حكاية كاملة بقلم رحاب إبراهيم

موقع أيام نيوز

تكتم فمها من الضحك... اغلق رعد المكتب بحدة ثم ظل دقيقة وابتسم رغما عنه قائلا بومة...بس جزمة في الهزار بمكتب جاسر جلس بإرياحية ومد ساقيه على المكتب بثقة وهو يتحدث بالهاتف وقال وحشتيني يا كيرو كاريمان بقالي يومين ما شوفتكيش حاسس بالغربة وغلاوتك.. ضحكت كاريمان بدلال وقالت وأنت وحشتني ليها حق توتو تتمسك بيك.. قال بثقة مبتسما آه عارف عارف..مابحبش اتكلم عن نفسي كتير قالت كاريمان بمكر هكلمك شات..أوك أجاب بضحكة يا حبيبتي أنا مابقاش عندي راوتر...أنا بقيت باقة يعني آخرنا صداقة.. ارتفعت ضحكة كاريمان بصوت ناعم وقالت مسكين قال بخبث أوي أوي..عارفة يا بيبي شوفت ايه امبارح في الحلم كاريمان بضحكة ايه جاسر بابتسامة ماكرة شوفت ملاك جاي عليا...وبيحتويني و هجمت بتلك اللحظة جميلة وفتحت باب المكتب بوجه يتقد غيظ فقال جاسر بقلق وقد انزل قدماه من على المكتب اقفلي دلوقتي بس اتصلي اطمني عليا...ماتسبنيش للوحوش تنهشني أغلق الاتصال ووضع الهاتف ثم أغلق زر قميصه العلوي وأشار لجميلة هتقربي خطوة هصوت وهلم عليكي الناس وهقول اتحرشت بيا...وانا صغنون اغلقت جميلة الباب پغضب وهتفت لما أنت عارف أن النهاردة اجازة العمال بتوديني ليه هناك!! ابتسم بمكر من غيظها وقال ببساطة نسيت هزت رأسها رافضة اجابته الكاذبة وقالت لأ أنت قاصد تعمل كده لو مش قاصد كنت جيت ورايا زي ما قولتلي.. جلس جاسر ببسمة خبيثة ارتسمت بعيناه وأجاب بهدوء أنتي زعلانة أني نسيت وروحتي على الفاضي ولا زعلانة أني ما روحتش وراكي حاسس أنك زعلانة عشان ما اهتمتش نظرت له بدهشة..قالت بصدق أنت ليه عايزني ڠصب عني اهتم بيك! ليه اصلا المفروض اعمل كده !! انا جاية اشتغل مش جاية طالبة اهتمامك ولا عايزة اهتم بحد..ياريت تلتزم معايا بنظام الشغل وتبقى جد عن كده..أنا ما بفكرش غير في الشغل وبس.. ضيق عيناه بغيظ واستشاط من اجابتها فقال بصرف النظر أنك مسترجلة وما تعتبريش بنت اصلا بس كمان معقدة..أنا ما بحبش أفضل قاعد وشي في وش واحدة كلها عقد كده !! وبعدين ايه الوهم اللي عيشتي نفسك فيه ده واهتمام ايه ! أنا عايزك أنتي تهتمي بيا ! ده من قلة البنات اللي أعرفها! أنتي لو شوفتي واحدة فيهم هتعرفي مقامك... غرزت جملته طعڼة بكبريائها وقالت بنبرة تهدد بالبكاء ولكنها تماسكت مقام الواحدة في اخلاقها واحترامها لنفسها واكيد اللي بتتكلم عنهم ويعرفوك كلهم شمال...انا ما وهمتش نفسي أنت اللي مش عاجبك وجودي عشان محترمة لكن لو ماشية على هواك كان زمانك دلوقتي... ضيق عيناه بخبث
وهو يتوجه اليها وقف ناظرا اليها بنظرة مطولة وقال كان زماني ايه! امتنعت عن الإجابة فأشتدمكر عيناه وقال مش بطالة التفتت له بحدة وقالت نعم ! أشار جاسر لأحد المقاعد وقال اقعدي نشوف شغلنا...ولا تحبي تروحي ترتاحي راحتك عندي
أهم رمقته بحيرة وقالت بجدية حتى لا يلمح حيرتها وارتباكها نكمل الشغل فاضل ساعتين عاد جاسر لمكتبه ببسمة خفية وراقه أن تصبح بقائمة...نسائه بمكتب آسر آسر وهو يتطلع بالتصاميم الهندسية خلصنا شغل النهاردة يا آنسة سما...حماسك للشغل فاجئني.. ضاقت سما من وضع الرسمية باسمها فقالت وتظاهرت بابتسامة أنا اللي اتفاجئت بصراحة وعشان مش تحتار أنا كنت فكراك زي ولاد عمك بس طلعت جد اكتر من ما فكرتك ومتفهم اكتر من توقعاتي اكيد لأنك بتحب شغلك.. أجاب آسر بصدق بالعكس أنا مابحبش شغلي للدرجة اللي أنتي متخيلاها..لكن بحب انجح وبكره الفشل..لما الظروف وقفتني في مفترق الطرق كان لازم العقل يجي دوره في الأختيار.. سما بخجل طب والقلب! آسر بنظرة صادقة بعيدة عنها وعن أحلامها الوردية بعيدة عن ظنونها وأوهامها لكن البعد حتى انها لم تراه ..قال القلب بيخلينا نختار اصعب الطرق يبقى من الغباء أخير قلبي واسيب طريق مضمون مرسومله دراسة جدوى متخططه صح القلب مش سكتي ولا بحب اختاره.. تمتمت سما بغيظ كل الروايات قالوا فيها كده وفي الأخر بتوقعوا في الغرام يا خبثاء..نحن السكرتيرات..أنا يعني هههه كتمت ضحكتها فتساءل آسر بتعجب بتضحكي ليه! قالت سما ببسمة خجولة لا أبدا.. رمقت حميدة رضوى بنظرات متساءلة من طيلة جلستها بالخارج فقالت أنتي نقلتي هنا ! كتمت رضوى ضحكتها وقالت بستريح بس من الشغل نهضت وتوجهت لباب المكتب ثم دقت عليه أتاها صوت رعد بحدة مش فاتح اتسعت ابتسامتها ثم فتحت الباب ودلفت بهدوء..اغلقت الباب خلفها فرفع رأسه بغيظ بعدما كان يتفحص كاميرته وقال هو انا قلتلك ادخلي يا رزلة ! قالت لتغيظه نداء الواجب مش محتاج استأذان والشغل واجب...هو أنا ممكن اسألك سؤال رد بسخرية اتنيلي قالت وهي تشير للكاميرا بإعجاب الكاميرا دي بتستخدمها أزاي أصل شكلها عاجبني أوي... نظر لها بابتسامة لمدحها لمحبوبته فنهض بعفوية وهو يحمل الكاميرا وقال هوريكي...تعالي كده نهضت رضوى حتى أشار لها على أزرار الالتقاط وبعض الزوايا وتعمق في الشرح..انصتت باهتمام غير مفتعل فقد شعرت بالفضول في استخدام هذا الشيء....ربما لأهتمامه هو بالأساس له..أشار لها بالكاميرا وقال لو حابة تجربي مافيش مشكلة...بس يارب ما تدمنيش الكاميرات والتصوير زيي.. أخذت رضوى الكاميرا بابتسامة شاكرة وفعلت مثلما شرح لها فألتقط صورة له وهو يشير لأحد الزوايا وعدة صور أخرى وقالت بابتسامة فعلا...احساس حلو وانت بتصور أخذ منها الكاميرا وقال ببسمة عفوية حسيتي بإيه قالت بصدق مش عارفة...بس كأني ركزت اكتر في التفاصيل أو يمكن كنت عايزة افضل شوية ادور على اكتر شيء شاددني واصوره التصوير احساس قبل أي شيء. ابتسم بإعجاب وقال برافوا يا رضوى..كأنك بتتكلمي بلساني شعرت بالخجل في طريقته الجديدة وقالت وقد عادت لجمودها نكمل شغل أجاب بصدق بصراحة أنا مصدع خليها بكرة أخذت رضوى حقيبتها بهدوء وخرجت من المكتب...من المبالغ فيه أن يكن ثمة مشاعر جرت بينهم ولكن بداية الغيث قطرة.. عاد الفتيات للمنزل فبمجرد أن دلفت حميدة وبدلت ملابسها وقفت وهي تشمر عن ساعديها وبنطالها الاسود فقالت سما بضحكة مش ده الاسترتش بتاع البت رضوى قالت حميدة بحماس بعد ما ناكل هنطلع فوق نروق الشقة ترويقة تمام عشان هيجوا هنا بعد بكرة ابتسمت سما وهي تنهض بخفة انا هرتب اوضة آسر رضوى وهي تقضم قطعة من الخيار أوضة آسر !! دول هما أوضتين كل اتنين هيترموا في اوضة رمقت حميدة جميلة وهي تجلس بشرود وعبوس على ملامحها فقالت متساءلة مالك يا جميلة أنتي مش عجباني من امبارح لو الشغل مزعلك قوليلي ومالكيش دعوة.. قالت جميلة وهي تتظاهر بابتسامة باهتة لا ابدا أنا بس بقيت بصدع كتير من المواصلات...كنتي بتقولي ايه كررت حميدة ما قالته فوافقت جميلة حتى انتهائهم من تناول الطعام... بالأجواء الباريسية... وقفت للي أمام المرآة بغرفتها بالفندق تتفحص مظهرها فقد قررت التنزه بليلة باريسية مثلما اعتادت...انتقت رداء اسود وعمدت أن يكون طويل ولكنه لم يغطي ذراعيها بالكامل..واحكمت حول عنقها قلادة جلدية بها زهرة صغيرة حمراء أضاءت لون بشرتها الصافية ولون شعرها الفحمي...كان الرداء مفصلا عليها وكأنها تنتمي لفصائل حوريات البحر...انتعلت حذاء عالي الكعب ثم خرجت من الفندق لتذهب لعنوان مطعم شهير الذي تنتظرها به صديقة مقيمة هنا منذ سنوات قد اعتادت الالتقاء بها عندما تأتي الى باريس خرجت للي من الفندق واستقلت عربة خاصة للعنوان المطلوب...دق هاتفها وهي بداخل السيارة لتجيب دقايق واكون عندك يا سها بس اوعي ما تكونيش جبتي العفريته بنتك معاكي ضحكت سها وأجابت لأ جبتها معايا يا للي ولادي
بيحبوكي اكتر ما بيحبوني !! شاركتها للي في المرح حتى أنتهى الأتصال...وقف سائق العربة فجأة بطريق مجهول فرمقته للي بقلق وسألته بلغة انجليزية فلم يجيبها بل أشار لها كي تخرج من السيارة...ابتلعت للي ريقها پخوف وهي تنظر للمكان حولها بتمعن
فلم يكن مارة الطريق داعم لها فهم لا يبالون بالغرباء كثيرا...خرجت من السيارة حتى تفاجئت بخروج آخر رجل تريد رؤيته..زوجها السابق حسام عزام اقترب لها بنظرة متفحصة بعناية واعجاب واضح ثم قال لما شوفتك في المطار ما صدقتش نفسي...أنتي انتقمتي في الجمال يا للي لو كنتي بالجمال ده وانتي معايا مستحيل كنت اطلقك... ارتعدت پخوف وهي تنظر له وذكريات الماضي تتراقص أمام عيناها بمشاهد الألم النفسي الذي طبعهم هذا الرجل الكريه
هناك رجل تتذكر عين المرأة الدموع عند رؤيته...أما حبا أو كرها....فكان أشد مراحل الكره بعيناها فتراجعت للخلف...أشار حسام للسائق ليرحل الذي اتضح انهم على اتفاق مسبق بذلك...رحل السائق وتبقت معه بمفردها... اندفعت الدموع من عيناها لا ارديا وقالت عايز مني ايه تاني حرام عليك كفاية اللي عملته فيا سيبني في حالي ابتسم حسام وهو يقترب اليها بنظرة متفرسة شھوانية عشان اكون صريح معاكي أنا مراقبك من فترة وجيت وراكي هنا محدش هيحميكي مني هنا طول عمري بختار الوقت المناسب والمكان المناسب والشخص المناسب.. ابتعدت عنه پذعر حتى كادت أن تركض فقبض على معصمها قائلا بهمس _ ليلة واحدة معايا...عايزانا نتجوز موافق مش عايزة جواز برضو موافق بس مش هتنازل عن اللي عايزه.. دفعته للي عنها بصړاخ ثم بصقت عليه بإحتقار فتناثر شعرها حول وجهها بتمرد...أسرعت مبتعدة عنه بالطريق الخالي فأسرع خلفها حسام بمقت... ركضت للي بطريق مليء بالمحلات المزينة وحاولت أن تجد أحد يساعدها ولكن أن وقفت عن الركض سيلحقها ذلك البغيض... بالمقهى اللبناني... جلس وجيه مع ثلاثة من الرجال وأمراتان حول طاولة خشبية حيث احاط المكان زهور نادرة وأثاث جميعه من الخشب مما يجعل الهدوء والشاعرية تملأ النفس...هذا المقهى تابع لأحد الرجال اللبنانيين الذي تعرف عليهم وجيه منذ سنوات فأصبح جان مالك المقهى صديق وفي لوجيه...أتى جان مبتسما وتحدث مع وجيه بترحيب شديد بينما دقت الموسيقى العربية فأشار جان لوجيه أن يقم للرقص مع أحد هاتان الإمراتين رمقه وجيه
بغيظ فابتسم جان بمرح...نهض وجيه مرغما فقد وضعه صديقه بموضع محرج...وتوجه لحلبة الرقص مرغما وبيده إمرأة فرنسية فاتنة وهي وكيلة أعمال مالك الشركة الذي تعاقد معها للتو... دلفت للي للمقهى فقد هرعت اليه عندما لمحت اسمه العربي..فأطمئنت بعض الشيء حتى لحقها حسام للمقهى فركضت بوسط الجموع ووجهها مليء بالدموع خوفا أن يلحقها...راقبته وهي مندسة بين الراقصين حولها ببطء حتى صدمت بوجيه الذي توجه مع ٱمرأة معه لحلبة الرقص...التفتت لحسام فوجدته لم تشعر الا بتلك اليد التي سرقتها بدفء الى عينان أشد ..تفاجئت وهي تقف أمامه وبأمانه...صدقا قد هجرها
الخۏف..كيف وهو يقف أمامها كالسد المنيع عن أي شيء يربكها...رمقها حسام من بعيد
تم نسخ الرابط