حكاية صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
الحمدلله إن أنا نزلت قبل مايجي
رمقها بنظرات متفحصة وقال
بس أنا حاسس إنك بالنسبة له مش مجرد مرات أخوه وبس
أنتابها التوتر فقالت
أنت ليه بتقول كده
إيهاب لأنه صاحبي وعارفه ... لو شوفتي نظرات عينيه وملامح وشه لما قولتلو هتطلق وهتخلص منكو .. كنتي فهمتي أنا أقصد أي
أنا عارفه وكنت حاسه ومقدرش ألومه لأن قلوبنا مش بإيدينا عشان كده لما قررت أمشي مقولوش ع مكاني
تنهد إيهاب بأريحيه فقال
طيب وأنتي
أبتسمت بتهكم وقالت
أنا ! .. جربت الحب مرة وهو الي وصلني للي أنا بقيت فيه ... وأظن بعد كل الي جرالي عمري ما هقرر التجربة دي تاني سواء مع علاء أو مع غيره
قالها وظل محدقا ف عينيها ... شعرت بالخجل والتوتر فأحبت تغير مجري الحديث فنهضت وقالت
ياااه الوقت جري بسرعه عن إذنك بقي لما ألحق أمشي
رحمة ما أنا نسيت أقولك الحمدلله لاقيت مطرح كده أوضه وصاله وحمام ف بيت كده قديم صاحبه راجل طيب خالص وهياخد مني إيجار قليل وكمان لما عرف إن بدور ع شغل طلب مني أشتغل معاه ف المكتبة بتاعته
إيهاب وأنا بطلب منك تسيبك من شغل المكتبه دي وتعالي أشتغلي معايا ف المكتب
رحمه ولما علاء يشوفني عندك
رمقته بعدم إهتمام لما تفوه به فقالت
إن شاء الله ربنا يسهل .. لازم أمشي قبل ما الوقت يتأخر
إيهاب أستني هاوصلك
رحمة لاء شكرا
قال بنبرة صارمه
هاوصلك لحد تحت البيت وهاطمن عليكي لحد ما تطلعي وهامشي
شردت ف عينيه
وأومأت له وقالت
توقف بسيارته أمام إحدي المراسي ع نهر النيل ...
ها وصلنا أخيرا ... قالتها صبا حيث معصوبة العينين
أها وصلنا بس خلي الشريطه ع عينيكي لحد ما أنا إشيلهالك ... قالها قصي ثم ترجل من السيارة ليلتف إليها وفتح الباب وأمسك بيدها ليساعدها ف النزول وقال
ع مهلك ... خليكي ماسكة ف إيدي
سار ممسكا بها حتي وصل أمام يخت ... وقف خلفها وقام بفك الرباطه من ع عينيها لتفتحهما ببطئ بسبب ضوء الشمس ... فأتسعت عينيها بفرحة غامرة عندما رأت حروف إسمها مضيئة بأعلي اليخت فقفزت بسعاده وقالت
أمسك يدها وقبلها وقال
كل سنة وأنتي روحي وحياتي ... كل سنة وأنتي طيبه يا عمري
أرتمت ع صدره لتعانقه وصاحت بسعاده
ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا
قصي عجبتك الهديه
صبا تسلملي يا حياتي
قصي تعالي أفرجكك عليه من جوه.. قالها ليفاجاءها وهو يحملها ع زراعيه فصاحت بمرح
قصي .. نزلني مش هتعرف تطلع اليخت وأنت شايليني كده
أنتي مش واثقه ف قدراتي ولا أي ! ... قالها وغمز بإحدي عينيه ليقفز بها إلي اليخت وهي متشبثه به
ليولج بها إلي الداخل لتقع عينيها ع أروع وأرقي مارأت من تصميم هندسي وأرقي ديكور فني وكأنه منزل عائم وليس يخت ... يسود اللون الأبيض الأثاث بأكمله .. مزود بالأجهزة الترفيهية ولا سيما ذلك الركن الصغير المليئ بقوارير الخمر والنبيذ وبعض المشروبات ... أخذها للطابق العلوي الذي تتوسطه طاولة يحيطها مقاعد جلدية ومخملية وبأعلي الطاولة العديد من الأطباق لمختلف الأطعمة يتوسطها قالب حلوي ينيره سبع وعشرون شمعة بعدد ماتمت من السنين .
كل ده عشاني ياقصي !! ... قالتها صبا غير مصدقه بفرحه غامره
أمسك بيدها وقال بنظرات عاشقه
أنا لو عليا نفسي أشتريلك كل الدنيا وأخليها ملكك ومابين أيديكي
رمقته بنظرات حب وهيام فقالت
قصي
قصي روح وقلب وحياة قصي
صبا
أنا بحبك أوي لدرجة مبقتش أقدر أبعد عنك ولا لحظه
غمرت ثغره إبتسامة عشق وقال
يعني مش هتحاولي تهربي وتبعدي عني تاني
أومأت له بالنفي وقالت
مبقاش ينفع أهرب عارف ليه
جذبها نحو صدره وهمس بالقرب من شفتيها وقال
ليه
صبا عشان من غيرك مقدرش أتنفس ولا أعيش أنت بقيت بالنسبه ليا الهوا والميه ... بقيت الډم الي بيجري ف عروقي ... بقيت النبض الي بيحيي قلبي الي بيدق بحروف إسمك
وإن إنتهت من كلماتها فغمر شفتيها بقبلات وكأنه يرتشف العسل من
فمها ... وهي تشد من معانقته بقوة حتي كادت تولج إلي ضلوعه لتمكث بداخل قلبه الذي ينبض بعشقها ...
إنتهت قبلات العشق والعناق الآسر ليبدأ كليهما بالإحتفال ... أغمضت عينيها وهي تدعو بداخلها ثم أنحنت نحو القالب لتطفأ الشموع ليغمرها قصي بعناقه وحبه .
في ضريح عائلة البحيري ...
تقف أمام قبر والدها تضع الصبار والأزهار بجواره ... لتسقيهم بعبراتها التي تنسدل ع وجنتيها الورديتين ...
أزيك يا حبيبي وحشتني أوي ... أنا عارفه إن أتأخرت عليك ... بس تعرف بحس إن روحك معايا ديما .. أنا نفذت وصيتك بس مبقتش قادره أستحمل يا بابا ... خاېفه لقلبي يكرهه وأنا لو كرهته عمري ماهقدر أحبه تاني ... قولي أعمل أي ... بحاول أقرب منه وهو لاء وكأنه بينتقم مني وميعرفش إن فضلت عايشه طول حياتي ع حبي ليه وأنا كنت عارفه إنه بيحب غيري وقلبه معاها ولما شاء القدر وبقيت معاه معرفش إنه هيبقي عذابي ...
صمتت وظلت تبكي حتي توقفت عن البكاء وأخرجت من حقييتها مصحف صغير وقالت
طبعا وحشك صوتي وأنا بقرء القرآن خاصة سورة الرحمن ... أبتسمت لتبدأ ف تلاوة آيات الله بصوت عذب تنصت إليه بإستمتاع
أنتهت من القراءه ثم أخذت تدعو كثيرا له ...
نظرت إلي ساعة الهاتف لتجد إنه مر عدة ساعات وعليها المغادرة ... ألقت نظره أخيره ع قبر والدها وقالت
مع السلامه يا حبيبي
غادرت الضريح وأستقلت السيارة
لينطلق بها السائق إلي القصر
يتراقصا معا ع إحدي الأغاني الغربية ذات الموسيقي الهادئة ...
أجابها بصوت وهو ف عالم أخر أممم
تساءل بمكر
حلو إزاي
صبا مليانه دفا وحنية عمري ما حستهم غير وأنا جواه
قصي عارفه ليه
صبا ليه
قصي عشان أتخلق علشانك أنتي
صبا يعني مكنش فيه حد قبلي
قصي طبعا كان فيه
أبتعدت برأسها عن صدره وعقدت حاجبيها وقالت بحنق
أه طبعا منهم الست سيلينا بتاعت روسيا والصفرا الي كانت معاك ف المكتب غير الله أعلم مين تاني ... أصلك كازانوفا عصرك وأوانك
قهقه من كلماتها وقال
أه لو أعرف بتغيري أوي كده
أبتعدت عنه وهي تزمت شفتيها وقالت
كنت هاتعمل أي أكتر من الي عملته ... ولا بتفرح لما بټحرق دمي
ضمھا إليه وقال
بعد الشړ عليكي من حړقة الډم .. بس بعشق ملامحك لما بشوفك غيرانه عليا بحس بحبك أد أي بتحبيني وأطمني أنتي الوحيده الي ملكت حضڼي ومربعه جواه
فقالت بإستنكار مصتنع
طب أنا مش بحبك وكنت بضحك عليك
قصي عيني ف عينك كده
قالها فحدقت ف عينيه التي تتسلط عليها أشعة الشمس وهي ف أودج غروبها لتتحول من لون الزيتون إلي لون العسل الصافي تلمع بسحر آسر لقلبها الذي أصبح يعشقه پجنون ... وهو كان كالتائه ف عينيها التي تشبه تعانق الجليد مع السماء الملبده بالغيوم الرماديه ... أقترب منها ويلامس وجنتها بأنامله وهو يرجع خصلاتها إلي خلف أذنها فهمس بشفتيه بنبرة عشق
بعشقك يا صبا القلب والروح
تفوهت بشفتيها لتجيب عليه
وأنا بعشقك ياقلب وعمر صبا
قصي تعالي أفرجك ع باقي اليخت
إبتسمت بخجل فقالت
هو لسه ف مكان مشوفتوش
حملها ع زراعيه وقال
طبعا وده أهم مكان ف اليخت كله
قالها وهبط الدرج وولج إلي داخل الطابق الأول ليتجه نحو رواق ليقف أمام باب غرفه ودفعه بقدمه ...
رن هاتفه فقال
مين الرخم ده الي بيتصل ف وقت غلط ده
ضحكت صبا وهي تنزل من ع زراعيه وقالت شوف ليكون حاجه مهمه
قصي
سيبك من الي بيتصل وركزي معايا مفيش حاجه أهم منك
خلاص رد الدنيا مش هتطير ... قالتها صبا
وقبل أن يخرج هاتفه من جيب بنطاله قام بخطڤ قبلة من شفتيها وقال
تصبيرة صغيره
نظر إلي شاشة هاتفه ليجد المتصل آندرو ... عقد حاجبيه بتعجب وقال
آندرو !!...
تجلس بجوار زوجها
النائم وتمسك بهاتفها تراسل إحدهم والإبتسامه تصل إلي أذنيها ثم أغلقت شاشة الهاتف وقالت بداخل عقلها
دمك خفيف يا ابن اللذين مش زي كتلة النكد الي نايم جمبي
قالتها سماح وهي ترمق طه النائم بجوارها بإزدراء ... نهضت من جواره ذهبت إلي المرحاض
صدح رنين هاتفه ليستيقظ من النوم بتأفف ... فأجاب بصوت يغلبه النعاس
الو ايوه ياعم كامل ....... حاضر أنا جاي دلوقت....... سلام
أغلق المكالمة وزفر بضيق ثم تناول علبة السچائر خاصته وأخرج واحده فأشعلها .....
خرجت من المرحاض تلتف حول جسدها منشفه قطنيه وتمسك بأخري تجفف بها خصلات شعرها المبتله ...
بقينا العصر وأنت لسه نايم ... قالتها سماح بنبرة تهكمية وهي تخلع المنشفه لترتدي ثيابها
أشاح بصره عنها وقال پغضب
أي الي بتهببيه ده ...مش ف نيله أوضه تغيري فيها
أنتهت من إغلاق سحاب ثوبها فقالت
الله هو أنا بغير أدام حد غريب !! ولا لازم أفكرك بإنك جوزي
طه سمااااااح ... أتلمي أحسنلك... أنا
أصلا مستحملك بالعافيه لحد ماتولدي وبعدها مش عايز أشوف وشك خالص
أقتربت منه وقالت بحنق
طب إيدك ع فلوس عشان محتاجه شوية حاجات هاروح أشتريها النهارده
طه مش لسه واخده من عمي ودتيهم فين !!
سماح محوشها عشان أأمن بيها نفسي وإبنك الي جاي ف السكه
رمقها
بإزدراء ولم يتفوه ... نهض متجها نحو غرفة الثياب وخرج منها يمسك بعدة ورقات من المال وألقاها ف وجهها
فصاحت پغضب
أنا مبشحتش منك ع فكره ياروح أمك... ده حقي عليك وڠصب عنك ... مش كفايه متجوزاك ع الورق وساكته
أقترب منها ليثني زراعها خلف ظهرها وقال
لسانك القذر ده ميجبش سيرة أمي الله يرحمها تاني ...والي مصبرني عليكي الراجل الي عايشين ف خيره ... يعني إحمدي ربنا إن أنا ببات معاكي ف نفس الأوضه وع سرير واحد وأنا أصلا مش طايقك وأرفان منك وكلمه تاني زي الي نطقتي بيها مش هيهمني حد وهنزل فيكي ضړب وأخلص منك والي ف بطنك وأرتاح من وساختك
ترك يدها وهو يدفعها نحو التخت وتركها وذهب إلي المرحاض ... أمسكت بساعدها تتأوه من أثر قبضته فقالت
اللهي تتشل ف إيدك يا بعيد .
طرقات ع الباب
أعتدلت من مظهرها فقالت
مين
أجاب الطارق أنا علا يا سماح هانم ... الغدا جاهز
سماح حاضر أنا نازله
نهضت وهي تلقي نظره ع هيئتها فغادرت الغرفة وف طريقها نحو الدرج ... توقفت لتسترق السمع أمام غرفة آدم الذي يصدح منها
متابعة القراءة