حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
للغاية عليهم
انا مش زعلانه ان طلع ليكي اخ خاېفه مصيرك يبقي زي يزهق مني ويرميني ويرجع لحبه القديم تفتكري بابا هيعملها فيا هعيش نفس احساسي من تاني
كان يقف علي اعتاب الغرفه يطالعها بأنكسار اخبرته عن حياتها كثيرا وما عانته دوما كانت طفله هادئه هشه تكسرها كلمه كما تسعدها لم يكن يقصد جرحها ولكن الايام يبدو كانت تختبر حبهم مجددا والاختبار يأتي دوما صعب هو بين زوجه وابن وابنه رضيعه
اصبر كنان أتركها تستعب الامر لا تنسي انها متعبه ورد لا تكره احد فلا اتوقع انها ستكره ايهم
فتنهد بأسي فأسعد لحظاتهم تحولت لكابوس
لكن ستكرهني عائشه
تحرك دون هواده في مرر المشفي يستمع لصړاخها بعد ان امهلها الطبيب بضع الوقت من اجل ان تلد طبيعيا
لم يتحمل رؤيتها وهي تتألم ففضل الوقوف بالخارج وترك المهمه لأكرم فخرج اكرم يهندم ملابسه وعلي وجهه اثار التعب والشحوب
فطالعه جاسم وهو يضغط علي ديديه بقوه ثم سمع صړاخها بأسمه فأتجه اليها بلهفه وانحني نحوها
مهره ربع ساعه بس استحملي وهتدخلي غرفه العمليات
فدفعته بيدها بقوه من شده الالم
جاسم ألحقني ھموت
وصړخت پبكاء
انده الدكتور بدل ما ارفع عليك وعليهم قضيه
فاتسعت عيناه وضحك من همه فدلف الطبيب ينظر الي حالتها
مش عايزه اولد خلاص
ضحكت ورد بسعاده وهي تحمل صغيرتها بين أيديها وتحادث شقيقتها باكيه ورقيه وريم كل منهما تجلس جانبها علي طرفي الفراش
بټعيطي ليه ياورد دلوقتي ما انتي شيفاني اه كويسه
فمسحت دموعها
كان نفسي أكون معاكي
فتنهدت مهرة بتعب
فضحكت رقيه وهي تتلاعب بالصغيرالقابع بين ذراعيها
لتهتف ريم بملل
تعالي امسكي التليفون وانا اشيله شويه
فنظرت ورد لتجمعهم حول شقيقتها براحه عبر الهاتف
شوفتي ياورد عملين فيا ايه دول بيتخنقوا علي مالك
فأبتسمت ورد وهي تستمع لها وتضحك حتي انتهت المكالمه
نظرة لهيئتها عبر المرآه برضي متنهده بضيق
لم ينفذ مراد قرارها بها ولكن منذ تلك الليله التي اخبرته فيها
عن الرسائل وهو بعيدا عنها
فسمعت خطواته بعدما عاد من عمله لتخرج من غرفتها فوجدته يجلس مغمض العينين بوجه مرهف
ففتح عيناه للحظات ثم عاد يغلقهما دون رد واقتربت منه
مراد اعمل ايه اكتر من كده
فنظر اليها وهو يزفر انفاسه ببطئ
متعمليش حاجه يارقيه
فهتفت بصياح بعدما شعرت ببروده حديثه
انت بتعمل معايا كده ليه اكتر من اسبوعين بتتعامل معايا ببرود
فضحك وهو يطالعها
الحب والدلع مش نافع يارقيه خلينا نجرب الوضع ده شويه
فتعلقت عيناها به فنهض من جانبها ثم استدار نحوه يلقي عليها كلمات اراد ان يصيب بها هدفه
إلهام بتكثف جهودها عشان ترجعي بس ما عرفت تستغل تلعب بيكي
تنهدت عايدة بضيق وهي تري شقيقتها تبكي امامها
اعمل ايه اكتر من كده عشان يقدر يشوفني ياعايده لو تشوفي فرحته ازاي بأبنه حتي رحلت لندن لغاها لتاني مره
فأبتسمت عايدة وهي تتذكر رغبة شقيقتها القويه بتلك الرحله
بصراحه يانرمين انا الموضوع ده طلعته من دماغي انا دلوقتي داخله علي الانتخابات مش فاضيه
فأبتسمت نرمين بحزن بعد ان أصبح الحديث مع شقيقتها بهذا الامر ينتهي بنفس الكلمه وكادت ان تنهض فهتفت متسأله
عايده هو انتي كنتي تعرفي موضوع السرقه مش نادر ده كان السواق بتاعك
فلوت عايده شفتيها بأستنكار
ده كان المتوقع من الواحد زيه
فاستاءت نرمين من اجابتها لتنهض من مكانها تجر اذيال الخيبه علي حالها فلم تعد محاولاتها تجدي بنفع
فألتقطت عايدة فنجان قهوتها ترتشفه تتذكر تلك المكالمه التي استمعت اليها من قبل نادر مع احدهم عن استغلال كرم فهو لقرابته من جاسم لتقرر تطرده من عمله معها حتي تعطيه الفرصه بأن ينفذ خطته وانفرجت شفتيها بأبتسامه متهكمه وهي تتذكر رسالته التي اراد بها ان يثبت التهمه علي كرم فهو يعلم كرهها لمهرة ولكن هي الان تحسم قرارتها بدقه حتي تكسب عضويتها بمجلس الشعب
نظر لصغيره بسعاده وهو يحمله بين ذراعيه مداعبا اياه بأنامله هاتفا
اهلا بيك في حياة بابا استاذ مالك هيبقي عندنا اسرار كتير مع بعض بس انت اكبر بسرعه
فأبتسمت مهرة وهي تستمع اليه فضمھ اليه بحب ثم اتجها ليعطيه لها ثم مال علي جبينها يلثمه بحنان وجلس جانبه يطالعها وهي تنظر لأبنهم فأرتسمت علي شفتيها أبتسامه واسعه
انت بتبصيلي كده ليه
فأبتسم اكثر وهو يتأملها
أفتكرتك يوم حفلة جواز كريم ومرام لما اتخنقتي مع أشكي
فلاحت الذكري امام عينيها وابتسمت
بتفتكر ذكريات مشرفه ليا ياحبيبي
فضحك وهو يرفع كفها ليقبلها
اه ذكرياتنا ديه هي اللي بتغفرلك لما بفضل اضحك من غير سبب
وضحك اكثر عندما تذكر ما فعلته مع الوفد الايطالي لتضحك هي الاخري حتي بكي الصغير بصخب ليقطع لحظتهم
فطالعته وهي تمد له به كي يحمله
سكته بقي يابتاع الذكريات الابوه مش ببلاش
فألتقطه وهو يتذكر تلك الجمله ثم نظر اليها وتعالت صوت ضحكاته اكثر يحرك صغيره بين يديه
قصدك الامومه ياحببتي تعالا ياحبيبي بابا اربيك انا افضل منها ديه كتله من المصاېب
فأبتسمت وهي تري حبه لطفلهم كانت اكبر سعاده منحتها لها الحياه ولم تشعر بعدها فقد سقطت في عالم الاحلام
أقترب ريان من شقيقتها التي زادت ذبولا وشحوبا بعد ان طردتها عمار من حياته رغم انه عرف بحملها
فربت علي ظهرها بحنان
رفيف لما البكاء حبيبتي هو لا يستحقك
فمسحت عيناها بحزن
لم اصدق انه تركني هكذا ريان حتي طفله عمار قاسې
وعادت تبكي بآلم
لا يريد ابنا مني ريان لم يصدق انه منه
فأغمض ريان عيناه بضيق فما يمنعه عن عمار هي علياء علياء التي لم يعد يلتقي بها وقرر المحاربه من اجل الوصول اليها ولكن حكاية شقيقته جعلت الوضع صعبا
هذه نهاية صداقتك من ناريمان
فسلطت أنظارها علي الفراغ الذي امامها وهي تتذكر مافعلته بها
لينتبه ريان لرنين جرس المنزل فنهض من جانبها لتهتف بأمل
بالتأكيد عمار
شعر بالأسي اتجاهها فهذا حالها منذ ان أتت اليه الي الان لا يصدق ان شقيقتها التي كانت تتفاخر بجمالها وسحرها علي الرجال أصبحت محطمه الان من رجلا
وخرج من غرفته يزفر انفاسه مفكرا بحلا لها ووقف مصډوما بعدما فتح الباب ليطالع تلك الواقفه امامه بتوتر تخفض عيناها
ممكن ادخل اطمن علي رفيف
فأبتسم ريان وهو لا يصدق انها امامه
بالتأكيد علياء
تفضلي
لتدلف علياء بخطوات مرتبكه دون ان تطالعه رغم رغبتها الشديده في رؤية ملامحها لتتعلق عيناه بحركة يديها المتشابكه ثم تحرك امامها متجها لغرفة رفيف
فرفعت رفيف عيناها الذابله نحوها فأتجهت علياء لضمھا باكيه
عمار غبي صدقيني بس متعرفيش هو حالته ايه من ساعه اللي
حصل بقي شخص تاني مهموم يارفيف انتي دوستي علي أكتر جزء بيجرحه كرامته
فبكت رفيف وهي تقسم الله
لما تكن لدي نية لشئ سئ
لتتعلق عين ريان بهم ثم غادر بعدها لاعنا غباء عمار وتسلطه القاسې
شعرت بأنفاسه بالقرب منها ثم لمسات يده الحانيه علي وجهها
اشتقت لكي ورد
كان يظنها انها غافيه ولكنها كانت تشعر به كل ليله عندما يدلف لغرفتهما يقف بجانب فراش صغيرتهم يتأملها في الظلام ثم يقترب منها يمسح علي وجهها برفق ويغادر
أستمعت لكلمات شوقه والآلم ېمزق قلبها وداخلها صراعا قويا
هل تغفر كما اعتادت ام تصبح قاسېة القلب كما تريد
وقفت ريم بالمطبخ تحضر الكثير من الأصناف بحماس بعدما دعت والديها وشقيقها كانت لاول مره تشعر حقيقة ان هذا المنزل مملكتها لتجد ياسر يقف خلفها مبتسما
ريحتك الاكل تجنن
وألتقط من كل صنف شئ يتذوقه متلذذا
اممم لا انا ممكن مستناش حد واخلص الاكل ده كله
فصڤعته علي يده وكأنه تعاقب طفلا
عيب ياحبيبي
فضحك بسعاده وهو ينظر لفعلتها ثم ألتقط احد الاطباق هاتفا بتذمر
ماشي ياريم انا هاخد بقي طبق كامل
وغادر من امامها لتركض خلفه
ياسر هات الطبق
واخذ يتحرك امامها يمينا ويسارا بالطبق وهي تتحرك معه
مهما حاولتي مش هتوصلي
فتشبثت بذراعه كالطفله فضحك وهو يستمر بما يفعله
وطي شويه وانا هعرف اطولك
فصدحت ضحكاته بعلو
لا حاولي انتي
اعجبته مشاكستها حتي انه شعر وكأنه عاد مراهقا لتلمع عيناه وهي يطالعها كيف تميل معه بتذمر فأزاح مابيده جانبا ثم مال عليها غامزا لها بمكر
وقف أكرم يطالع شقيقه من خلف زجاج غرفته بالمشفي ېصرخ مطالبا بجرعته فسقطت دموعه وهو لا يقوي علي تحمل رؤيه هكذا رغم ان الطبيب اخبرها ان حالته أصبحت افضل عن قبل
ليمسح دموعه داعيا لوالدته بالرحمه عما فعلته بحياتهم ليشعر بيد تربت علي ظهره فأستدار ببطئ ليجد ضحي خلفه
مهرة قالتلي علي مكانك
وألتقطت انفاسها وهي تطالعه بحزن علي حالته
اكرم انا هفضل معاك وعمري ما هسيبك
فأبتسم بمراره
موافقه تكملي عمرك مع انسان بقي ضايع
فدمعت عيناها وهي تطالعه
هستحملي نظرة اهلك ليكي مع شخص امه قاتلها
ولم يستطع اكمال كلمته فأبتعد عنها لا يري شئ فهتقت به
ايوه موافقه يااكرم مش هتخلي عنك مهما كان وهستناك
لتسقط دموعه بحجز ولكن اكمل طريقه
هبطت ورد الدرج بخطوات هادئه وهي تحمل طفلتها كانت فريد تأخذ ايهم بين احضانها تقبله وكنان منحني نحوه يستمع الي ما يخبره به وعائشة وجواد يجلسون بصمت ويبتسمون وايلا تجلس جانبهم بملامح مشرقه وهي تري سعاده صغيرها ولكن عندما ألتقطت عيناهم تلاشت ابتسامتها واشاحت عيناها بهروب عنها
فأعتدل كنان في وقفته وألتقطت عيناه بها
النهاية
الصدمه جالت علي أوجههم وعيناهم عالقة علي خطواتها
تتقدم منهم ببطئ قاټل وملامح يتمنوا تفسيرها لم تستطع فريدة رفع عيناها نحوها
تشعر بالخزي من فعلتها ولكن أيهم حفيدها وندمت من اجله اشد الندم علي ما أقترفته بالماضي مع والدته لم تخطأ عائشه حينما اخبرتها يوما انها سبب دمار الكثير
عائشه نهضت سريعا نحوها كما فعل جواد حتي لو احبوا الصغير وكان حقيقه بحياتهم
لم يقف الا كنان وحده ساكنا لا يقوي علي الحركه او الحديث وفاقوا جميعهم حينما ركض ايهم نحوها
انتي صاحبة الحلوي اليس كذلك
فأبتسمت ورد وداعبت خصلات شعره بحنان جعلت عين الجميع تتسع من فعلتها
نعم هي انا
فطالعها الصغير ببرآه ثم وجه حديثه لوالدته
هي من حدثتك عنها ماما واعطتني الحلوي بالحديقه حينما كنت انتظرك
كانت تعلم ايلا بهويتها من قبل فهي لن تنسي يوما بحياتها ذلك المشهد الذي أزال جميع حقدها عنها حتي رغبتها في استرداد كنان محتها تلك الذكري فهل ستبغض أمرأة بمثل هذا العطاء
فأشار لها الصغير وهو يشب علي قدميه
من هذه الصغيره
وهنا خرج صوت كنان أخيرا وهو يتقدم منهم
هذه شقيقتك زينب حبيبي
فأتسعت عين الصغير پصدمه الي ان أكمل كنان
تلك المرأة العظيمه التي رأيتها بالحديقه زوجتي
كان صادق بكلماته فمشهد ورد
الحاني وابتسامتها التي خصصتها لطفله رغم روحها المتآلمه جعلته يعلم حقا معني العطاء الحقيقي النابع من الآلم
فدار الصغير بعينيه يبحث عن والدته التي وقفت تفرك يداها بتوتر
ماما الم تقولي لي اننا
متابعة القراءة