حكاية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

والدتة التي ذكرته بوالده الراحل و ذكرياتهم الرائعة معه فاقترب منها و قام بإمساك يدها و قبل باطن كفها و هو يقول بحب 
إحنا نفديكي بعنينا يا ست الكل 
مدت يدها تمررها فوق خصلات شعره و هي تقول بحنان 
تعيشلي يا حبيبي. ربنا ما يحرمني منك و يهديك ليا أنت و أخوك و أختك. 
شعر بشئ ما بين طيات حديثها و لكنها تابعت بنبرة ذات مغزي
ولاد منصور الوزان إلي بفتخر بيهم و أنهم نسخة من أبوهم إلي عمره ما صغرني و لا خلاني رجعت في كلمة قولتها أبدا و أكيد
انت هتبقي زيه 
إيه رأيك يا حاجة تقولي إلي أنتي عيزاه مرة واحدة أحسن
شاكسها سليم فابتسمت قبل أن تثقل نظراتها و هي تقول بتمهل 
في يوم من الأيام طلبت سما عروسه لحازم و الناس كلها عرفت أنها عروستنا و بعد مۏت حازم مينفعش أرجع في كلمتي 
لم يستطيع فهم ما ترمي إليه فألقت بقنبلتها قائله دفعة واحدة
عيزاك تتجوز سما يا سليم !
يتبع ..
الفصل الرابع عشر
كل تلك الدموع التي بللت وسائدنا ليلا و تلك الچروح التي أغتالت براءتنا يوما و تلك الندبات التي شوهت قلوبنا أبدا ستسألون عنها في يوم لا ريب فيه ..
نورهان العشري 
عيزاك تتجوز سما يا سليم !
للحظة لم يستوعب جملتها التي كان كل شئ به يستنكرها بداية من عقله الذي ظن للحظه بأنه يتخيل إلي جسده الذي تراجع خطوة للخلف بينما ملامح وجهه إنقبضت و تجعدت بصورة كانت كفيله بإيصال رفضه القاطع لهذا الهراء الذي تفوهت به و لكنها لم تتقبل ردة فعله تلك فإزدادت نبرة صوتها قوة و هي تقول پغضب
سليييم !
تجاوز صډمته و خرج الكلام من فمه محملا بأطنان من شحنات الڠضب الذي ملئ حين سمع حديثها 
ماما أنتي سامعه نفسك بتقولي إيه سما مين دي إلي أتجوزها ! 
أمينة بحدة 
سما بنت عمتك !
سليم بصرامة
قصدك سما أختي يا ماما ! أختي إلي كنت بشيلها علي إيدي و هي صغيرة . إلي كنت بقولها لو جوزك زعلك هكسرلك دماغه . إلي كانت مفروض هتبقي مرات أخويا ! دا مستحيل يحصل !
وصلت إلي مبتغاها فاقتربت منه خطوة بينما لون المكر ملامحها و أختلط بنبرة صوتها الهادئه حين قالت 
طبعا أنا مقدرة أنت كنت بتحب حازم الله يرحمه قد إيه و إنك تتجوز مراته..! أو إلي كان مفروض تبقي مراته دا شئ مستحيل بالنسبالك .
وصلت بحديثها إلي منطقة ألغام أوشكت علي الإڼفجار بقلبه حين وصل إلي عقله الأسباب الخفيه لحديث والدته و
التي لابد و أنها قد شعرت بشئ ما خاطئ يحدث حولها و لهذا حاولت إرجاع الأمور إلي نصابها الصحيح و هو أكثر من شاكر لفعلتها تلك لذا أخذ نفسا قويا عله يطفئ نيران ضارية إشتعلت بقلبه قبل أن يرتدي قناع القوة و الصرامه التي تجلت في صوته حين قال
بالظبط . مستحيل! مستحيل أتجوز واحده كانت في يوم من الأيام ملك لحد غيري سواء بقلبها أو عقلها أو جسمها . فما بالك بقي لو الحد دا يبقي أخويا !
امينة بمراوغة
بس يا سليم ..
قاطعها بحدة 
مبسش يا ماما قفلي عالموضوع دا و متفتحيهوش تاني أنا كلمتي واحدة فيه 
لا
أحد يدرك حجم الألم عندما تختار بإرادتك الإبتعاد عن أشخاص لا تعلم كيف و متي أصبحوا الأقرب إلى قلبك ..
نورهان العشري 
متأكدة يا جنة أنك هتقدري تقعدي اليومين دول لوحدك صدقيني أنا مش مجبرة أبدا علي السفرية دي و ممكن أعتذر عنها لو ..
كان هذا حديث فرح التي كانت تشعر بالقلق من ترك شقيقتها بمفردها وسط هؤلاء البشر الذين لا يعرفون أي شئ عن الإنسانية و اللطف و لكن جاءت كلمات جنة المطمئنة حين قاطعتها قائلة
دي تالت مرة يا فرح تقولي الكلام دا . صدقيني أنا هبقي كويسه . والله ما تخافي عليا أبدا بعد إلي سالم بيه عمله النهاردة عمر ما حد هيقدر يبصلي بصه متعجبنيش. و بعدين أنا أساسا مش هختلط بحد منهم يدوب وقت الأكل و هطلع الاوضه إلي جهزوهالي أقرأ شويه وأذاكر شويه لحد ما الكام يوم دول يعدوا و تيجي بالسلامة 
أخرجت شحنات قلقها في زفرة قويه قبل أن تمتد ذراعيها
تم نسخ الرابط