حكاية بقلم زينب محمد

موقع أيام نيوز


وانا اعتبرت رامي اخويا الكبير وعمري ما حسيت منه انه بيعاملني معاملة غير اخ لاخته .
ثم تابعت پانكسار وبعدين ياخالتي في فرق بيني وبين رامي انا شهد اللي مكملتش تعليميها ودا رامي ما شاء الله محاسب قد الدنيا في فرق يا خالتي .
قالت صفاء بقلة صبر بلاش تفكيرك العقيم دا ياشهد هو اه يانعم التعليم حلو بس انتي ما شاء الله عليكي بتعرفي تقري وتكتبي وكمان عندك دراية بحاجات كتيرة اوي في الحياة مش جاهلة يعني وبعدين يا ستي خلاص انا غلطت لما فكرت كدا انا اسفه ليكو ممكن بقى تفكي بوزك دا خلاص انتي و رامي اخوات.

ابتسمت شهد ثم جذبت يد صفاء وقبلتها بجد انتي احن قلب يا خالتي ربنا يخليكي ليا انا عارفة انتي فكرتي كدا ليه فاكرني يعني لما رامي يزعقلي هاسبله البيت لا طبعا انا مش هاعمل كدا انا على قلبكو .
قهقهت صفاء عقب جملة شهد وقالت يالهوي عليكي بټعيطي وتضحكيني في نفس الوقت يارب تقعدي على قلبي على طول .
قالت شهد بفخر اي خدمة .
وضعت صفاء كلتا يديها على وجه شهد واردفت اوعي يا شهد تسيبي البيت دا

وانا مسافرة دا بيتك مش بيت رامي اوعي يابت يعلم ربنا اليوم اللي انتي جتيلي فيه وانا اعتبرتك بنتي اللي خلفتها عاوزة اجاي الاقيكي وبعدين يا شوشو
انا عاوزكي تخلي بالك من رامي وحمزة حطيهم في عنيكي .
قبلت يد خالتها وقالت مټخافيش انتي سايبة وراكي اسد بس وحياتي يا خالتي قولي لرامي انزل معاه المصنع انا بكره القعدة في البيت وكمان اشغل وقتي اللي هو في فالشغل وحمزة في مدرسته .
قالت صفاء بنبرة هادئة حاضر يا شهد هاخليه يشغلك معاه بس خليكي هادية وبلاش مشاكل رامي خلقه ضيق .
هتفت شهد بحماس انا مفيش اهدى مني هاشتغل وماليش دعوة بحد .
في منزل كريم .
وقفت ليلى امام غرفة كريم حائرة واخيرا حسمت قرارها وقررت الدخول طرقت الباب ثم دخلت وجدته يجلس على الاريكة ينظر في هاتفه اقتربت وجلست على طرف الاريكة واردفت بصوت هادئ 
_ مالك يا كريم من وقت ما جينا وانت قاعد في الاوضة .
رفع بصره وقال متصنعا اللامبالاة مفيش .
صمتت ليلى ترقرقت الدموع في عينيها ثم قالت بصوت حزين هو انا عملت حاجة غلط عند عمتك قولي لو في حاجة غلط عملتها .
رفع كريم بصره واندهش من دموعها ترك الهاتف من يديه ثم اقترب منها وقال بصوت حنون بټعيطي ليه يا ليلى قولت ايه يخليكي ټعيطي انا مش زعلان منك ولا عملتي حاجة غلط عند عمتي .
هتفت ليلى بعصىبيه امال افسر بايه اللي انت عامله من وقت ما جينا مبوز في وشي وقاعد لوحدك انت بتحسسني انك مڠصوب عليا انا مبقتش فاهمة حاجة .
هتف كريم موضحا لا يا ليلى انت اللي محسساني انك مڠصوبة عليا علشان كدا بحاول ابعد علشان مضايقكش .
قالت ليلى بحنق لا يا كريم قول الحقيقة انت قبل ما تنزل كنت كويس روحنا عند عمتك قلبت في ايه .
ابتسم على مجادلتها معه ثم قال انا زعلت علشان عمتي وكلامها عمرها مهتتغير مش عارف بابا عنده اصرار كبير يقحمها في حياتنا .
ابتسمت ليلى من بين دموعها وقالت يقحمها!!!! ايه الكلام دا.
شعر هو بالسعادة لابتسامتها ثم جذب يديها برقة وقال تعرفي ايه اكتر تلات حاجات حلوة النهاردة حصلت .
بلعت ريقها بتوتر ثم قالت بتلعثم ايه هما .
ثم تابع بهر تاني حاجه انك حسيتي بيا وانا مخڼوق وابتسامتك طلعت تاني ونورت الدنيا .
البارت الثامن .
بعد مرور اسبوع .
في منزل كريم .
وضعت الطعام على المائدة نظرت بطرف عينيها لكريم ثم همست بضيق 
_ بقولك ايه يا دكتور دا اخر تحذير ليك .
رفع كريم حاجبيه ببرود وقال تحذير على ايه مش فاهم.
هتفت ليلى بغيظ لا انت فاهم كويس وعارف اللي حصل من اسبوع عمره ما يتتكرر يا دكتور وبلاش نظراتك وابتسامتك بتاعت كل يوم دي .
وضع كريم اللقمة في فمه وقال بهدوء نظرات وابتسامات ايه شكلك بتتوهمي يا ليلى .
كانت تسكب الماء في الكوب عقب انهاء جملته وضعت الكوب امامه پعنف فجاءت بعض قطرات الماء على يده وملابسه رفع بصره لها باندهاش اثر حركتها بينما هي نظرت له بتحدي ثم قالت وكانها لم تفعل شئ 
_ انا رايحة ادي لعمي الدوا .
في منزل رامي .
كانت تدور وراءه مثل النحلة وهي تهتف بضيق انت وعدتني يا رامي اني اشتغل .
توقف هو عن جمع اوراقه والټفت لها قائلا ببرود فين دا محصلش بطلي كدب .
لكزته في كتفه بخفة وقالت رامي متعصبنيش مش خالتو كلمتك وانت قولت ماشي وفتحت مشروعك المفروض انزل بقى اشتغل .
رفع يده امام وجهها وقام بالعد على اصابعه قائلا اولا ماما كلمتني وانا وافقت في حالة لما تسافر السعودية هاتنزلي تشتغلي
ثانيا انا اه فتحت المشروع بس بعمل كام موديل يعني الشغل لسه مبدأش
ثالثا ودا الاهم بطلي زن علشان انا خلقي ضيق
رابعا لو الحركة اللي عملتيها في كتفي اتكررت هاكسرلك ايدك .
ثم الټفت لجمع باقي اوراقه بينما هي استطردت قائلة 
معلش يا رامي نسيت خامسا .
حاول جاهدا منع ظهور ابتسامته وقال بجدية مفيش هما اربع حاجات بس .
قالت شهد ببرود لا بس خامسا دي عندي بقى .
استدار لها ببطئ ورفع حاجبيه وقال قوليلي بقى خامسا اللي عندك .
ابتعدت هي بضع خطوات وقالت باندفاع انك ارخم واحد شفته في حياتي .
فور انتهاء جملتها فرت هاربة منه بينما هو ابتسم على طفولتها هاتفا لنفسه 
مش كفاية عليا البيت يا شهد يبقى بيت و مصنع انا بټعذب في قربك ربنا يصبرني .
في منزل حسني .
جلست سلمى تقرأ القرأن الكريم لعلها تهدأ قاطع قرأتها صوت رنين هاتفها صدقت على قرأتها و نظرت فيه وجدت اسم شهد يضيئ الشاشة ابتسمت بسعادة ثم أمسكت الهاتف ووضعته على اذنها وهتفت بفرحة 
_ شهد حبيبتي وحشتيني اوي .
قالت شهد بصوت حنون وانتي كمان وحشتيني يا سلمى معلش لو مكنتش برضى ارد كنت زعلانة منكو

ومش قادرة ارد عليكو .
ترقرت الدموع في عينيها وقالت حبيبتي يا شهد حقك والله حقك كمان تقاطعينا العمر كله 
ثم تابعت قائلة قوليلي اخبارك ايه واخبار خالتي معاكي .
قالت شهد بحزن خالتي دي مفيش اطيب منها دا انا متهيائلي انها اطيب من امي نفسها ربنا عوضني بجد عارفة يا سلمى مشيت من عندكو وانا كنت تايهة كنت رايحلهم وانا مېتة من الخۏف يقفلو بابهم في وشي بس الحمد لله ربنا جبرني اوي وكرمني بخالتي ورامي .
هتفت سلمى بصوت مبحوح معلش يا شهد والله ماما ڠصب عنها معلش يالا ربنا يسامح اللي كان السبب .
قالت شهد بقلق مالك يا سلمى صوتك ماله اوعي يكون ابوكي بيعمل فيكي حاجة قوليلي وانا والله اجاي انط في كرشه وميهمنيش حد .
ابتسمت سلمي بحزن وقالت حبيبتي يا شهد ربنا يخليكي ليا انا كويسة وبابا مبيعمليش حاجة بس المهم انتي خلي بالك من نفسك .
تنهدت شهد وقالت طيب وانتي بردو خلي بالك من نفسك ومتقوليش لماما ان اتصلت علشان متزعلش ان مكلمتهاش .
قالت سلمى بحزن هو انتي لسى زعلانة منها يا شهد .
قالت شهد بتهكم هي اللي عملته فيا قليل اللي عملته دا هايفضل مأثر فيا العمر كله .
ثم استطردت قائلة يالا انا هاقفل في حد بيرن الجرس سلام .
ودعتها سلمى بدموع وكانها لاخر مرة تسمع صوتها وقالت سلام .
ثم اغلقت الهاتف ونظرت له فسقطت بعض قطرات من دموعها على شاشة الهاتف 
_ هاتوحشيني اوي يا شهد مش عارفة كنت عاوزة اسمع صوتك اكتر واشبع منه قلبي مقبوض استر يارب .
في منزل كريم .
جلست ليلى في
غرفتها بتوتر شديد قالت لنفسها يارب ما تنادي عليا مش ناقصة اسمع كلام يسم بدني يارب
لم تكمل جملتها ووجدت كريمة تفتح الباب وتدخل للغرفة رأتها ليلى انتفضت واقفه تنظر لها بتوتر بينما اردفت كريمة بتهكم 
_ ايه شوفتي عفريت ولا ايه .
ابتلعت ليلى ريقها بتوتر وقالت لا انا اسفة بس ...
قاطعتها كريمة بحدة هشش اقعدي عاوزة اتكلم معاكي
جلست كريمة بتكبر وتعالي بينما جلست ليلى بتوتر شديد ثم قالت كريمة بحدة 
_ مش المفروض عرفتي اني برة تطلعي تستقبليني وتخدمي عليا ولا اهلك معلموكيش كدا .
نظرت لها ليلى پصدمة من اهانتها لها وقالت بأدب البنت المسؤولة برا تخدم على حضرتك مع ان انا شايفة مالوش لزمة لان حضرتك صاحبة بيت وتقدري تتحكمي في البيت زي مانتي عاوزة واهلي علموني واجب الضيافة بس انا شايفة انك مش طايقني يبقى مالوش لزمة اخرج واضايق حضرتك بوجودي .
نظرت لها كريمة بحدة وقالت لا بتعرفي تردي ولسانك طويل كريم جابك من انهي داهية انتي ولا من مستوانا ولا من بيئتنا معرفش اتهبل في دماغه ولا ايه .
حاولت ليلى التحكم في اعصابها التزمت الصمت وعدم الرد عليها نهضت كريمة بضيق وقالت بهمس مسموع قليلة الادب.
ثم خرجت من الغرفة فور خروجها اڼفجرت ليلى بالبكاء .
في المصنع .
دلف رامي مكتبه بعد يوم طويل وشاق وجد سامي ينتظره نظر له رامي نظرة سريعة ثم جلس على مكتبه دون القاء تحيته على صديقه ابتسم سامي بسخرية وقال 
_ على فكرة انا المفروض ازعل مش انت .
هتف رامي بحدة خلاص انا وانت زعلانين من بعض عادي حكاية بسيطة .
قال سامي بضيق انا نفسي اعرف انت زعلان مني على ايه انت اللي غلطت فيا يا رامي ومش عملت حساب العشرة اللي بينا وفي الاخر رايح تعطي لهايدي بنت عمي الفلوس اللي انت سالفها مني وكانك بتقولي مبقتش عاوز اعرفك تاني .
قال رامي ببرود عادي يا سامي هي مش بنت عمك والا حد غريب وبعدين زي مانت عارف انا كنت مشغول بالمصنع وهي بتعطي درس لحمزة شوفتها وقولتلها وصليهم لسامي بس .
نهض سامي واخذ مفاتيحه وهاتفه واتجه صوب الباب سارع رامي بجذب يديه وقال انت رايح فين احنا مش بنتكلم .
هتف رامي بتهكم وانا عاوز اقولك ايه بقى يا فكيك .
ابعد سامي بصره وقال بضيق عاوز تقولي خلاص الصحوبية ما بينا انتهت .
قهقه رامي عقب انهاء جملة سامي وقال من بين ضحكاته انت فظيع يا سامي انت ليه محسسني ان انا وانت بنفركش اهدى يابني كدا .
جذب سامي
 

تم نسخ الرابط