حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
مين اللي فتح نشرة الأخبار الفرنسيه
وانتفضوا الاثنان بعد أن ضړب هو الطاوله
ساعه هدخل اريح لو ملقتش اكل يفتح النفس بلاش اقولكم هعمل فيكم ايه
ومال نحو رفيف يحدق بها بقوة وكأنه يخبرها أن الحديث لها
فأرتعش جسدها پخوف
ونهض وهو يتمتم
الواحد بقى يرجع من الشغل ملهوش نفس يدخل البيت
وعاد يدور بعيناه بينهم
صوت مسمعهوش مفهوم
انا مالي انتي مراته يشخط ويزعق فيكي براحته
ونهضت هي الأخرى لتركض خلفها رفيف
علياء من سيطهو الطعام
فنظرت لها علياء وقبل أن تخبرها انها هي من يجب تعده
ارجوكي علياء حبيبتي انتي طعامك رائع
واخذت تمدح بها وبطعامها وجمالها ورقتها
فأبتسمت علياء بفخر وهي تنحني بطريقه دراميه
فقبلتها رفيف على وجنتها بعدما علمت بأي طريقه تكسبها
أنتي تستحقي ذلك علياء
جلست رقية مندمجه مع عائلة ورد تقص عليهم كل جولاتهم بطرافه رغم انهم لا يفهمون العربيه بقوة الا انهم اندمجوا حتي فريدة اندمجت بل اعجبتها مرح رقيه ورقتها
ومراد وكنان يجلسون بعيدا عنهم يتحدثون بأمور الأعمال والاقتصاد
وانتبهوا على صوت الخادمه تخبرهم أن العشاء قد تم تقديمه
فهمست رقية التي كانت ملتصقه بورد
اخيرا أن نسيت اني هتعشا ياا انا جعانه بشكل
فدفعتها ورد برفق متمتمه
انتي طول عمرك جعانه يارقيه
وبدئوا يتناولون الطعام بأنسجام ومراد من وقت لآخر ينظر لرقيه وداخله يود خنقها ولكن صبرا إلى أن يعودوا للوطن
ودفعت رقيه ساقها بساق ورد وعيناها تدور بين نظرات عائشه وبشير
شكلنا هنقول مبروك قريب
الله يعينك يامراد
فأحتقن وجه رقيه بعبوس متمتمه بنبرة خافته قد سمعها مراد الذي يجلس جانبها
هو كل حد يقولي الله يعينك يامراد
فمال نحوها مراد مبتسما
الكل حاسس بالمعاناه اللي انا فيها
وقبل أن يصدر ردة فعل منها وجدت فريدة تسألها عن مده إقامتها هنا وتطلب منهم أن يظلوا معهم للغد
وعاد
جاسم يطالع بعض الملفات ثم رفع عيناه نحو نرمين
في حاجه تانيه عايزه تبلغيني بيها يانرمين
فتمالكت دموعها وهي تحرك رأسها بالنفي متمتمه
لاء يافندم
فأشار إليها بجديه وهو يعود لمطالعه ما أمامه
طب اتفضلي على شغلك
فوقفت قليلا تطالعه بآلم فيبدو أن حلم الوصول إليه صعبا ولكنها تعشقه وستتحمل إلى أن تصل إليه حتى لو تزوجها سرا
قلبها لم يعد يرى غيره وخرجت من غرفته مطأطأه الرأس تخشى أن تلاحظ مني عيونها الدامعه
فرفع جاسم عيناه نحو الفراغ الذي تركته متنهدا فبدء يلاحظ انها تأخذ تقديره وافتخاره بها بشئ آخر
دلف ياسر للشقه بأرهاق فوجد ريم تجلس تشاهد احد المسلسلات الاجنبيه بحماس وعيناها ثاقبة على التلفاز فأنتبهت لقدومه وأغلقت التلفاز لتقترب منه بقلق
اتأخرت كده ليه
كان قلقها ظاهر في عينيها الحانيه فأبتسم لها بلطف
مشاكل في مصنع الإنتاج
فلم يجد منها إلا حنانا رغم جرحه لها
ادخل غير هدومك وانا هحضرلك العشا
واتجهت نحو المطبخ دون كلمه أخرى لينظر ياسر لخطاها بدفئ واضعا بيده على قلبه معاتبا
بدأت تتحرك بدأت تطالب بالأرتواء
ثم وضع يده على هديته المخڤيه داخل سترته واتجه لغرفته يخلع سترته واتبعها بقميصه متجها بعدها للمرحاض لينعش جسده بالماء
وبعد وقت لا بأس منه وجدها قد أعدت الطعام وتجلس تنتظره ليتناولوه سويا بصمت أو بعض الكلمات المختصره عن أحوالها بالعمل لتنهض ريم بعد أن شبعت تسأله
اعملك شاي
فأبتسم ياسر وهو ينهض يحمل الأطباق معها كما اعتادوا منذ بدايه زواجهم
ياريت ياريم
لتتحرك من أمامه بخفه تداري ارتباكها من نظراته فأحيانا تراه رجلا تريد أن ټغرق بين ذراعيه تخبره انها تعشقه وتارة تريد الهروب من قسوته وبرودة عيناه
ووقفت تعد الشاي وتنظف الأطباق شارده لتأخذ أنفاسها بشهقة خافته وهي تجده يميل نحو عنقها ورائحة صابون الاستحمام تغزو رئتيها
ريم انا عارف اني بأسي عليكي كتير يمكن من ساعه ما عرفتيني وانا بأسي
كانت تغمض عيناها وهي تسمعه تود أن تفر منه هاربه فلم تعد تحتمل خفقان قلبها
وابتعد خطوه للوراء فشعرت بعدها بشئ بارد على جيدها لتفتح عيناها ناظره لما يطاوق به عنقها كانت سلسال من الذهب الأبيض على شكل فراشه فوضعت يدها على السلسال بعد أن اغلقه
الهديه ديه ليا انا
هتفت بها بحماس وسعاده فأبتسم وهو يجيب عليها
طبعا ياريم اتمنى انها تعجبك
فلم تعرف كيف تصف له فرحتها لتعانقه بتلقائيه
شكرا انا بجد فرحانه
وابتعدت عنه قليلا تنظر للسلسال مجددا ثم عادت تطالعه بحب وعانقته ثانيه وهو يربت على ظهرها ضاحكا من تكرار شكرها له
على فكره ديه هديه بسيطه انتي تستحقي أغلى من كده
فأنسابت دموعها وقلبها يخبرها أنه لا يريد شئ أكثر منه فهي لم تفرح بالهديه أكثر ما فرحت بتذكره لها
وعندما رفع وجهها إليه ودموعها تنساب على وجهها
ريم أنتي بټعيطي
فحركت رأسها بالنفي رغم انسياب دموعها على وجنتيها ليضحك وهو يمسح دموعها بأنامله
باين انك مبتعيطيش
فضحكت هي الأخرى
اصل انا لما بفرح بعيط
فضمھا إليه بقوة ممازحا
انتي علطول بټعيطي ياريم
لتتملص من ذراعيه ولكن حصاره عن محكم عليها ومع رغبتها في دفئه وضحكاتهم بدء اللحن ينساق ببطئ
جلست نرمين بجانب شقيقتها مطأطأه الرأس تقص عليها نبذه لها في اللقاء الخارجي بالوفد الإيطالي ومعاملته لها في الشركه فحتى الملاطفه ومدحه الدائم لها تلاشى حديثه معها أوامر ليس أكثر فلو كانت رأت طفيفا بسيطا منه من قبل الآن أصبحت لا ترى إلا كونها موظفه لديه ليس اكثر حتى أنه بدء يتلاشها من الأعمال الخارجيه بالشركة ويصطحب سكرتيرته معه
انتي ليه خلتيني احلم يكون ليا ياعايدة انا أضعف اني اتحمل كده آلم الحب صعب اوي
فأحتدت عين عايدة بجمود
فوقيلي كده وبلاش ضعف مراته مش سهله وباين عليها بتعرف تسيطر على كويس
وتذكرت مشهد يوم ان طعنتها ببعض الكلمات وانصرفت وعاد هو للطاوله وجدته يميل نحوها يمسك يداها بقلق وبعد دقائق نهضوا وهو يضمها إليه بتملك وعشق
نيران أشتعلت داخلها تكره ان ترى أحدا يعيش بسعاده وخاصه الأزواج فهي فشلت في علاقتها بزوجها فما زال نعته لها بأنها لا تصلح أن تكون زوجه أو امرأه تحب يقتحم عقلها وقلبها
بيحبها ياعايدة هو ده الحب اللي انا بتمناه نفسي اتحب زيها وتنهدت وهي ترفع عيناها نحو شقيقتها
جاسم هو فارس أحلامي بس للأسف فارس الأحلام طلع متجوز
ترمقها عايدة بوجوم هاتفه
بكره يزهق منها بس بلاش تبقى خيبه وتنهزمي من اول محاوله
وتابعت وهي تنظر إليها متذكره سائقها الذي لم تبقيه الا لتحصل على بعض المعلومات منه وقد عرفت اليوم منه حقيقه مجهوله عن سبب عملها معه قبل أن يتزوجها فشقيقها لم يكن إلا سارق ولكن مهلا للأمر
وقفت في الشرفه تضع بيدها على بطنها تتنفس نسمات الهواء فوجدته يحاوط كتفيها بذراعيه ويضمها إليه بحب
بما تفكرين حبيبتي
فأبتمست ورد وهي تتمايل بين ذراعيه
استمتع كنان حقا المنزل رائع
وعادت تضحك وهي تتذكر عندما أخبرت رقيه للمره الخمسين انها تأكدت ان جنس المولد فتاه وهي تهتف لها
لا اضحكي عليا
ومال نحو خدها يلثمه
لماذا تضحكين اضحكيني معك
فألتفت إليه تسأله
بمشاكسه
كنان لو رزقنا فيما بعد بولد واصبح شاب ورغب بالزواج من وطني ستوافق ام ما
وضحكت
وهي تطالعه
الاجابه سريعا من فضلك
فنظر إليها ثم ضحك
ما هذا التحالف ورد ستغزو وطنك بأولادي
فتعلقت بعنقه بدلال
الغزو يثمر بثمار نافعه زوجي العزيز
وابتعدت عنه قليلا تشير على نفسها بزهو
تنكر أنني ثمرة نافعه
فضمھا إليه وصوت قهقهته تعلو
لا أنكر ولكن كفى انتي حببتي اتركي أولادي لوطنهم
فرفعت عيناها تنظر إليه بعبوس مصطنع فضحك على هيئتها
اصبحتي شرسه ورد
فدفعته عنها ضاحكة بعد أن زال عبوسها ليميل نحوها راغبا في تقبيلها ولكن توقف وهي يسمع صوت الصغير جواد
ماذا تفعلون
ليلتفوا نحوه فكانت عين جواد محدقه بهم وكأنه يخبرهم انه منتظر الاجابه
عادوا من ذلك العشاء وهو يضحك على أفعالها المرحه فطيلة عودتهم تخبره عن الدعوة التي أعطاها لها السيد الفونس بأن تزور إيطاليا وتكون تحت ضيافته فهم إلى الآن لم ينسوا حسن استقبالها لهم في الجوله السياحيه التي ارادوها داخل شوارع القاهره والبرنامج الذي فعلته لهم ولا أطباق الكشري الذي لم ينسوا طعم مذاقه
كفايه تمجيد في نفسك
قالها ضاحكا وهو يدلفوا للمنزل سويا
سيبني افتخر شويه في نفس بلاش تبقى عدو النجاح ياسيد جاسم
فضحك جاسم وهو يحتوي خصرها بذراعه
افتخري ياحببتي انا لحد دلوقتي مش قادر اصدق انبهارهم العظيم بجولتك ولا بمعلوماتك التاريخيه اللي انا شاكك فيها
فزمجرت بصوت حانق وهي ترفع عيناها نحوه
شوفت اه انت عدو النجاح وبتشكك في قدراتي
فأبتسم وهو يرى عبوسها
وليه متقوليش اني بحب اشوفك كده
ومسح بكفيه على وجنتيها برفق
بشبهك بأمواج البحر من هدوئها بتسحرك وأول ما موجها يعلى بټغرق معها
كان يتحدث بهمس وبنرة دافئه جعلها تميل برأسها على احد كفيه ليداعب وجنتيها اليمني بحنان
وايه كمان
فأتسعت ابتسامته ثم قرص وجنتها بلطف
كفايه النهارده كده وخلي باقي الكلام الحلو ليوم تاني
وضحك وهو يتأمل ملامحها الحانقه فضمھا إليه
ممتعه ياحببتي
ولذيذه ونفسي اكلك اكل
وعض خدها فتأوهت
لاء انا عايزه رومانسيه وكلام حلو مش تاكل
ودفعته عنها برفق وهي تصعد أمامه الدرج
انت مش طالع معايا
فحرك يداه علي وجهه وهو يتذكر احد الملفات التي يجب أن يدققها
للأسف ورايا شغل في المكتب ياحببتي اطلعي ارتاحي انتي
فعادت إليه تسحب يده
شغل ايه واتضيع اللحظه الحلوه تعالا اما احكيلك عن خططي لما اسافر إيطاليا وممكن نجهز الشنطه من دلوقتي
وبعد صراع داخله بين العمل واتباعها ربحت هي وصعد معها
وبعد وقت كان ينام على أقدامها وهي تمسح على خصلات شعره ومتكئه للخلف تحلم برحله إيطاليا بعد ولادتها
طبعا بعد ما أولد هاخد اجازه شهرين أو تلاته اقول اربعه واستجم مع نفسي عشان اقدر أعود للملاعب من جديد
فرفع رأسه عنها
ملاعب انسى انتي هتخلفي من هنا هنجيب طفل تاني علطول هي سنه استجمام وحلو عليكي
فحدقت به ببطئ
انت بتهزر ومستقبلي المهني اه اخلف واقعد في البيت
وعندما وجدها تأخذ الأمر بمحمل الجد تنهد بهدوء واعتدل في رقدته
ومين قالك اني هلغي مستقبلك يامهره كنت عملت كده لما اتجوزتك مكتب المحاماة اللي وعدتك افتحولك بعد تدريبك مع الاستاذ فؤاد موافق وحتى مكتبك في الحاره موافق تكملي فيه بس مدام مافيش تأثير على حياتنا
وكادت أن تبدء بالجدال معه إلا أنه اوقفها بيده
مهرة انا سني بيكبر انا مش في العشرينات عشان اقول أجل الخلفه انا راجل في التلاتينات عايز يبقى عندي ولاد اعرف اربيهم في عمري واشوفهم بيكبروا قدامي
لم تعلم كيف جعلها تصمت بل تفكر
متابعة القراءة