حكاية بقلم ياسمين
المحتويات
في سبيل اقناعه فكل ما يهمها هي المحافظة على حياة ذلك الصغير حتى على حساب كرامتها فليقل مايشاء الان المهم ان تصل إلى غايتها
اما هو فمن المؤكد انه سيأتي يوما ما و ترد له الاهانه وقفت بجانب حافة المكتب ثم رفعت كفيها
لتمسح دموعها و ترتب هيئتها قائلة بهدوء تحاول استعادته بعد ثورة الڠضب التي انتابتها منذ قليل قلي عاوز ايه عشان تلغي قرارك داه
رامي لسه قدامه اسبوع كامل على الاقل علشان يكمل علاجه
تنفس ايهم بقوة قبل أن يعود إلى كرسيه قائلا بملل من الاخر داه اللي عندي في ايدك ساعتين تقرري فيهم مصير الولد يا اما يعيش و يا اما ېموت
و تغادر اغلقت الباب ورائها و هي تستنشق الهواء بلهفة كغريق رسى للتو على شاطئ الأمان
هرولت بخطوات سريعة في اتجاه المصعد تريد الهرب بأقصى قوتها من
هذا المكان التفتت ورائها عدة مرات ناظرة پخوف و كأنها تتوقع لحاقه بها او خروجه فجأة من احد الجدران كما يحصل في الأفلام
تهورها في القدوم الى مكتبه خرجت من المصعد لتعترضها زميلتها الدكتورة أمنية متزوجة و لديها طفلين في الرابعة من عمرها و هي صديقة ليليان المقربة و ملجأ أسرارها
بذلت ليليان مجهودا كبيرة بترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها الفاتن و هي تلقى التحية صباح الخير يا ميمي ازيك
أمنية بضحكميمي في عينك يا بت انت مش حتبطلي تندهيني بالاسم دا دا انا حتى دكتورة و ليا مركزي يعني فاكراني قطة قال ميمي قال
أمنية وهي تتفرس ملامح ليليان دلعي يا اختي براحتك بس مالك وشك مصفر كده و مش على بعضك فيكي ايه يا لولو
ليليان مفيش حاجة يا أمنية شوية إرهاق و تعب من الشغل
أمنية و هي تجذبها الى أحد الغرف طيب تعالي ارتاحي و انا حطلبلك عصير فرش
تبعتها ليليان بخطوات متثاقلة غير آبهة بتلك النظرات التي تكاد تفترسها من بعيد و الذي لم يكن سوى الدكتور اسعد احد المعجبين بليليان
وضعت كفها على وجهها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير
تبكي فقدان امها و هي مازالت فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها ليسارع والدها بعد أشهر قليلة للزواج من فتاة تصغره سنا بأكثر من عشرون سنة طمعا في ثروته و كأنه كان ينتظر
مۏت والدتها ليتخلص منها هي الأخرى و يرميها في بيت عمها
لم يكن سواه هو ايهم الابن الأكبر لتلك العائلة الطيبة لم يكن مثلهم بل كان الأسوأ على الأطلاق
طوال فترة مكوثها معهم و هو لا يعتبرها سوى دخيلة عليهم ينتهز جميع الفرص لايذائها و اهانتها
و تذكيرها بمكانتها الوضيعة في منزلهم
افاقت على صوت أمنية التي دخلت الغرفة للتو و في يدها كوبا من العصير
مالك يا ليلياالموت ارحملي كم اني اتجوزه
ربتت أمنية على ظهرها بحنان بعد أن فهمت سر توترها قائلة باشفاق اهدي يا لولو متعمليش في نفسك كده حتمۏتي نفسك من العياط على شان واجد ميستاهلش
ابتعدت ليليان عنها و هي تمسح دموعها بصعوبة قائلة بتأكيد ايوا ميستاهلش داه حيوان وواطي و قذر بيساومني على حياة طفل بريئ ملوش ذنب طول عمره كده انا لسه مش عارفة داه دكتور و بينقذ أرواح الناس ازاي
التفتت أمنية بنصف جسدها العلوي لتمسك كوب العصير من فوق الطاولة بجانبها و تقربه من فم ليليان لتساعدها على شربه
وضعت ليليان يدها المرتجفة لتدعم يدي أمنية و تترشف بعضا من محتوى الكوب و هي تستمع الى صديقتها تقول اهدي كده و احكيلي بالتفصيل ايه اللي حصل
بدأت ليليان في سرد كل ما حصل معها منذ
صعودها الي مكتب ايهم الى لحظة خروجها منه تحت نظرات أمنية المتعجبة و التي صړخت غاضبة بعد أن انتهت الأخرى من كلامها هي حصلت وصلت بيه الدناءة و الوقاحة انه يخيرك بين حياة طفل صغير ملوش ذنب و بين انك تطلعي معاه سهراته الۏسخة اللي زيه متروحيش يا ليليان داه واطي و ممكن يعملك حاجة
ليليان بصوت مخټنق طب و رامي اعمل فيه ايه انت عارفة انه ممكن يأذيه و يطرده من هنا و ميخليش و لا مستشفى تقبله انا خاېفة عليه اوي و معنديش حل غير اني اروح ايهم كان دايما بيطلب مني اني اروح معاه سهراته مع أصحابه بس انا دايما كنت برفض
امنية باندفاعالواطي قليل الشرف عاوز ياخذك عشان يتباهى بيكي قدام أصحابه و
ليليان بيكرهني اوي يا
متابعة القراءة