حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


قد ارتدت بنطال أبيض اللون يعلوه كنزة من اللون الأسود وفوقها جاكت من اللون البني وتركت خصلات شعرها تتطاير بحرية على أكتافها وظهرها 
خرجت من غرفتها واتجهت إلى أمها الجالسة على الأريكة أمام التلفاز تشاهد إحدى البرامج الصباحية انحنت عليها وطبعت قبلة حانية على وجنتها متمتمة 
صباح الخير يافوفا 

التفتت ميرفت لها برأسها وردت بإشراقة وجه من رؤيتها لابنتها وهي كلها نشاط وحيوية هكذا 
صباح النور ياحبيبتي على فين كدا 
معايا محاضرة في الكلية هروح احضر بما إني ليا فترة مش بروح الجامعة 
ميرفت بحنان أمومي 
طيب ياحبيبتي روحي وخلي بالك من نفسك 
اماءت لها بالموافقة واستدارت بجسدها تهم بالانصراف لكنها توقفت مجددا وأخذت نفسا عميقا قبل أن تستدير مجددا نحو أمها وتقول
بوجه جامد 
صحيح كلمي طنط نرمين وقوليلها إني موافقة 
وقعت الكلمات على ميرفت وقع الرعد حيث قالت پصدمة حقيقية امتزجت ببعض الفرحة 
موافقة على رائد ! 
أيوة ياماما ولما ارجع نبقى نكمل كلامنا أنا همشي دلوقتي عشان مستعجلة 
ميرفت بسعادة غامرة 
طيب ياحبيبتي روحي عشان متتأخريش ترجعي بالسلامة أن شاء الله
كانت فريدة تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب من القهوة لها ولم تشعر بأسمهان التي تسللت من خلفها ووقفت خلفها مباشرة هاتفة بصوت منخفض أقرب للهمس 
قريب أوي هتكوني برا القصر ده وابني بنفسه اللي هيرميكي منه
انتفضت فريدة بفزع على أثر صوتها والتفتت فورا للخلف بقسمات وجه مزعورة لكن ثواني قصيرة واختفت علامات الزعر من على محياها ليحل محلها الغطرسة بعدما أدركت كلامها وقالت 
هيرميني أنا !! وده ليه بقى إن شاء الله 
أسمهان بغل ونقم ملحوظ في عيناها 
اللي بتخططيله من ورانا قريب اوي هنعرفه وسعتها هترجعي للژبالة اللي جيتي منها وقريب أوي هعرف إيه اللي مخبياه وبتعملي أيه من ورا الكل ومبقاش أنا أسمهان الشافعي أما رميتك زي الكلاب برا القصر ده
ضحكت فريدة بسخرية وردت عليها في نظرات شيطانية ونظرة كلها ثقة 
معتقدش يا أسمهان هانم وأنا من رأي إننا منستبقش الإحداث يعني الافضل خلينا نتفاجيء بنهاية القصة هتكون إزاي بدل ما نتوقع على الفاضي 
قبضت أسمهان على ذراعها پعنف وهتفت بوعيد يلمع في عيناها 
نهاية القصة معروفة من البداية مش محتاجة نستني ونتفرج بنفسنا نهايتها إن الژبالة بيرجع للژبالة بتاعته لأنه مهما عاش في النضافة هيفضل ژبالة بأصله 
لم تثير كلماتها ڠضب فريدة التي على العكس كانت هادئة تماما وتطالعها بابتسامة مثلجة غير مبالية ثم ردت عليها وهي تهم بالانصراف 
هنشوف يا أسمهان هانم عن أذنك 
ثم سحبت يدها من بين قبضتها ورحلت بكل برود مما أشعل غيظ أسمهان أكثر وازدادت حقدا وغل لها متوعدة لها بالقريب العاجل أن تكون خارج حياتهم تماما للأبد 
داخل شركة الشافعي تحديدا بمكتب عدنان في الطابق الثالث 
بينما كان يجلس على مقعده أمام المكتب ويقوم بإنهاء أعماله كانت هنا تجلس على الأريكة وتمسك بهاتف والدها تشاهد أحد أفلام الاطفال المشهور القط والفأر وبين آن والآخر تنطلق منها ضحكة طفولية وعفوية عندما تشاهد مشهدا مضحكا فيلتفت لها برأسه ويبتسم بدفء ويعود ويكمل عمله 
طرق الباب عدة طرقات خفيفة قبل أن ينفتح
وتدخل ليلى وهي تمسك بيدها إحدى الملفات الخاصة بالعمل وتقترب من عدنان تقف بجواره وتقول برسمية 
الأوراق دي محتاجة توقيع حضرتك يافندم 
التقط من يدها الملفات وتفقدها متمتما دون أن ينظر لها 
عملتي إيه في موضوع نادر ياليلى 
ليلى بعبوس 
للأسف مفيش أي حاجة في مكتبه وتصرفاته كلها طبيعية حتى الآن ! 
رفع نظره عن الأوراق ونظر لها وهو يهز رأسه بإيجاب وعينان شاردة تفكر بشيء آخر فطرحت ليلى سؤالها وقالت بتساءل واهتمام 
طيب حضرتك هتعمل إيه ياعدنان بيه الملفات دي مهمة جدا وفيها صفقة بملايين ! 
ابتسم عدنان بنظرات غريبة ثم قال بثقة وصوت خشن 
إنتي لسا جديدة معايا ومتعرفنيش اصبري واتفرجي ياليلى هعمل إيه 
لاحت ابتسامة على ثغر الأخرى نظرة كلها ثقة وتشوق بينما هو فقال وهو ينظر لابنته 
اطلبي ليا ولهنا يا ليلى غدا من المطعم 
نظرت إلى هنا المنشغلة بالمشاهدة على الهاتف وابتسمت ثم رجعت برأسها ناحيته وقالت بود 
تحت امر حضرتك 
عدنان بنظرة محبة 
هنون تعالى ياملاكي 
تركت
الهاتف من يدها فور سماعها لصوت أبيها وهو يطلب منها القدوم إليه توقفت وتحركت إليه حتى وقفت أمامه فحملها واجلسها على سطح المكتب أمامه وغمغم بحنو أبوي 
دلوقتي وقت الغدا جه وطنط ليلى هتجبلنا الأكل عشان نتغدا تحبي بقى ناكل إيه ياحياتي 
انحنت ليلى عليه وقالت بمداعبة بسيطة شبه ضاحكة 
مش كبيرة عليا شوية طنط دي ياعدنان بيه 
انطلقت منه ضحكة بسيطة ثم أجابها من بين
 

تم نسخ الرابط