حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
وباللحظة التالية فورا كانت تنزل إليه مسرعة حتى وقفت أمامه وهتفت باستغراب
في إيه مالك مشوار إيه اللي ظهر فجأة ده !!
هشام بجمود مشاعر
مفيش حاجة يازينة اطلعي فوق
ثم استدار وهم بالرحيل لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من التقدم هادرة بحزم
مالك ياهشام !!!
نزع قبضتها عن ذراعه بلطف وهتف في نبرة صلبة وأعين حادة
ولم يمهلها الفرصة لتحاول منعه من جديد حيث اندفع إلى الدرج يكمل طريقه للأسفل وقد عاد الألم والبؤس يعلو ملامحه من جديد بينما هي فظلت مكانها تتابعه وهو يتوارى عن أنظارها بحيرة وقلق !
كانت جلنار تجلس بحديقة المنزل تتصفح هاتفها وتجلس بجوارها ابنتها التي تلعب بألعابها في اندماج فانتبهت على صوت هنا وهي تهتف برقة تليق بصوتها الطفولي
جلنار بابتسامة دافئة
ماشي ياحبيبتي روحي
نزلت الصغيرة من فوق الأريكة وهرولت راكضة داخل المنزل حتى تشرب كما قالت لوالدتها وبتلك الأثناء انتبهت جلنار على أثر صوت الخطوات التي تقترب منها فدارت برأسها للجانب لترى أسمهان تسير نحوها بتعجرف وقوة كعادتها فتبتسم وتستقيم واقفة تستقبلها بصوتها العذب المحمل بلهجة السخرية
أسمهان بقرف
ده بيت ابني ووقت ما أحب هاجي يابنت نشأت مش هتمنعيني اجي ازور ابني وأشوف حفيدتي
ضحكت جلنار بتهكم على آخر كلماتها قبل أن تميل عليها وتهتف في قوة جديدة عليها
لعلمك أنا
سبت بنتي تفضل معاكي من يومين بمزاجي عشان أبوها ميشكش في سبب رفضي بس لكن أنا عمري ما آمن إن اسيب بنتي معاكي أبدا
الزمي حدودك ومتنسيش إن دي حفيدتي
حفيدتك اللي حاولتي تقتلي أمها وتقتليها وهي لسا في بطني
التهبت نظرات أسمهان بغل وحقد عارم قبل أن تبتسم فجأة بشكل مريب وتغمغم في خبث وأعين تلمع بوميض شيطاني
زي ما أنا عندي أسراري اللي مخبياها عن ابني إنتي كمان عندك وميعرفش عنها حاجة
التزمت جلنار الصمت لبرهة من الوقت تحاول فهم ما ترمي إليه حتى أدركت مقصدها فاتسعت عيناها بدهشة ثم رمقتها باشمئزاز وهدرت
أظلمت عيني أسمهان بنقم وغيظ لترفع كفها في الهواء تهم بصفعها لكن صيحة ابنها الغاضبة من الخلف جعلت يدها تتعلق بالهواء في صدمة
ماما !!!!
نهاية الفصل
الفصل الواحد والسبعون
ثم تحرك ووقف خلفها ليرفع يديه ويفك عقدة الشريط حول رأسها ثم ينزعه عنها لتفتح هي عيناها وتتجول بنظرها حولها مذهولة وبعينان متسعتان على أخرهم من فرط الصدمة
لطالما حلمت وتمنت أن تمتلك دار للأيتام تأوي فيه أطفال الشوارع المشردين وتعطيهم فرصة لحياة أخرى وجديدة بدلا من تلك التي سلبت منهم
كل اللي جاي ليكي وبس يارمانتي تتمني أي حاجة بس وأنا انفذها لو طلبتي نجمة من السما مش بعيدة عليكي
زاد انهمار دموعها فوق وجنتيها بصمت لتلتفت له وتطالعه بعشق وامتنان لأول مرة يراها تتطلعه بهذا الشكل لم يكن الحب الذي بعينها كأي مشاعر سابقة شهدها منها مختلفة حتى في ابتسامتها التي شابهت طفلة صغيرة أو بالأدق كطفلتهم تماما حين تستحوذها السعادة
ألقت بجسدها عليه وعانقته بحرارة وتركت العنان لشهقاتها حتى يرتفع صوت بكائها أكثر وتجيبه بصوت مبحوح من فرط البكاء
أنا لو هتمني حاجة تاني من ربنا هي أنه يخليك ليا ياعدنان
ويخليكي ليا ياحبيبتي إنتي وهنا وابني اللي جاي في الطريق
ابتعدت عنه ورفعت يديها تجفف دموعها لتهمس له باسمة بتعجب
أنت دايما بتتكلم عنه بصيغة الذكر إيه عرفك إنه هيكون ولد
ضحك ورد بثقة غامزا وهو يمد كفه ليتحسس بطنها
احساس قوي بيقولي إنه هيكون ولد
رأت في عيناه رغبته ولمعته المختلفة التي تعبر عن أنه يتمنى أن يكون الطفل الثاني لهم صبي فابتسمت وتمتمت بعدما مالت عليه ولثمت وجنته برقة
أن شاء الله يكون ولد ياحبيبي ويبقى شبهك كمان
دنى منها ولثم جانب ثغرها بحب ثم أردف بجدية امتزجت بحماسه
طيب تعالي يلا افرجك على الدار من جوا
لمعت عيناها بتشويق مماثل له وهتفت بفرحة غامرة
يلا
الفترة اللي كنت بغيب فيها الليل كله عن البيت وبرجع متأخر وبتكلم طول الوقت في التلفون وبعيد عنك كان بسبب تجهيزات الدار مكنتش عايزك تشكي ولا تعرفي أي حاجة إني بجهزلك للمفاجأة دي
طالت
متابعة القراءة