حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
اتجوز هنا بنتك !
اتسعت عيني جلنار بدهشة من عبارته لكن سرعان ما داهمها شعور بالضحك فور تخيله لرد زوجها كيف سيكون فراحت تكتم على فمها بيدها تمنع انطلاق صوت ضحكتها بينما عدنان فظلت نظراته الثاقبة مستقرة فوق ذلك الجسد الصغير الواقف أمامه والغيظ يتأجج في صدره فنقل نظره إلى ابنته التي تتابع بعيناها ما يحدث بسكون وفي عيناها تظهر ابتسامة اشعلت نيران أبيها أكثر
بنت مين ! أنا معنديش بنات للجواز يلا ياحبيبي روح العب بعيد عند أبوك
تبددت حماسة الطفل وظهر العبوس على محياه بوضوع وهو يتجول بنظره بينهم جميعا بالأخص هنا التي زمت شفتيها بضيق بدورها !
لحظات وفور رحيل الطفل عقدت هنا ذراعيها أمام صدرها وهتفت محدثة أبيها معاتبة وهي حزينة لأنه ضايق صديقها وجعله يعود لوالده حزينا
ضيق عيناه بذهول من رد ابنته
وفورا هتف بحدة وانزعاج ملحوظ
بت اكتمي بلا بابي بلا قرف كمان لسا مطلعتيش من البيضة وجايبالي العرسان وراكي في ديلك
داخل منزل هشام الرفاعي
كانت زينة كامنة بغرفته الخاصة بالعمل تجلس فوق الأريكة وبيدها تمسك بكوب من القهوة الساخنة ترتشف منه بحذر حتى لا ېحترق فمها وعيناها عالقة على صورة زواجهم المعلقة على الحائط أمامها
لم تفق من شرودها به إلا على صوت خطواته بعدما دخل الغرفة واقترب ليجلس بجانبها على الأريكة ويهمس باسما في مغازلة
عروستي الحلوة بتعمل إيه وحدها هنا !
تلونت وجنتيها بلون الحمرة وقالت في استحياء امتزج بتذمرها
ابتسم ورد عليها بخبث متعمدا ليشعل حيائها أكثر
ليه بتتكسفي !
اشاحت بوجهها عنه وردت مغلوبة في امتعاض من مكره
اه بتكسف خلاص !
تنهدت زينة بعدم حيلة ثم التفتت بوجهها له وابتعدت عنه ببطء لتترك مساحة فارغة بينهم هامسة
تحب اروح احضرلك الفطار ياحبيبي إنت صاحي من النوم وأكيد جعان
فعلا إنتي عندك حق عندك إيه بقى أكل للفطار
تراجعت للخلف مرة أخرى فوجدته يقبض على ذراعها ويجذبها إليه بقوة هامسا في غيظ
الله ما تثبتي إنتي عمالة ترجعي ورا ليه هو أنا هاكلك !!
زينة بتلقائية ونظرات يملأها الخجل والريبة
أنا فعلا حاسة إنك هتاكلني !
لا ياحبيبتي ده تعبير مجازي بس ده ميمنعش إني نفسي فعلا اااا
ابعد كفها عن فمه واردف بغمزة خبيثة وهو يضحك
طب ما أبوس أنا إيدك احلى
هبت واقفة وهي تضحك مغلوبة منه وردت وهي تسير لخارج الغرفة
أنا هروح احضر الفطار ياحبيبي عايز حاجة معينة !
لمعت عيناه بوميض مختلف ورد في حماس
لو قولتلك أنا عايز إيه هتعمليه يعني
زينة وهي تهز رأسها بالنفي وتضحك
لا
احتقن وجهه ورد عليها بغيظ وانزعاج
اطلعي برا يازينة برا !
قبل أن ترحل
بحبك ياهشومتي
تركته يرمش بعيناه عدة مرات مدهوشا من عبارتها ورفع سبابته ووسطيته متمتما
بحبك وهشومتي في جملة واحدة !
أنا آسف بقى على اللي هعمله إنتي السبب !
ثم اندفع لخارج الغرفة ولحق بها ليحملها فوق ذراعيه على حين غرة فأطلق هي شهقة عالية بفزع وتقول
بتعمل إيه نزلني ياهشام !
سار بها تجاه غرفتهم وهو يهتف بعبث
إيه إنتي مش عايزة هشومتك يقولك هو كمان بيحبك قد إيه !
تقف خلفه وتتحول بنظرها بين أرجاء حديقة المنزل الواسعة وهو أمامها يضع المفتاح في قفل الباب ليفتحه ووسط شرودها انتشلها صوته وهو يقول
ادخلي يامهرة يلا !
خطت بقدماها أولى خطواتها داخل المنزل منزلها ! وراحت تتجول بنظرها بكل ركن به وهي تبتسم ثم هتفت بإعجاب
الألوان جميلة أوي يا آدم بظبط زي اللي اخترناها
ابتسم ورد بحنو
الحمدلله إنها عجبتك تعالى بقى نكمل بقية البيت عشان لو في أي حاجة مش عجباكي
تشاوريلي عليها واغيرها
رمقته بنظرة تفيض عشقا وامتنان ثم سارت معه للطابق الثاني وعلى وجهها ابتسامة عريضة تملأ ثغرها
دخلوا غرفة الأطفال معا وأبدت أيضا عن إعجابها الشديد بها وأنها بالضبط كما رغبت ووسط اندماجهم بالحديث في جدية ذكرته بأسماء أطفالهم الذي تود تسميتها فاستشاط غيظا واڼفجرت هي ضحكا على منظره ليشوب اللحظات جوا مرحا خلقته هي بمهارة
غادروا غرفة الأطفال وبينما كانوا في طريقهم لغرفة النوم أوقفها أمام الباب واحاطها بذراع من كتفها والذراع الآخر رفعه ليغلق على عينيه بكفه
متابعة القراءة