حكاية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


ياماما 
اندفعت نحوه ورفعت يديها تحتضن وجهه بينهم هاتفة پبكاء وندم صادق 
أنا آسفة ياحبيبي اوعدك إني هكون الأم اللي تفتخر بيها بجد أنت وعدنان لا يمكن اغلط أي غلطة تاني وازعلكم مني إنتوا كل حاجة بنسبالي دلوقتي وعندي استعداد اتخلي عن أي شيء في سبيل إنكم تسامحوني
طال تمعنه بها في استسلام اڼهارت جميع حصونه ولم يعد بإمكانه الصمود أكثر من ذلك مهما فعلت ستظل أمه ومهما حدث لن يتوقف عن الاشتياق لها لن يتمكن أبدا من كرهها حبها فطرة خلقه الله بها ! 

لانت نظراته الصارمة وأصبحت دافئة كطفل صغير وهو يجيبها بتأكد 
واحنا ملناش غيرك ياماما ! 
تلك الجملة تأثيرها عليها كاد أن يجعلها تفقد وعيها من فرط السعادة و أعادت الضوء والبهجة لوجهها المنطفئ فوجدت نفسها ټنفجر باكية وهي تعانقه بقوة هاتفة بحړقة وحنان أمومي 
وحشتني أوي يا آدم وحشتني يابني ربنا يخليك ليا أنت وعدنان وميحرمنيش منكم
هو أيضا أحس بروحه التائهة استقرت بجسده بعد عناقها له ليتمتم بدفء 
وإنتي كمان وحشتيني ياماما بس اللي عملتيه كان صعب جدا أننا نتقبله ويمكن لغاية دلوقتي مش قادر أصدق ولا أتقبل بس مقدرش أنكر أن حتى أنا اشتقت ليكي وللأكل من إيدك وحضنك ليا وحجات كتير 
أسمهان بضحكة مشرقة وفرحة غريبة 
بس كدا من عنيا ياحبيبي مفيش حد هيعملك الأكل غيري في البيت من هنا ورايح لغاية فرحك ولا سماح ولا غيره
مال عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسا بحنو 
بربنا
يديكي الصحة ويخليكي لينا 
لم تتحدث فقط استمرت بالتحديق به في ابتسامة عاطفية وعينان دامعة من فرط الفرحة لا تصدق أن أخيرا كل شيء سيعود لطبيعته بعد أن كادت أن تفقد الأمل في نيل مسامحة أولادها وعودتهم لها أخيرا تحققت أمنيتها التي لطالما قضت الليالي السابقة تدعي ربها بها 
داخل منزل حاتم الرفاعي 
ردت عليه بلهجتها اللبنانية الرقيقة 
كل خير ان شاء الله ياحياتي 
زاد تعجبه أكثر لكنه اكتفى بابتسامته العبثية وقرر عدم السؤال مرة أخرى فإن كانت تخفي شيء عنه حتما سيظهر 
نادين پصدمة وخجل بسيط 
ما أنا فاهمة بقصد خبرني
بالأول حتى اطلع لبعيد على الأقل مش هيك بتنزع الفوطة قدام وشي 
حاتم ببرود مستفز متعمد إثارة غيظها 
طيب اديني ضهرك خلاص عشان انزعها 
نادين بضحكة مغلوبة 
بلا سخافة ! 
بادلها الضحك وهو يجيب 
مهو هرد عليكي اقولك إيه يعني خلاص مكسوفة اطلعي برا ياحبيبتي 
اتسعت عيناها پصدمة على ردوده الجريئة لتهب واقفة وتهتف بغيظ وعدم حيلة 
يا الله صبرني على هاد الوقح لك ما في ذرة خجل عندك 
حاتم ببرود وضحكة بسيطة 
أيوة يعني أنتي عايزة إيه برضوا مش فاهم اغير طيب ولا هتطلعي ولا هتعملي إيه بظبط !!!
ضړبت كف على كف وهي تضحك بصوت عالي ثم استدارت توليه ظهرها دون أن تتحدث كإشارة له أن يبدأ في ارتداء ملابسه 
ارتدي بنطاله وانحنى على الفراش يهم بالتقاط قميصه لكن يده توقفت بمنتصف الطريق حين لمح شريط أبيض اللون وبداخله شرطتين باللون الأحمر رمش بعيناه عدة مرات في صدمة وعدم استيعاب ثم التقطه بين ذراعيه يتأمله بتدقيق أكثر وكأنه يتأكد مما يراه بعيناه حتى فجأة صدح صوته وهو يضحك بذهول 
نادين ده اختبار حمل صح ! 
ابتسمت باتساع حين سمعت جملته وفورا استدارت له لتطالعه بفرحة وتوميء بإيجاب فتجده ينقل نظره بينها وبين الشريط بعدم تصديق ثم القى به فوق الفراش بإهمال واندفع نحوها ليحملها فوق ذراعيه ويدور بها في سعادة ولم يتوقف إلا حين سمع صوتها وهي تهتف ضاحكة 
حاتم بيكفي نزلني 
وقفت على الأرض ورأته يسألها بسعادة مفرطة وحماسة غريبة 
اوعي تكون دي حركة من حركاتك اللي بتعمليها علطول والله اعلقك في المروحة يانادين
قهقهت بقوة وردت عليه باللهجة المصرية ساخرة 
لا طبعا أنت مش شايف قدامك يعني بعدين هكدب عليك في حاجة زي كدا إزاي أنا حامل بجد
حاتم 
بجد بجد
أي عنجد شو صار لك أنت !!
حاتم بابتسامة تملأ وجهه كله 
مش مصدق من كتر الفرحة يانادين والله
لفت ذراعيها حول رقبته وهمست بدلال أنوثي 
لا صدق راح تصير أب عن قريب جدا وراح يكون عندنا ولد
ربنا يخليكي ليا يانادين لا يمكن تتخيلي أنا فرحان إزاي دلوقتي ياحبيبتي أنا بحبك
نادين بغرام وعاطفة جياشة 
وأنا كمان بحبك أوي 
ضمھا لصدره وهو يتنهد الصعداء بابتسامة سعيدة ووسط لحظاتهم الغرامية والخاصة قطع ذلك رنين هاتفه فألقى نظره عليه من بعيد يقرأ اسم المتصل وسرعان ما تأفف بغيظ ليقول وهو يبعد زوجته عنه 
عدنان ! دايما كدا هادم للحظات السعيدة 
مد يده والتقط الهاتف ثم
هتف يوجه حديثه لنادين
 

تم نسخ الرابط