حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
الجلوس ويهتف بجدية
اقعدي احنا لسا مخلصناش كلامنا
ردت عليه بقسۏة غير معهودة منها
بعتقد انو خلص ممكن تترك إيدي
تأفف حاتم بنفاذ صبر ثم هب واقفا واتجه نحو باب الغرفة في خطوات قوية واغلق الباب پعنف ثم عاد لها وهتف بشيء من العصبية
نادين أنا خلقي ديق وإنتي عارفة كدا اتكلمي وقولي إيه اللي حصل
وأنا مو طلبت منك تهتم بشو مضايقني إنت ياللي سألت وأنا رديت وقلتلك ولا شيء
حاتم پغضب
ياسلام امال إيه موضوع الصور ده وكذاب ومعرفش إيه !!
نادين ببرود تام وهي تهم بالانصراف
بتقدر تعتبرني ما قلت شيء
القت بجملتها واندفعت نحو الباب في خطوات سريعة فلحق بها وجذبها من ذراعها هاتفا بسخط
نظرت ليده المقبضة على ذراعها بقوة فاشتعلت نيران ڠضبها وصاحت به منفعلة
وهي تسحب يدها من بين قبضته
وأنا بالنسبة إلي الكلام خلص ياحاتم ما تنسي حالك وتقربلي بهاي الطريقة مرة تاني عم تفهم ولا شو !
رفع حاجبه في استنكار ملحوظ بنظرته من أسلوبها الجديد ولاحت ابتسامة متسلية فوق ثغره على عكس حالته الغاضبة منذ قليل
لا تقرب حاتم لا تقرب قلتلك !!
لا يبالي لتحذيرها اللطيف كان هدفها بث الخۏف بهذا التحذير ولكنها فعلت العكس ظلت تتراجع وقد نست أن نهاية هذا الاتجاه هو الحائط فاصطدمت بظهرها به والتفتت برأسها للخلف تتطلع للحائط بتوتر ثم عادت برأسها إليه وحدقته بشراسة تليق بجمال أنثى فاتنة ورقيقة مثلها
ابتسم باتساع اكثر حين رأى سكونها التام واستسلامها وهي تتطلع إليه بعينان شاردة فغمز لها بعيناه البندقية وتمتم شبه ضاحكا
فاقت من رحلتها القصيرة على أثر صوته وغمزته فزاد توترها وخجلها أكثر وبعفوية وضعت يديها الناعمتين على صدره ودفعته بعيدا عنها فارتد هو للخلف وهرولت هي نحو الباب تفر منه قبل أن يمسك بها مرة أخرى فتحت الباب وكانت على وشك الرحيل لكنها توقفت والتفتت له برأسها هاتفة بغيظ ووعيد حقيقي
تفوهت بتلك الجملة ورحلت فورا دون أن تغلق الباب حتى خلفها من فرط توترها بينما هو فضحك بخفة وهو يلوح بيده في عدم حيلة
عودة إلى القاهرة في مصر
أخرج آدم هاتفه من جيب بنطاله بعد ارتفاع صوت رنينه الصاخب قرأ اسم المتصل الذي ينير الشاشة ثم رد بخشونة صوته الرجولي
هاا عملت إيه
رد عليه الطرف الآخر بأسف
للأسف يا آدم بيه لغاية دلوقتي مقدرتش أوصله
صړخ
به بصوت جهوري لكن سرعان ما حاول إخفاض نبرته عندما تذكر أنه موجود بالمستشفى
وهو أنا باعتك تدورلي عليه عشان تقولي مقدرتش اوصله بكرا عايز ده يكون قدامي وقبل ما البوليس يمسكه فاهم ولا لا
أجاب عليه الآخر بنبرة متلعثمة قليلا تحمل القليل من الخۏف
حاضر يابيه
انزل الهاتف واغلق الاتصال ثم اتجه نحو أقرب مقعد وجلس فوقه قم رفع كفه ماسحا على وجهه متأففا بإرهاق وتعب لمح الطبيب يخرج من غرفة أخيه فتوقف وهرول مسرعا يلحق به قبل أن يرحل
اوقف الطبيب وسأله باهتمام
طمني يادكتور حالته تحسنت شوية ولا لسا زي ماهي
لمس الطبيب نبرة القلق والارتعاد في صوت آدم فابتسم له وقال مربتا على كتفه بنبرة متفائلة
للأسف لسا زي ماهي بس متقلقش إن شاء الله هيقوم بالسلامة ولغاية بكرا الصبح ممكن كل حاجة تتغير وحالته تتحسن ويفوق كمان
تنهد آدم بأسى ورد في تمنى
يارب متشكر جدا يادكتور
على إيه ده واجبي
انصرف الطبيب وبقى آدم يقف بأرضه متسمرا في حزن ثم تحرك بقدماه نحو زجاج
الغرفة ووقف أمامه من الخارج ينظر لأخيه المتسطح على الفراش امعن النظر به في قلب منفطر للحظات حتى خرجت همسة تحمل في طياتها الوعيد وكلها ڠضب
أنا شاكك في حد وصدقني لو طلع هو السبب في الوضع اللي إنت فيه دلوقتي ده مش هرحمه
خرجت فريدة من الحمام وهي تجفف وجهها بمنشفة صغيرة فصك سمعها صوت رنين هاتفها تحركت باتجاهه والتقطته تنظر للشاشة وتقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل باسم لميا تأففت بخنق ثم حركت اصبعها على شاشة الهاتف لتفتح الاتصال
متابعة القراءة