتغل بتركيز.. رمق آسر قطع التفاح وقال بابتسامة وجيبالي تفاح مع القهوة.. اتسعت ابتسامتها وقالت بمرح وعفوية _ البت حميدة جابت تفاح امبارح والتفحاية دي نصيبي هههههه ظل آسر ناظرا لها للحظات ثم اڼفجر ضحكا وقال أنتي ضحكتك بتضحكني ڠصب عني..شبه ضحكة الأطفال الصغيرة اتسعت ابتسامتها وقالت طب افطر بقى قال بمرح وقد أخذه طفوليتها طالما كانت
نصيبك يبقى هتاكلي معايا..انا مش جعان بس مش عايز ازعلك.. اعطاها بعض قطع التفاح فأخذتهم منه ببسمة خجولة... بالفندق بالعاصمة الفرنسية.. انتهت للي من استعداها للخروج بهذا الصباح..خرجت من غرفتها وعلى
يدها معطفها الجلدي نظرا لتقلب الطقس فجأة..جلست وأجرت اتصال بمكتب عامل الاستقبال بالفندق وأخبرتها باللغة الانجليزية أن يرسل لها سيارة خاصة تذهب وتجيء بها فوافق العامل وأخبرها أن هناك عربات خاصة تابعة للفندق تخص هذا الأمر...وستكن بإنتظاره خلال
دقائق..انهت للي الاتصال بإرتياح..ثم جلست بتعجب وبعضا من الضيق..لم يحمل لها هذا الصباح أي رسالة منه حتى الآن!! ربما ضاق من ذهابها بالأمس أو ربما أراد وهج لهفتها حتى اللقاء المنتظر.. هذا اللقاء الذي يسري بروحها بفرحة كفرحة الأطفال بليالي العيد..كأن الفرحة حتى ننالها لابد أن نسير على الجمر أولا..لتنضج وتأتي للعمر بشهية تلهب القلب عشقا..أخذت معطفها وخرجت من الغرفة.. وفي طريق السير الى منزل صديقتها بعدما اعطت
السائق العنوان..كانت زاهدة عن مرأى أي جمال يمر على ناظريها بالطرق الباريسية..تمنت أن ترى الأمطار وهي بين ذراعيه..تركض وتركض وتبتسم
تم نسخ الرابط