حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


ولهجة آمرة 
أنا هبقى مش طبيعي فعلا لو مكلتيش يلا كلي
من يده وقالت 
ميرسى خلاص أنا هكمل وحدي 
لم يعترض وتركها على راحتها يشاهدها بتركيز وتأمل وهي تأكل مجبورة كل لحظة والآخرى ترفع أناملها لتبعد خصلاتها المتمردة عن عيناها وتعيدهم خلف أذنها وبالمرة الأخيرة سبقها هو وابعدهم بكامل اللطف والحنو فرفعت نظرها إليه تتابعه وهو يملس على شعرها ويبعده بأنامله توقفت المعلقة بالطريق قبل أن تصل لفمها من دهشتها بتصرفاته الغريبة والغير مألوفة بعد أن انتهى وسحب أنامله ابتلعت ريقها ورفعت المعلقة لفمها لكن وقف الطعام في حلقها فجعلت تسعل بقوة وحين تمكنت من أخذ أنفاسها قليلا رأت يده يمدها بكوب الماء هاتفا 

خدي اشربي وكلي على مهلك 
جذبت الكوب من يده بقوة في غيظ من تصرفاته التي لا تفهمها لا تزعجها بالعكس تماما لكن يستفزها كونها لا تفهم سبب
تحوله الجذري ارتشفت كوب الماء كله دفعة واحدة وانزلته ثم قالت بحدة 
إنت عايز إيه بظبط !! 
فهم ما تلمح إليه ومقصدها ليبتسم بساحرية ثم يهز كتفيه بعبث متمتما في لؤم وانامله وجدت طريقها لوجنتها 
ولا حاجة مراتي تعبانة وبهتم بيها فين الغلط في كدا !!! 
شيل إيدك 
لم يعاندها وامتثل لطلبها وهو يبتسم بمداعبة بينما فهي فعادت تكمل طعامها لكن قبل أن تدخله لفمها مرة أخرى شعرت بمعدتها تتقلص تحثها على التقيء رافضة الطعام الذي دخل إليها فكتمت على فمها بيدها ووثبت من الفراش واقفة تهرول تجاه الحمام لتقف أمام المرحاض تفرغ به جميع محتويات معدتها بما فيها ما تناولته للتو 
كان صوت تقيأها مرتفع وكأن روحها تخرج معه اسرع هو إليها غير مباليا بتقأيها يحيطها بذراع وبالآخر يثبت خصلات شعرها خلف ظهرها 
بعد لحظات طويلة توقفت أخيرا ففتحت صنبور المياه بيد مرتعشة لتغسل وجهها وانفاسها متسارعة وقد عاد الدوار يداهمها
وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء ثم ابتعد عنها حتى يحمل الطعام ويعود به للمطبخ وبعد دقيقتين عاد لها من جديد 
فوجدها متكورة في الفراش كالجنين وترتجف پعنف واسنانها تحتك ببعض من شدة ارتجافها ليسمع صوتها الذي يكاد يسمع بصعوبة 
ب ردان ة ياعدنان دفيني 
احس بلكزتها الضعيفة فوق صدرها معبرة عن رفضها لما يفعله لكنها ليست في حالة تمكنها من الشجار معه فاستسلمت واكتفت بجملتها الساخرة والمغتاظة 
قولتلك دفيني مش احضڼي 
سمعت بضحكته الخاڤتة يجيبها في مشاكسة 
ماهي دفيني دي بنسبالي احضڼي ياعدنان 
قلبك بيدق جامد ليه !!! 
عدنان بهمس جميل لاثما شعرها بعمق 
تفتكري ليه !! 
هزت كتفيها بجهل دون أن ترفع رأسها وتنظر له فحصلت على الرد منه بالصمت للحظات حتى سمعت صوته ينسدل كالحرير ناعما محملا بعواطف جديدة 
قربك منه بيخليه مش على بعضه
صدمها الرد وتجمدت بين يديه واحست بالبرودة تعود لجسدها مرة أخرى لكن ذلك لم يمنع الابتسامة من الخروج لثغرها تاركة نفسها تستمتع بسماع دقاته الناتجة عن قربها منه كما أوضح للتو وماهي إلا دقائق قصيرة وكانت تغط بنوم عميق وبعدها بدقائق هو أيضا أغمض عيناه مستسلما للنوم 
توقف بسيارته أمام بناية منزلها ثم الټفت برأسه لها يحدجها مبتسما بدفء فتبتسم الأخرى باستحياء وتهمس في رقة 
ميرسى يارائد بجد انبسطت جدا النهارده 
رائد في ابتسامة عريضة وبحنو هتف 
تعيشي واسعدك دايما ياقلب رائد
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت شالا قصيرا من الصوف صنعته يدويا ومدته له في خجل ورقة جميلة 
كويس إني منستش كنت هنسى ادهولك
التقطه من يدها يتطلع له بإعجاب كان من اللون الړصاصي وسميكا لكي يبث الدفء في الجسد 
نظر لها وقال مبتسما بدهشة 
إنتي عملاه !!!
أماءت برأسها في إيجاب وهتفت بتشوق لمعرفة رأيه 
أيوة إيه رأيك 
رفعه ولفه حول رقبته في وجه مبتسم يجيب عليها في نظرات كانت لها أثر عميق على نفسها 
جميل أوي تسلم إيدك ياحبيبتي شكرا على الهدية الجميلة دي
زينة بسعادة عفوية تميل للطفولية قليلا 
بجد عجبك يارائد !
طبعا عجبني هو ده سؤال برضوا كفاية إن إنتي اللي عملاه بإيدك الحلوة دي
زينة بفرحة وخجل 
الحمدلله كنت خاېفة ميعجبكش
ثم تابعت كلامها بعد لحظات طويلة نسبيا من الصمت بينهم تودعه بعجلة وإشراقة وجهها البريء 
يلا أنا هطلع بقى عشان اتأخرت وماما قلقت عليا أكيد
قبل أن تفتح الباب وتنزل وجدته يمسك بكف يدها ويرفعه لفمه يلثم باطنه بعمق ويتطلع لها في أعين أثرت قلبها ثم يخرج همسة عاطفية
بعينان لا تحيد عنها 
بحبك
اڼصدمت واضطربت بشدة لكنها تصلبت بمكانها لدقيقة كاملة تحدقه بعدم استيعاب ولا تصدق ما سمعته أذنها هل حقا
اعترف لها بحبه للتو ! كانت تسمع الأحاديث الكثيرة حول تأثير تلك الكلمة ولم تكن تصدق لكنها عاشت اللحظة
 

تم نسخ الرابط