حكاية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري
المحتويات
تجاهل ذلك و لم يعلق بل أخذ يشاهده و هو يمسك بيد الصغيرة و يغادر المطبخ لتشعر بتجمد الډماء بأوردتها فها هي قد أصبحت بمفردها معه . مع أكثر شخص تهابه بحياتها شخص قادر علي إنقاذها من الچحيم و رميها بجمراته التي
تستقر بمنتصف روحها فتهلكها و لا تستطيع الوقوف أمامه لذا كان الهرب خطتها الوحيدة فتركت الكوب من يدها وهبت من مقعدها تنوي المغادرة فاوقفتها كلماته حين قال بصرامة
تجمدت بأرضها و قد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تستطيع تحمل كلمة أخري يكفيها ما عانته طوال هذا اليوم المريع لا تحتمل روحها أي إهانة آخري و لا مزيد من الچروح التي لا تعلم كيف ستداويها .
هتفضلي مدياني ضهرك كتير . و لا عشان أنا مبعرفش اضحك واهزر!
برقت عيناها من حديثه مما جعلها تلتفت تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت
صډمه حديثه بقدر ما صدمها فظل للحظه ساكنا يناظرها يحاول إستعادة رباطة جأشة بينما عيناه تطوف علي تقاسيمها فالحزن مازال يخيم علي ملامحها و مازالت عبراتها تلطخ خداها المتوردان بشكل شهي للغاية بينما عيناها يشتعل بهم شئ خاص مزيج من البراءه المفعمة بالشغف الذي لم يفلح الحزن في إخماده . يعلم بأن ما يشعر به خاطئ و ما يفعله خاطئ و وجوده معها في هذا المكان يناظرها بتلك الطريقة هو خطأ كبير و لكنه عاجز
سالم كلمني و قالي علي معادك مع الدكتور بكرة . اعملي حسابك عشان هوديكي .
هكذا خرجت الكلمات فظة من بين شفتيه الغليظة بينما تجاوزها بصعوبة و كأن الخطوات البسيطة التي ستنتزعه من أمام عيناها ملغومة بنيران لا يعرف كيف يخمدها!
بس أنا مش عايزاك توديني في أي مكان . شكرا !
بدا و كأن قلبه يضخ نيران إلى أوردته و ليس دماء حين تابعت قائله
أنا هستني لما فرح تيجي و أروح معاها. كفاية تعبك معايا لحد كدا
ابتلع جمرات أن أطلقها ستحرقها و فضل أن ېحترق هو تلك المرة لذا قال بإختصار
ألقي كلماته دون أن ينظر إليها و تابع طريقه يريد الفرار من ذلك الهواء الذي يحمل رائحتها و يمتلئ بحضورها الطاغي يريد جمع أوراقه و إعاده ترتيبها للوصول إلي حل لمعضلته .
ذلك الصباح لم يكن كأي صباح مر عليه . بل كان الأكثر صفاء برغم تلبد أجواءه أمس و حيرته و ضجيح أفكاره التي لم تهدأ حتي خيوط الفجر الأولي و لكنه يشعر الأن بأنه يقف علي أرض صلبه أمام نفسه فقد اختار أن يعطيها و يعطي نفسه فرصة و لم تأتي هذا الفرصة جزافا أو نتيجة شهامته في إنقاذها كما أدعى و لكنها كانت نابعة من اقتناع قوي بأن تلك المرأة لا يمكن أن تعوض أبدا.
أحړقته تلك المرأة بكبرياءها و عنفوانها و شموخها . تولد بداخله شعور عميق بإنتمائها له . أيقن في تلك اللحظة بأنها لا تليق إلا به لم تخلق الا له فهي كالجواهر النفيسه التي يكافئ بها القادة العظام و هو سيدهم! و أكثر من يحب إقتناء الأشياء الثمينة و خاصة إن كان لبريقها وقع خاص علي قلبه الذي يرفض مواجهته حتي يتأكد من أن ما يشعر به تجاهها له صداه
متابعة القراءة