حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه
انا لم اصلي العصر
فحدق كنان بها مبتسما منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب
لم يتبقى الا ساعه
جواد يصلي حقيقه لأول مره يكتشفها
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه
لما لم تيقظني جواد عقاپا لك اليوم لا يوجد حلوه
فركض جواد اليها معتذرا
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت
كنان هيا صلي بنا
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه
أليس كذلك ورد سنكون معا
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها
نعم حبيبي
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه عائله دفئها يذكره بوالديه
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها
هتفت والدتها بقلق لتنظر لها بتوتر تضع بيدها على جبينها
ده إرهاق مش اكتر ياماما متقلقيش عليا
فربتت والدتها على ظهرها بحب
ربنا يقويكي يابنتي طمنيني عليكي مع جوزك
فدارت آلمها سريعا عنها
الحمدلله ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم
أرادت أن يكون مفاجأة لهم ولكن اليوم شعرت بحماس جاسم ورغبته في معرفة جنسه وجاء ما تمنت هي فكانت تتمنى أن ترزق بذكرا كانت تسير تتباطأ بذراعه إلى أن جلسوا على الطاوله التي سبق وحجزها لتناول العشاء وقضاء أمسية ممتعه
فضحك وهو يداعب خدها برفق
يارب ديما مبسوطه ياحببتي
ثم تابع مازحا
ومسمحاني كده علطول
ومر الوقت وهم يضحكون ويتناولون الطعام ويتحدثون بخطط عن طفلهم وعنهم لتقترب منهم إحداهن مرحبه
جاسم الشرقاوي مس معقول
فنهض جاسم يصافحها مبتسما
ازيك ياعايدة هانم
كانت مهره عيناها عالقه علي تلك السيده التي تعرف هويتها فمن لا يعرف عايدة الدميتري الاعلاميه المشهوره فهي معجبه ببرنامجها وتعشق شخصيتها
فأشار لها جاسم مخاطبا
مدام مهرة مراتي
فتفحصتها عايده ببطئ وصافحتها بأبتسامه هادئه لتتسع ابتسامه مهرة وهي تخبرها انها تعشقها ومعجبه بها
وجلست معهم عايده إلى أن تأتي
إحدى صديقاتها
عايده هانم يامهرة شقيقة نرمين
فأبتسمت عايده بزهو وهي تحرك يدها علي خصلات شعرها
نرمين ديما بتتكلم عنك بفخر ياجاسم واخدك قدوة ليها وتابعت وهي تحدق بمهرة التي بهتت ملامحها من محاصرة نرمين لها حتى في الأشخاص
رغم شركاتنا الا ان نرمين عايزه تطلع السلم من أوله وتتعلم أصول السوق
مدح لم تكفي به عايده عن شقيقتها وجاسم يبتسم مؤكدا أن نرمين ستكون مستقبلا سيدة أعمال ناجحه
إلى أن جاء اتصال لجاسم فنهض عنهم معتذرا
عن اذنكم
فنظرت نحوه مهره تتابع خطواته فوجدت عايدة تحدق بها بنظره متفحصه
تعرفي كان عندي فضول اشوف مرات جاسم علي الطبيعه واتكلم معاها
ومالت نحو الطاوله
أول مره يسئ اختياره مش معقول جاسم بذكائه يسيب كل بنات العائلات ويتجوزك انتي
وعادت بجسدها تستند على ظهر مقعدها بترفع
سوري ياحببتي بس انا اتعودت ابقى صريحه
وقبل أن تهتف مهرة بشئ وجدت جاسم يعود إليهم يطالع شحوب زوجته اما عايده نهضت تخبره
اسيبكم انا بقى سهرة ممتعه
وانصرفت فتعجب جاسم من سكون زوجته وعاد يجلس جانبها يمسك كفيها بكفيه
مهره فيكي ايه
كانت جامده شاحبه وعيناها تحدق به
الفصل الرابع والخمسون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
فتح عيناه وهو يفرد ذراعه نحوها ليجد الفراش جانبه خالي فأعتدل في رقدته ينظر للظلام الذي يحاوط الغرفه ويفرك عيناه كي يفيق ونهض بعدها من فوق الفراش هابطا لاسفل يبحث عنها فوجدها متكورة على نفسها تحاوط جسدها بشال ثقيل وتجلس على احد المقاعد المطله على ساحه الحديقه وترتشف مشروب ساخن لايعلم إلى الآن ماذا حدث له منذ ذلك العشاء فبعدما أنهى مكالمته وعاد إليها كان الشحوب يحتل وجهها وصامته إلى أن عادوا للمنزل وهي علي نفس صمتها وسكونها
فقد بدء في الأوان الاخيره يشعر بأنطفاء روحها طبيعتها المشاكسه وتهورها بدأت شعلتها تنخمد وهذا ليس من شيم طباعها
واقترب منها بخطوات قلقه وعيناه لم تتحرك عنها إلى أن أصبح خلفها مباشرة
مهره ايه اللي مصحيكي
وتابع وهو يسحب احد المقاعد الخشبيه ويجلس أمامها
الجو ساقعه عليكي دلوقتي قومي ندخل جوه
فأبتسمت وهي ترتشف من مشروبها
متقلقش عليا انا كويسه والجو جميل
فرفع كفيه يضم وجهها بدفئ يداعب بشرتها البارده
لو مقلقتش عليكي هقلق على مين
آلم جثم على قلبها خوف اهتمام قلق حب وشخصا هي مسئوله منه لم تختبر كل تلك المشاعر يوما
لم تعش الدلال لم تفكر يوما بحالها وعندما بدأت الحياه تعطيها
نظروا لما في يدها ولم يفكروا هل عوض الله يأتي من فراغ
ووجدته يقترب بمقعده منها أكثر ومال بوجه نحوها حتى اختلطت أنفاسهم
فين زوجتي المشاغبه انا مش متعود على هدوئك ده
فقلبت عيناها وهي تحدق به
في سبات عميق
فتعالت ضحكاته في سكون الليل
طب صحيها عشان قلبي بدء يقلق
طيب اوجاعها وعادت معه بروحها المرحه رغم چروح قلبها الا ان كلمات سهير كانت دوما تقف في حلقها كالعلقم فلم تنسى يوم عزاء والدها ولا حديثها بأنها لا تري فيها الا والدتها وسيكون مصيرها مثلها امرأة هجرها زوجها فعاشت خلف الأطلال تبكي بصمت
واندفعت نحو احضانه بعد أن كان يشاكسها قليلا
جاسم هو انا ليه حبيتك
قالتها پبكاء فأبعدها عنه وهو يعلم أنها ليست بوعيها
ينهار منيل يابنت زينب بتقولي لجوزك ليه حبيتك اومال عايزه تحبي مين انطقي
فأبتعدت عنه ببطئ تنظر إليه وتحسست جبينه
منيل وينهار انت متأكد انك جاسم جوزي
فأنفجر ضاحكا
لاء مش متأكد ياحببتي يمكن اكون عفريته مثلا
وانقلب الوضع في لحظات بسيطه لتجد نفسها تضحك وتشاكسه بل وأخذت تقبل وجنتيه بقوة
بقيت جميل اوي ياجاسم
وجاسم يضحك على طفولتها وكل يوم يدرك أن قلبه اختار من يراضيه ويسعده
حملقت رفيف للاطباق الموضوعة بالحوض بحنق ثم نظرت لعلياء التي تقف جانبها تعد وجبة الغداء قبل أن تنصرف للمعهد الذي تدرس فيه
سأجلب خادمه تقوم بمهامي وسأدفع لها الراتب
فألتفت إليها علياء حانقه
وايدك راحت فين ما انا واقفه جنبك بحضر الاكل اللي هاجي اطبخه
فطالعتها رفيف بأستياء ثم عادت تنظر للاطباق التي بالحوض ولم تجلي أمس
انا لست خادمه هنا انتي تريدي ان تكوني خادمه فالأمر لك اما انا لا
لترفع علياء حاحبيها ثم صفقت لها بقوة
حلوه المحاضره ديه ما علينا هتغسلي الأطباق يارفيف انا كل يوم بقوم بشغل البيت بدالك وبضحك على عمار واقوله بتساعدني وانتي كل اللي وراكي يااما بتخرجي أو بتكلمي صحابك الفرافير
فأتسعت عين رفيف بعدما سمعت نعت صديقاتها اللاتي يعدون من صفوة المجتمع
أصدقائي فرافير ماذا تعني فرافير علياء
فوقفت علياء تفكر قليلا كي تشرح لها معنى الكلمه
افهمهلها ازاي ديه
واقتربت منها تحاوط كتفيها بلطف
بصي يارفيف عشان نعدي الايام اللطيفه مع بعض انسى حياه هوانم جردن سيتي وعيشي حياتنا
فحدفت بها رفيف بعينيها الزرقاء
لا أعرف كيف تعجبكم تلك الحياه
فأبتعدت عنها علياء زافره أنفاسها بضيق
مالها حياتنا الحمدلله احنا احسن من غيرنا بكتير انا فقدت الأمل فيكي وهتتعلمي شغل البيت يعني
هتتعلمي شغل البيت
وقبل أن تدفعها للحوض نظرت إلى هيئتها
بذمتك ده منظر واحده هتشمر وهتقف علي الحوض روحي يابنت الناس اقلعي الماركات اللي بتلبسيها ديه وألبسي حاجه
من عندي تليق بالمقام
فتهجم وجه رفيف ونظرت لهيئة ملابسها التي لا تعلم أهي ملابس للبيت ام الخروج
انا ارتدى منك انتي
فأغمضت علياء عيناها تهدء من روعها ثم عادت تفتحهما
امسكها من شعرها دلوقتي ولا اعمل ايه
فمالت رفيف نحوها تسألها
ماذا تقولي علياء
فحملقت بها علياء بسماجه
بقول كل خير عايزاكي زي الشاطره كده تحضري الغدا النهارده لجوزك
واشارت لوجبة الطعام التي جهزتها للطهو
ورينا شطرتك النهارده
وتحركت بعدها تجمع كتبها وتضعها في حقيبتها وهي تستمع لسباب رفيف الذي لم تفهم معناه الا كلمه واحده تعلم ترجمتها تماما واغلقت باب الشقه خلفها وهي تهتف بنفاذ صبر
انا غبيه يا ام لسان معوج ده انا اساس الذكاء
نظرت سهير للطعام الموضوع أمامها على طاولة وأكرم ابنها يمدح فيما صنعته والدة ضحي الطعام كان لذيذ وشهي ولكن مع سهير لم يروق لها شئ
فمضغت سهير الطعام بأمتعاض وهي تستمع لوالدة ضحى تخبر ابنها ان ضحى من طهت الطعام
ضحي هي اللي طبخت الاكل كله
فأبتسم أكرم لخطيبته التي تجلس أمامه متورده الوجه
تسلم ايدك ياضحي
فأزداد امتعاض سهير لتلوي شفتيها بتهكم
مش بطال الاكل بس المفروض مدام
في ضيوف بنتك متجربش فيهم
فأحتقن وجه أكرم لتنظر والدة ضحي تجيب عليها
كلك ذوق ياست سهير بس انا بنتي مبتجربش في حد وحتى لو جربت هي بتجرب في ناس غريبه ما انتي في مقامي ولا أيه
فشعرت سهير بدلو ماء يسكب عليها ولم تعرف كيف تتحدث
وضاقت عين أكرم پغضب ونظر إلى والدته
ماما
وتابع بلطف
انا اسف ياجماعه
وأخذ يعتذر منهم وداخله ېحترق من أفعال والدته فماذا سيفعل معها فقد فعل الكثير ولكن هي لا تتغير
وعبست ملامح سهير وهي تراه كيف يعتذر منهم وصمتت من أجله بحنق فلا شئ يأتي مع تلك العائله وكأن ابنها كان الفانوس السحري لهم
فشعرت ضحي بيد والدتها على يدها تربت عليها تدعمها تحمدالله أن زوجها ليس هنا فلولا حب ابنتها لذلك الشاب لكانت أنهت كل شئ بلحظتها ونظرت إلى أعين ابنتها الداعمه لاكرم الذي كان يطالعها بكل أسف واعتذار
تذوق الطعام ببطئ وابتلعه بصعوبة وهو ينظر لرفيف التي تسأله كيف يبدو الطعام
ما رأيك انا قد صنعته
فحدق عمار بها ثم بالطبق الذي أمامه وهو لا يعلم بماذا يجيبها
ليسمع صوت علياء وهي تتقدم نحوهم بعد أن أبدلت ملابسها وجلست على مقعدها
يادي الهنا اللي انا فيه رفيف عمله لينا الاكل
وفور أن وضعت المعلقه بفمها انسكب الطعام منه
ايه ده
فطالعتهم رفيف وهي تتناوله
ما رأيك علياء انه لذيذ أليس كذلك
فمسحت علياء فمها وأبتلعت أكبر قدر من الماء
اسمها ايه الاكله ديه
فتحمست رفيف وهي تخبرها اسم الاكله ووصفتها بالفرنسيه لتطالعها علياء بأعين متسعه
عمار هو
متابعة القراءة