حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


الأخرى التي سيعقد معه الصفقة 
حمدلله على سلامتك يا عدنان بيه 
عدنان بثبات ونظرات ثاقبة كالصقر 
خلينا ندخل في المهم اعتقد إنك عرفت إن الملفات والتصميمات اللي وصلت ليك مزورة ومش الحقيقية وكمان الحقېر اللي وصل ليك على إنه من شركتنا ده واحد نصاب 
نظر سليم لآدم وتمتم مبتسما 
آه آدم بيه بلغني دي عملية ڼصب عيني عينك

عدنان باسما بشيطانية 
اللي عمل كدا غبي وعقله خيل ليه إنه هيقدر على عدنان الشافعي بس الحمدلله ياسليم بيه إننا لحقنا المصېبة دي قبل ما تمضي العقد معاه
هز سليم رأسه بإيجاب وتمتم 
أيوة الحمدلله
مد عدنان بالملفات الحقيقية على سطح الطاولة يعطيها لسليم الذي التقطها منه واستغرق دقائق وهو يتفحص كل جزء بها بإمعان وبالأخير تمتم مبتسما بإشراقة وجه 
فعلا دي التصميمات والاوراق اللي احنا متفقين عليها من البداية كدا نقول مبروووك علينا ياعدنان بيه أول تعامل بينا
أشار سليم لمدير أعماله بأن يخرج الاوراق الخاصة بالعقود وبدأوا كلاهما
بالامضاء على العقود وفور انتهائهم استقاموا واقفين وتصافح كل من سليم وعدنان الذي هتف بوجه سمح 
إن شاء الله يكون في اجتماع قريب بينا ياسليم بيه ونتكلم فيه على كل حاجة بالتفصيل
وأنا في الانتظار أكيد
سار سليم ومدير أعماله للخارج ولحق
به آدم فورا بعد أن القى نظرة خبيثة على أخيه كان نادر يجلس بمقعده وهو عبارة عن جمرة ملتهبة من فرط الغيظ والڠضب ولم يلحظ نظرات عدنان الممېتة له إلا عندما الټفت برأسه ناحيته في تلقائية فاربكته نظراته له لكنه ابتسم بطبيعة متصنعة وتمتم 
مبروووك ياعدنان وأخيرا صفقة العمر حصلت عليها رغم اللي حصل 
ابتسم بأعين تطلق شرارات مخيفة وهتف بكلمات ذات معنى 
اللي حصل ده كان بتخطيط مني والصفقة كانت بتاعتي من البداية مش عدنان الشافعي اللي تفوت عليه إن في شوية حواليه ودلوقتي هفضالهم
سقط قلبه في قدمه من الخۏف كان يحدثه وكأنه يعرف بكل شيء ويلقي إليه بالتلمحيات أن نهايته قد اقتربت كثيرا استقام واقفا وهتف مضطربا 
طيب أنا هروح ااا اشرب فنجان قهوة تحب اجبلك معايا 
شكرا 
استدار نادر واندفع لخارج الغرفة فورا مسرعا ولحظات ودخل آدم الذي قابل سؤال أخيه المهتم 
هااا عرفت منه أسم ومكان الحقېر اللي وداله الملفات المزورة
هتف آدم متنهدا وهو يجلس على المقعد المجاور له 
عرفت عرفت أنا مش فاهم إيه لزمته طالما عارف إن ال نادر هو اللي ورا الموضوع
تشجنت ملامح وجهه وظهر الحقد والڠضب عليه وهو يجيب على أخيه دون أن ينظر له 
الصفقة حاجة واللي هيوصلني ليه الراجل ده حاجة تاني
زفر آدم بعدم حيلة وطال النظر في أخيه لكم يرغب في أخباره بالعلاقة القڈرة التي تمارسها زوجته من خلفه لكن خوفه من ردة فعله يجعله يتراجع بكل مرة وخصوصا أنه مازال لم يتعافى تماما من أثر الحاډث 
خرج صوت آدم خاڤت ومترقب لرده 
فريدة مقالتش حاجة ليك صح 
حاجة زي إيه ! 
كانت جملة بنبرة قوية منه قابلت الصمت من آدم وهو يوميء بتفهم بينما هو فتوقف وسار للخارج وهو يتمتم بوعيد في صوت غير مسموع 
مش هتلحق تقول حاجة أصلا
حصل إيه امبارح ! 
كان سؤال فضوليا ومتحمسا من فريدة فردت عليها أسمهان بعصبية 
متحبليش سيرة امبارح نهائي يا فريدة بقى أنا ولادي محدش يصدقني ويصدقوا الحرباية بنت نشأت دي !
فريدة باستغراب 
ازاي يعني محصلش أي حاجة ولا حتى عدنان زعقلها ! 
ولا إي حاجة ! وطلعت أنا الكاذبة قدام ولادي 
لمعت بعين فريدة فكرة خبيثة حيث قالت بتشويق 
طيب أنا عندي فكرة وأكيد المرة دي هتصيب 
أسمهان بخنق ونفاذ صبر 
هي إيه 
فريدة بابتسامة لئيمة 
حاتم 
هيمن السكون على أسمهان للحظات تحاول فهم ما تلمح إليه حتى لمعت عيناها أخيرا وارتفعت الابتسامة الشيطانية لشفتيها
وهي تتبادل النظرات معها 
تقف جلنار في المطبخ وتقوم بتحضير وجبتها الصباحية المعتادة هي وابنتها وهنا تجلس فوق سطح المطبخ الرخامي وتتابع ملامح وجه والدتها المستاءة بصمت حتى هتفت بخفوت 
بابي قالي إنه مش هيتأخر ياماما والله 
جلنار بعصبية 
يتأخر ولا ميتأخرش بابي لسا تعبان ازاي يروح الشغل وإنتي ليه مصحتنيش 
ردت الصغيرة وهي تزم شفتيها بيأس 
هو قالي متصحيش ماما 
جلنار بغيظ 
آه لازم يقولك متصحيش ماما عشان عارف لو ماما صحيت مش هتخليه يخرج 
تنهدت الصغيرة بعدم حيلة ثم ابتسمت فجأة عندما قذفت فكرة في ذهنها وهمست لأمها بذكاء طفولي لطيف 
عارفة ياماما بابي امبارح قالي إنه بيحبك أوي
تسمرت بأرضها كالصنم واختفت علامات الڠضب عن وجهها بلحظة ليحل محلها الصدمة والسكون التام ثم همست بعدم تصديق 
هو قالك كدا !!!
 

تم نسخ الرابط