حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
هكذا ملازما إياه منذ مساء الأمس دون أن تحيد نظراته عنه !
في مساء ذلك اليوم
منذ الصباح ولا توجد أي أخبار سارة قلبها يتآكل خوفا وحزنا وكل ساعة والأخرى تجري اتصال بآدم تسأله عن إذا حدثت أي تطورات بحالته الصحية فيجيب عليها بالنفي تجاهد بصعوبة في تمالك
دموعها التي تحارب من أجل الأنهمار وصغيرتها لا تكف عن السؤال متي سيعود أبي هيا نذهب إليه إذا وبكل سؤال لها تجيب هي عليها بحجة مختلفة وثبات مصطنع حتى لا ټنهار أمام طفلتها وكانت تود أن تهتف وتخبرها من بين بكائها قلبي يؤلمني على أبيك مثلك تماما ياصغيرتي ولأول مرة أشعر باشتياقي له !
كفاية ياجلنار خلاص ليه العياط ده كله !
أجابت عليه من بين بكائها بصوت متقطع
أنا خاېفة أوي على دادا انتصار
احنا مش كنا عندها دلوقتي ولسا جايين وكانت كويسة الحمدلله خلاص بقى ارحمي نفسك وارحميني
توقفت عن البكاء ورفعت رأسها قليلا عن صدره وهي لا تزال بين ذراعيه وطالعته بوجه ممتليء بالدموع ونظرات بريئة احس لوهلة أن ينظر لطفلته الصغيرة التي لم تتعدى السنة ونصف فابتسم بتلقائية قبل حتى أن يسمع جملتها الألطف من نظراتها
رد عليها بخفوت هاديء وابتسامة دافئة
روحي هو أنا قولتلك لا !
اوووووف وبعدين ياجلنار !
هتفت بصوت تمكن من استيعاب كلماتها من خلاله بصعوبة بسبب بكائها الحار
إنت لما بتحضني أنا بعيط اكتر
فاقت من ذكرياتها ووجهها كله كان ممتليء بالدموع تبكي الآن ليس لمرض الخالة بل من أجله هو الجميع حولها سواه لا تعرف إلى متى سيظل نائما في ذلك الفراش البائس ألا يكفي هذا القدر ليعلم مقدار محبته في قلوبهم ألا يكفيه دموع الخۏف والړعب التي تسيل من عيونهم لا يحق له أن يؤلم قلبها في الخير والشړ ! يكفيه اللآم التي الحقها بها ستثأر
استقام آدم من مقعده بتلهف فور رؤيته للطبيب وهو يخرج من غرفة أخيه اسرع إليه شبه راكضا وسأل بقلق
وضعه إيه دلوقتي يادكتور !
علت ابتسامة مشرقة فوق ثغر الطبيب أعادت الأمل والروح لوجه آدم العابس منذ يوما كاملا وتابع الطبيب وهو يعطي البشرى المنتظرة بود وسعادة
تهللت أسارير آدم والبسمة ملأت وجهه كله وكأنه ثقلا ازاحه عن صدره بتلك البشرى المنتظرة لمعت عيناه بسعادة غامرة وډفن وجهه بين ثنايا كفيه متمتما براحة مرددا
الحمدلله ألف حمد وشكر ليك يارب
رفع وجهه وهتف يسأل الطبيب
طيب كدا هيخرج من العناية ولا لسا
اماء آدم برأسه في تفهم وعاد يطرح سؤاله الثاني بترقب
طيب اقدر ادخل اشوفه
هز الطبيب رأسة بالموافقة وتمتم ببعض للأسف
تمام بس اتنين بس اللي هيدخلوا ليه و كل واحد ثلاث دقائق بحد أقصى وبدون كلام كتير عشان متحصلش مضاعفات ويتعب
تمام يادكتور شكرا
على إيه وحمدلله على سلامته مرة تاني
الله يسلمك
ابتعد آدم بعد رحيل الطبيب وأجرى اتصال بأول شخص كان في آخر قائمة الاتصالات ووضع الهاتف على أذنه يستمع الرنين بانتظار رده
التقطت جلنار هاتفها ونظرت لاسم المتصل فقفزت جالسة بفزع وأجابت هاتفة بتلهف وهي تجفف دموعها التي مازالت فوق وجنتيها
أيوة يا آدم
لاحظ بحة صوتها وهي تجيب عليه فابتسم بإشفاق وهتف في فرحة
عدنان فاق ياجلنار وحالته كويسة الحمدلله
خرجت منها تنهيدة كان
بمثابة عودة الروح لقلبها المنفطر وظهرت على شفتيها الشاحبتين ابتسامة شكر وعادت الدموع تتجمع في عيناها مرة أخرى من السعادة
ثم ردت على آدم بصوت مبحوح
الحمدلله طيب اقدر ادخل اشوفه لو جيت يا آدم
ابتسم الآخر واردف بوداعة
انا متصل بيكي عشان كدا أساسا الدكتور قال اتنين بس اللي يدخلوا تعالي عشان تدخلي تشوفيه وكمان ماما هتصل بيها وهتيجي عشان تدخل وتشوفه
اتسعت ابتسامتها أكثر ثم سرعان ما قالت بريبة
وإنت مش هتدخل تشوفه !
ياستي تعالي انتي بس وملكيش دعوة بيا
هبت من مقعدها واقفة وقالت بحماس وفرحة
طيب طيب انا هلبس وآجي دلوقتي فورا
الفصل السابع عشر
ارتدت الملابس الطبية الخاصة بالزيارة ووقفت أمام
متابعة القراءة