حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
لا تريد خدماته وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا
كريم انا زهقت انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي
لتضيق عين كريم وهو يسمع ټهديدها
ولو قولت لاء يامرام
فلم تتمالك نفسها فالغربة أصبحت قاسېة عليها
يبقي هنزل مصر انا خلاص زهقت من حياتنا
حياة أتبنت غلط حياة أتبنت عشان تمنع ڤضيحة عيلة الشرقاوي
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها کرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحاړقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه
وهتف معاذ بمرح
مستعدين نتمشي شويه في المنتجع جو العصاري دلوقتي حلو اووي
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
فهتف معاذ من أجل ان يريحها
استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
انا هطلع أجيبها متتعبش حد
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين
فأرتبكت من وجوده وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
ففتح كنان عيناه بأرهاق
هل أنت بخير
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها
ليجدها تقترب منه بقلق
لا تبدو انك بخير
فتمتم بتعب
انا بخير ورد اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده لتخبره بأبتسامتها الهادئه
مسكن للصداع
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
العفو لم أفعل شئ لأشكر عليه
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم
يراه من قبل في من عرفهن
وأنصرفت من أمامه بفستانها البسيط المحتشم
يبدو ان قلبي اصبح يريدك ورد
أنعشت مهرة جسدها بالماء الدافئ كي تزيل عنها أعباء اليوم فاليوم كان لديها جلسة بالمحكمة من أجل قضية خلع أنتهت بمصالحة الزوج للزوجه ثم ذهبت لعملها الأخر بعد ان كان لدي مني علم بتغطية تأخيرها وعندما جاءت للعمل كانت مهمتها ان تذهب لجاسم اليوم أيضا بأوراق احدي المناقصات يومان علي التوالي تذهب لمنزله لأنه اراد الراحه بالمنزل
وتنهدت ساخرة
ماهو صاحب الشركه
وتابعت بحالمية
امتي ارجع صاحبة عمل من تاني واشتغل حرة نفسي
ووجدت يد ورد علي كتفها تكتم صوت ضحكاتها
بتكلمي نفسك يامهرة
فطالعتها مهرة بأستياء
ديما مطلعاني من أحلامي
ودفعتها بيدها
تعالي معايا اودي ملف الصفقة ديه واوعدك نتمشي شويه في الهواء الطلق
فضحكت ورد وهي تفرد ذراعيها بأرهاق
متحاوليش تقنعيني عرضك مرفوض
فأحتقن وجه مهرة وهي تجد ورد تتسطح علي الفراش فعلمت انا لا مفر من الذهاب بمفردها
وأرتدت ملابسها سريعا وأنصرفت تحمل الملف متوعده لمني لما تضعه عليها من مهام
وأخيرا وصلت لوجهتها ودون جدال كالعاده مع الحارس دلفت تتباطئ بخطواتها
تستمتع بالهواء المنبعث من الحديقه المصفوفة بعناية
وفتحت لها مدبرة المنزل السيدة
هدي بأبتسامه دافئه مرحبة بها ووجدت جاسم يهبط الدرج ويتحدث بهاتفه بطريقة عملية
وأنتظرت ان ينهي مكالمته ولكن يبدو ان المكالمة طويله فأشار إليها ان تستريح وتنتظره
ودلفت لغرفة مكتبه فتأففت مهرة بحنق فهي تريد ان تعطيه ملف المناقصه وتخبره بالتعديلات التي تمت في الأوراق وتنصرف فالظلام قد حل
ووضعت ملف المناقصة علي الطاولة التي أمامها
وخرجت من الشرفه التي تطل علي المسبح والحديقة
لتستنشق الهواء بمتعه
وفجأة انصدح صوت المفرقعات عاليا فألتفت تتأمل الأضواء في الظلام فيبدو يوجد حفله في أحدي الفلل القريبه
كانت تتابع انطلاق المفرقات بأشكالها ولم تدرك ان كلما تحركت قدميها للخلف اقتربت من المسبح
وأنزلقت قدماها لتهوي في ماء المسبح
الفصل الثالث عشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
شهقت شهقات متتالية وهي ترفع رأسها من أسفل الماء ولخبرتها القليلة بالسباحة ولحظها ان حمام السباحه لم يكن ممتلئ بالكامل تحاول ان تخرج دون مساعدة
لتجد جاسم متسع العينين وقد خرج للتو من الشرفة مصډوما
بتعملي ايه هنا
سؤال كان عبقريا فالمواقف تظهر أحيانا عبقرية عقولنا الخارقة
وبدء عقله يستعب الموقف فأنفجر ضاحكا وهو يقترب من حوض السباحه كي يلتقط يدها ولكنها نفرت يده الممدوده وصعدت بمفردها بملابسها المبتله صاړخة بوجه
انت بتضحك علي ايه
فما زاد من صړاخها الا ازدياده بالضحك فمهرة تقف أمامه يقطر الماء منها ونظارتها في يدها وتمسح عيناها
لو سامحت بطل ضحك
هتفت بنرة ممتعضه ليتوقف جاسم عن الضحك متسائلا بجديه
اوعي تقوليلي كنتي نازله حمام السباحه تعومي بهدومك
ليتهكم وجهها من سخافة الموقف
رجلي اتزحلقت ووقعت
فعاد يضحك مجددا وهو يتخيل الموقف
انت ماصدقت تلاقي حاجه تضحك عليها
ونظرت إلي ملابسها بيأس فكيف ستعود لمنزلها هكذا
انا هروح كده ازاي
وعطسة فجأه ليدرك ان الموقف بات سخيفا وأنها إذا ظلت هكذا ستمرض وزفر أنفاسه بقوه وهو يهتف
ياهدي
لتأتي هدي اليه مصدومه من هيئة مهرة ولكن سريعا ماتجاوزت صډمتها
خدي مهرة أوضتي فوق وشوفيلها اي حاجه تلبسها
وسارت من امامه تعصر ملابسها الغارقة بالمياة تتحاشا نظراته
ووقف يطالعها يضرب كفوفه ببعضهم
البنت ديه مواقفها فظيعه
وعاد يتذكر هيئتها فأبتسم
صعدت إلي غرفته مع هدي التي ذهبت تجلب لها شئ من ملابسها
نظرت لغرفته الواسعه ثم ركضت للمرحاض كي تزيل عنها ملابسها المبتله
وبعد مرور عشر دقائق كانت جالسه في المرحاض الفسيح تقلب في أنواع الزيوت العطرية والشامبوهات التي لأول مره تراها
أعجبها الحمام بكل مافيه
الفلوس حلوه برضوه
وأمسكت أحدي علب الشامبوه تشم رائحته
ريحته حلوه اووي اما اسأل مدام هدي علي سعره عشان اجيبه ليا انا و ورد
وطرقت هدي باب المرحاض
الهدوم قدام الباب هنزل اعملك حاجه سخنه وأطلعلك تاني
وفور مغادرة هدي ألتقطت الملابس الموضوعه أرض وأغلقت باب المرحاض لتنظر للملابس فتجدها واسعة بعض الشئ فالسيدة هدي ذات جسد ممتلئ قليلا ولكن طولها قريب منها لا يتعدي الفارق ثلاث سنتي
كانت الملابس عباره عن بلوزة قطنية بأكمام وبنطال قطني يبدو أنها ملابس خاصه بالنوم
ونظرت لوسع الملابس عليها وخرجت بعد ان جففت شعرها وعقدته كما كان
لتجد هدي تدلف للغرفة بكوب من الليمون الدافئ
تناوله لها
اشربي ياحببتي عشان متتعبيش
فتناولته منها ليأتي دور سؤال كيف سقطت فأخبرتها وهي ترتشف من كوب الليمون
لتضحك هدي فتنظر إليها مهرة بأمتعاض فالكل يضحك عليها
حتي انتي يامدام هدي
فتمتمت هدي بأعتذار
أسفه يابنتي بس الموقف فعلا مضحك
وجاهدت علي كتم ضحكتها لتضحك مهرة هي الأخرى
يعني هي جات عليكي يامدام هدي ما السيد جاسم ماصدق
فأبتسمت هدي وهي تربت علي ذراعيها بحنو
كلنا معرضين لمواقف زي ديه واسوء كمان وكله بيتنسي
وأنهت مهرة احتساء الليمون متذكرة ماكانت ترغب في السؤال عنه وسألت هدي بالفعل لتبتسم هدي وهي تجيب
ديه كلها حاجات مستورده وبلاش اقولك علي السعر
فطالعتها مهرة بفضول
ليه يعني قولي يامدام هدي
أصل ريحته عجبتني
وفتحت فاها كالبلهاء بعد ان أخبرتها هدي عن سعره
يارتني ماكنت سألت
وناولت هدي الكأس الفارغ
شكرا يامدام هدي
وتابعت برجاء
ياريت تحاولي تنشفي هدومي بسرعه
فتذكرت هدي أمر ملابسها ونهضت كي تأخذها
لتجعل الخادمه الأخري تهتم بأمرهم
وأنصرفت هدي للأسفل وأخذت مهرة تتفحص الغرفة
اوضه مش بطاله
وضحكت وهي ټضرب جبهتها
هنكدب علي نفسنا
ووجدت باب آخر صغير في الغرفه فذهبت نحوه ونظرت داخله
هي ديه بقي الاوضه اللي بيقولوا عليها غرفة الملابس ياسلام ياسلام علي العز
وتابعت وهي تدلف لداخل الغرفة الموضوع بها ملابسه بعناية
ماله الدولاب كل الهدوم فيه فوق بعضها
وأنبهرت من كم الملابس الأنيقة المتنوعه ونهرت نفسها
ايه اللي انا بعمله ده
وخرجت من غرفة الملابس تجلس على فراشه الواسع منتظرة بملل قدوم هدي لها بملابسها
ومر الوقت حتي بدأت تشعر بالنعاس لتنظر إلي الوقت فالساعه أصبحت التاسعه مساء
ونهضت نحو الأسفل تستجعل هدي حتي لو سترتدي ملابسها مبتله
وهبطت تبحث عن هدي او فوزيه التي تعرفت عليها في السابق ولكن وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه ووقعت عيناه عليها فأبتسم فهيئتها اليوم تجعله يقاوم ضحكاته بصعوبه
بدوري علي مين
فتأففت بحنق
مدام هدي انا عايزه هدومي عشان أروح
وزمت شفتيها بضيق ثم عطست بقوه
وأقترب منها جاسم وكاد ان يضع يده علي جبينها يتحسس حرارتها فأشاحت وجهها بعيدا عنه
فأبتسم وهو يشير لها
تعالي اقعدي ارتاحي
وجلست بالفعل تنتظر ملابسها وأصبح مشروب ساخن يأتي وراء أخر وجاسم يجلس علي مقربة منها تخبره بما أخبرتها به مني عن التعديل الذي تم بعدما أمر هو بذلك
وعطست بوجه ليبتسم قائلا
انا ماصدقت الدور بدء يخف من عندي
فضحكت ولأول مرة تضحك معه دون ان تشعر ببغضها عليه
يعني هو الدور جيه عليا
فضحك علي تعبيرات ملامحها ووجدها تنهض بفزع
الساعه 11 انا لازم أروح
ووقفت تدور حولها تهتف
يامدام هدي الله يخليكي انا عايزه أروح هاتي الهدوم حتي لو لسا مبلوله
لتأتي لها هدي بالملابس وهي تتنهد براحه
لاء كل حاجه تمام
وصعدت درجتان نحو الأعلي ولكنها عادت تنظر الي هدي بأرتباك ونظرات جاسم تخترقها
فين اوضتك يامدام هدي
فسارت هدي امامها لتتبعها وجاسم يقف يطالعها مبتسما من أفعالها المجنونه
وعادت إليه بعد ان ارتدت ملابسها واخذت حقيبتها وكادت ان تغادر مهرولة كي تلحق مواصله لبيتها ولكنها وقفت علي صوته
مهرة السواق بره هيوصلك
ونظر لساعه يده
الوقت أتأخر ومينفعش تروحي لوحدك
وكادت ان تعترض الا أنه أشار بحزم
ده أمر علي فكره
ولحاجتها لتلك المواصله أرضخت لأمره وأخرجت هاتفها لتجد ان البطارية فارغة فعلمت سبب عدم مهاتفة ورد لها
وقفت ورد بلهفة عندما رأتها تدلف من باب الشقة
اتأخرتي كده ليه يامهرة انا قلقت عليكي
فزفرت أنفاسها بضيق وهي تتذكر كل ما مرت به الليله كانت لا تريد أن تحكي ولكن
لاء انا لازم احكي يمكن أنسي
فأتسعت عين ورد متسائله بقلق
ايه اللي حصل
لتقص عليها مهرة كل ماحدث لټنفجر ورد ضاحكه
أوسكار انيل موقف ياكسفتك يامهرة
وركضت ورد وهي تري الشړ علي وجهها لتجد فجأة حذاء يضرب ساقيها
ماشي ياورد
وضړبت علي فخذيها بضيق
حتي انتي ياورد
وندبت حظها
اه ياكسفتك يامهرة قدام الأعداء
لتتابعها ورد علي أعتاب غرفتها ضاحكة
كل حلفائك خانوك ياريتشارد
وقبل ان يضرب الحذاء الآخر وجهها أغلقت باب حجرتها وصوت ضحكاتها يعلو
في غرفة يحاوطها الظلام كانت رقية تغمض عيناها بآلم لا يراها إلا كشقيقه مازال يذكرها بالحلوي التي كان يجلبها لها وهي طفله وزفرت أنفاسها وهي تتمتم أسمه بأمل
أمتي يامراد هتحس بمشاعري
وتذكرت زواجه منذ ثلاثة أعوام وانفصاله عن زوجته بعد أشهر يومها عاد الأمل يتدفق إليها من جديد
منديلا ورا آخر تلقي به في السلة الصغيره التي بجانب مكتبها وعطست بقوة
جعلت مني ترفع رأسها من علي الأوراق
يرحمكم الله
وضحكت وهي تعد لها كم عطسة عطستها
ديه
متابعة القراءة