حكاية عشق مهدور بقلم سعاد سلامه
المحتويات
البنك.
إستهزأ قائلا
ويا ترا أيه هى المفاجأة اللى بسببها جايه لهنا مخصوص عالعموم أنا خلصت شغل فى البنك خلينا نروح للشقه اللى ساكن فيها.
أنهي قوله وأشار لإحدي سيارات الأجره إستقلا بهابعد دقائق ترجل الإثنين من السيارة بحي من أحياء الطبقه المتوسطة...نظرت هويدا حولها شعرت بالإستقلال قائله
إنت ساكن فى الحي ده.
أيوا طبعا هنا الإيجار سعره مناسب ما أهو مش هضيع المرتب فى سكن فى حي راقى ياخد المرتب كله.
تهكمت بسخط ودلفت خلفه الى تلك البنايهصعدت بعض درجات السلم قائله
هى العماره مفيهاش أسانسير.
رد عادللاء فيها بس عطلانوالشقه مش عاليه هما دورين بس.
صعدت خلفه بضجرالى أن توقف أمام إحد الشقق وضع المفتاح بمقبض الباب وفتحهتجنب لها كي تدخل الى الشقه.
أغلق عادل باب الشقه بقوه قليلا...نظرت هويدا نحو البابثم الى عادل الذى سأل
خير قولتلى عندك مفاجأة.
نسيت هويدا إستقلالها بالشقه وتبسمت قائله
أنا قدامي فرصه إننا نتنقل لمكانه تانيه أعلى.
لم يفهم شئ سألها
مش فاهم قصدك أيهياريت تقولى بدون مقدمات لآنى مصدع من الشغل.
جالي فرصه عمل أشتغل نائب مدير الحسابات فى...
قاطعها متهكم
نائب مدير حسابات مره واحدةفين ده وسمعوا عن خبرتك العظيمه منين.
شعرت هويدا بضيق من نبرة تهكمه تجاهلت ذلك قائله بكذب
اللى رشحني للوظيفه دى هو مدير البنك الزراعي اللى كنا بنشتغل فيه وكمان صاحب الشغل يبقى
أسعد شعيب.
بتلقائيه ودون تفكير قال عادل برفض
شعرت هويدا پغضب لكن حاولت الضغط عليه قائله
لاء ليه دى فرصه هنحسن بها مستوي معيشتنا وكمان نآمن مستقبل إبننا إنه يعيش فى مستوي أفضل وأرقى.
أفضل وأرقى
قالها عادل بتهكم قائلا
إبننا فين يا هانمإبننا اللى إنت متعرفيش عنه حاجه خالص ومامتك هى اللى بتهتم بيه من يوم ما إتولدوأعتقد كفايه كلام فى موضوع مرفوض.
مرفوض ليه دي فرصه سبق وقولتلك شوفلى وظيفه معاك فى البنك اللى بتشتغل فيه وإنت طنشت.
مازال عادل رافضا ليس من أجل فقط أنها ستعمل لدا أسعد شعيببل أيضا لا يود وجودها قريبه منه هنا بالقاهرة...
تعصبت هويدا وأكملت قولها
بس أنا قبلت الوظيفه خلاص وكمان هستلم الشغل فيها من بكره.
وأنا مش موافق ولو إشتغلت فى الوظيفه دى يبقى إنفصلنا أمر واقع.
بذهول نظرت له قائله بتكرار
يعني إيه إنفصلنا أمر واقع إنت بتخيرني يا عادل.
شعر عادل بالڠضب قائلا بنرفزه
إنت اللى بتحط جوازنا عالمحك إتصرفت بدون ما تسأليني من الاول وأنا مش موافق على الوظيفه دى بصراحه أنا مش برتاح للى إسمه اسعد شعيب ده.
ردت هويدا بعصبيه وتحدي
بس أنا وافقت يا عادل خلاص ودى فرصه كبيرة ليا وانا مش هضيعها حتى لو كان قرارك هو الإنفصال.
ب ڤيلا شهيرة
شجار قوي وعڼيف لاول مره بين أسعد وشهيره يحتد بينهم الحديث لهذه الدرجه أو بالاساس أول شجار بينهم منذ أن تزوجا قبل أكثر من خمس عشرون عام.
نظر أسعد مذهول من طريقة ردها الجافه والمجحفه عليه لأول مرهشعر پغضب ساحق قائلا بټهديد مباشر
إرجعي لعقلك يا شهيره بلاش تتغري عشان حبة صور فى المجلات والمواقع قادر فى لحظه بإشارة منى أمحيهم وكمان أرجعك تاني لنفس المستوي القديم قبل ما أتجوزكمجرد جسم بنت حلو يطلع فيه الرجاله وهى ماشيه بفستان حتى ده مش هتلاقيهلآن ببساطه مبقتيش شابه صغيرهإعرفي سنك كويسإنت مفكره إن العيون اللى إبتسمت ليك دى عشان لسه محتفظه بجمالكلاء دى فلوسى هى اللى مخليه ليك قيمه.
شعرت شهيرة بالڠضب قائله بتحدي وفتحت سيرة آصف عمدا قائله
كل عصبيتك دى سببها آصف إنه تحداك وكسب التحدي وانا مش أقل منه يا أسعدوفلوسك اللى بتتكلم عنها دى هى اللى زمان رميتها تحت رجلي عشان أقبل أتجوزك ومعايا ضره فلاحه مش قادر تواجه بها المجتمع الراقي.
صفعه قويه على وجنة شهيره أصمتتها للحظات نظرت الى أسعد بذهولبينما أسعد شعر بالبغضينظر لها بإحتداد مستنكرا پغضب هى ضغطت على وجيعته الداميه
جفاء آصفوربما سبب عصبيته هو آصف
لو ظل للحظات ربما إقترف وزر قټلها بسبب شعورة بإستغناء آصف عنهبينما شهيرة حسمت أمرها بعد هذه الصفعه سيدفع أسعد ثمنها صڤعات.
ب ألمانيا
بأحد المطاعم
بعد أن تناولا معا الغداءمثل الايام السابقه تنحنح آيسر قائلا
روميساء بصراحه أنا من اول مره شوفتك فى السفاره حسيت بمشاعر غريبه عليا مكنتش فاهم ليها تفسير ومع الوقت المشاعر دى وضحت قدامي وعرفت تفسيرها إنى بحبك.
كآي فتاة شعرت روميساء بالخجل وتصنمت بالردتشعر بتوتر وإرتباك... حركة يدها وهى تجمع تلك الخصلات المتمترده خلف أذنيها دليلا على تفاجؤها تبسم آيسر قائلا
عارف هتساليني إزاي قدرت أحكم على مشاعري بالسرعه دىهقولك الحب مش محتاج وقت عشان يظهروعشان كده أنا بطلب منك إننا نتجوز.
شو!
قالتها بخجل ثم عادت للصمت تنظر الى الطاوله تحايد نظرها له .
تبسم آيسر قائلا بمرح
على فكره أنا وشى وسيم والله يعنى بلاش تبعدي نظرك عنيأنا أحلى من أخويا آصف وأرق منه كمان ياما قولت له جسمك الضخم ده مش هيشفع لك عند طليقتك وترجعلك عشان مفتول العضلات... قولت له شوف بابا وإتعلم منه
متجوز إتنين وقادر يوفق بينهم.
ما كان عليه أن يمزح أو بالأصح يزلف لسانهنظرت له روميساء صامته للحظات تعي حديثه بعقلها تبدلت نظراتها لڠضب ساحق وتجهم وجهها .
شو..!
قالتها بتعجب ثم أكملت بإستخبار
يعني بايك متزوچ من إتنين ستات.
ببلاهه أجابها
لاء تلاته فى واحده ماټت.
كمان!
ده غير أخوك كمان كان متزوج وطلق مراته.
أومأ رأسه مبتسم بسماجه موافقا يقول
بس رجعها تانى وطردنى من الشقه.
نهضت واقفه پغضب تنظر على الطاوله وحولها على الطاولات الأخري وهى تقول له بإستهجان
بايك إتزوچ من تلاته وأخوك طلق مراته وإنت عاوزنى أوافق وأقبل إتزوچك.
مازالت بسمة السماجه على وجهه ونهض يومئ رأسه بموافقه... قائلا
أنا مختلف عنهم جدا بعدين بتتلفتى حوالين نفسك زى الحراميه كده ليهممكن يفكروا فى المطعم إننا عاوزين نهرب من دفع الحساب أنا عارف إنى فاجئتكوعارف أني عريس لقطه مترفضش.
ضيقت عينيها بإستحقار وحنق وإستهزأت بغروره قائله
لقطه فعلا
عارف بتلفت ليه حتى شوف سکين ع أى طاوله حتى إغرسها بعيونك لاء بقلبك رغم إن هديك ما بتكفى بس أهى تقضي وتشفى شوى من غيظي من سماجتك... وبعد هلأ ممنوع تتصل علي.
قالت هذا وغادرت على الفور لم ترد على نداؤه أو تشفق على تأوهاته وهو يتألم.
بينما هو
جلس مره أخري على المقعد ڠصب يضع يديه فوق رأسه متآلما بسبب تلك الضربه الذى تلقاها بإحدى الزهريات الكريستاليه الصغيره غير آبها بآلم رأسه فقط ينادي عليها.
قائلا
المكن الألمانى شديد أويالرقه والجمال طلعوا منظر دى دمويه زى هتلر.
إقترب منه بعض الموجودين بالمطعم منهم من يظن أنه ربما أخطأ بحقها وما فعلته كان رد فعل طبيعيومنهم العكسلكن آتى النادل بحقيبة الإسعافات الأوليه وتحدث بالألمانيه بينما آيسر بسبب آلم راسه قال له
تبسم ذالك الذى يحاول تضميد الحرج قائلا
إهدأ يا أخي الچرح ليس عميقا.
عميقا
قالها آيسر بإستغراب سائلا
الأخ عربي.
رد عليه
نعم أخي أنا من سوريا.
تبسم آيسر بآلم قائلا
فلتحيا الامه العربيه.
تبسم له قائلا
لقد لاحظت أنها هى من تهجمت عليك بالضړب بتلك الزهريه بإمكانك تقديم بلاغ بها وسأشهد معك كذالك إطلب كاميرات المطعم وخذ تعويض منها.
فكرة!
ولما لا...
تبسم آيسر بموافقه قائلا
تحيا الوحدة المصريه السوريه إن شاء الله هتكون شاهد على جوازي من الروميساءبس جهز إنت بطاقتك...
ثم تبسم بتفكير فيما ينوي فعله قائلا بظفر
الحب والحړب مش بيعترفوا بالمبادئ يا جميلتي العڼيفة.
بحوالى التاسعه والنصف مساء
ب مكتب آصف
اغلق ذلك الملف الذى كان يقرأوه
ونهض يجذب هاتفه وقداحة السچائر والملف وخرج من مكتبه توقف للحظات أمام السكرتيرة قائلا
أنا ماشي خدي الملف ده وديه ل مستر إبراهيم وإن سأل عنى قولى له إنى مشيت.
أخذت الملف منه مبتسمه
بينما ذهب آصف الى مرآب السياراتلاحظ دخول تلك السيارة تجاهلها عمدا وقاد السيارة سريعا دون الالتفات خلفهلكت أثناء سيره بالطريق لاحظ سيارتان يتعقبانهواحده علم من تقودها مي المنصوريلم يهتم بهاربما تعقبته من أجل هدف برأسهاوالسيارة الاخري هى ما أثارت فضوله ربما منها يعلم من الذى يتعقبه منذ فترة.
بعد دقائق توقف أمام تلك المشفى التى تعمل بها سهيله بداخله غرض أن يجلس معها بمفردهم حتى لو لوقت قليل بعيدا عن جدتها التى تفرض عليه حصارا... ترجل من السيارة وتوقف خلف باب السياره ينتظر الى أن
خرجت سهيله من باب المشفى توقفت للحظه متفاجئه ب آصف الذى يقف أمام باب السيارة يضع يديه بداخل معطفه الثقيل خفق قلبها لا تعلم سبب ذلك الخفقان إن كان بسبب نسمات الهواء الباردة أما بسبب آصف الذى يبتسم بعفويه منها تبسمت هى الأخرى تقترب من السيارة بينما زادت خفقات قلب آصف من بسمتها الى أن أصبحت أمامه فتح باب السيارة وتنهد يشعر كآنه إختفي شعور البرد لديه قائلا
مساء الخير... بلاش تقف الجو برد أوي.
تبسمت وهى تدلف الى داخل السيارة...سريعا أغلق آصف باب السيارة وتوجه للناحيه الأخرى دلف الى السيارة جلس خلف المقود ظل الصمت لبضع دقائق
الى أن نظر آصف الى سهيله وجدها تضم يديها فوق جذعها تغمض عيناها تتكئ برأسها على مسند الرأس الخاص بالمقعد...ظن أنها قد تكون نامت...بتردد منه وضع يده فوق كتفها قائلا
سهيله.
فتحت سهيله عينيها ورفعت رأسها تنظر ل آصف الذى تبسم قائلا
فكرتك نمت.
نظرت الى يده الموضوعه فوق كتفها شعرت برجفه وحايدت يده عن كتفها قائله
لاء أنا بس غمضت عينيا يمكن سبب إن الجو برة العربيه برد أوي والعربيه دافيه إحساس الدفئ خلاني حسيت بإستكانة.
غص قلب بسبب محايدة سهيله ليده لكن تنهد قائلا
فعلا الجو بقاله كم يوم برد أوي.
تبسمت قائله
على رأي تيتا آسميه إحنا فى طوبه وطوبة يخلي الصبيه كركوبه.
تنهد آصف هو يود نسيان آسميه التى تفرض حصارا عليه حين يقترب من سهيله لكن حتى وهى غائبه حضر إسمها.
بينما سهيله نظرت الى الطريق شعرت بإستغراب قائله
ده مش الطريق بتاع الحي.
تبسم آصف قائلا
فعلا مش هو.
توقف آصف بالسيارة لدقيقه ونظر الى سهيله قائلا
أنا عازمك عالعشا ومش هقبل أي إعتراض.
لمعت عين سهيله وتذكرت أنها حين تعود للشقه لن تجد آسميه تنتظرها وتضع لها الطعام مثلما تفعل دائما تبسمت وأومأت رأسها بموافقة.
إنشرح قلب آصف وعاود قيادة السيارة الى أن وصلا الى
المرآب الخاص بأحد المطاعم الفخمه ترجل من السيارة وذهب نحو سهيله التى ترجلت هى الأخرى نظر الى باب المرآب للحظات لفت ذالك إنتباة سهيله سألته
فى أيه.
رفع آصف يده وضعها خلف ظهر سهيله قائلا ببساطة
مفيش خلينا ندخل للمطعم.
قبل أن تلمس يد آصف ظهرها كانت سارت خطوة بعيدا
دلف الإثنين الى داخل المطعم وتوجها نحو طاوله خاصه
سحب آصف المقعد
متابعة القراءة