حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
تاني من أصدقائك
فحركت مهرة رأسها وهي تنظر لفوزيه
نوقف النهارده مغامراتك اللي هتوحشني لما ارجع الشغل
فضحكت فوزيه كما ضحكت هدي لتتجه مهرة نحو الخارج متذكرة ان عليها أخبار جاسم بالأمر ففي النهايه هذا منزله
وهاتفته وهو ينهي اجتماعه ليجيب عليها بهدوء
خير يامهرة
وتنهد بهدوء وهو يستمع لها
في ضيوف جايلي اقابلهم هنا ولا بره لو هنضايقك بلاش
السؤال ده ميتسألش تاني ده بيتك انتي كمان وضيفي اللي تحبيه فيه
انتبه ابتسامتها
شكرا انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد وبرضوه هفتح المكتب بتاعي
ليزفر جاسم أنفاسه وهو يطالع ياسر الذي مازال يجلس معه في غرفة الاجتماعات بمفردهما
لما ارجع نبقي نتكلم سلام
وأغلق الهاتف لتنظر لهاتفها
نظرت ورد للمياه بفرحه وكلما لامست قدماها الماء ابتعدت ليضحك كنان علي أفعالها حاملا أيها بين ذراعيه
سنعوم ورد
لتنظر ورد حولها فالمكان كان خالي من الناس
لا كنان أرجوك
ولكن كنان كان يستمتع بتشبثها به القوي
لا تخافي ورد لو كان جواد هنا لضحك عليكي
فأبتسمت ورد بحنين إلى جواد الذي اعجبته الاقامه مع أبناء عمه
تنهدت رقية بأسى وهي تقص لمهرة عن لقاء مراد بالعروس المختارة من خالتها وزوجها وكيف كانت هي الوسيط بينهم اوجعها ماعاشته رقية لتضمها لها بحنان
بكره هيحس بحبك بس هو للاسف لسا شايفك البنت الصغيره اللي كبرت قدام عينه
ونظرت نحو ريم التي تجلس بخجل
وانتي ياريم عامله ايه في شغلك
الحمدلله
فأبتسمت مهرة وهي تحذرها
اي حد يضايقك قوليلي
فداعبتها رقية وهي تمسح دموعها
دلوقتي بقت قوة عظمي
لتضحك مهرة ووكظة رقية في ذراعها
لاء مش هستخدم سلطتي انا هستخدم معاهم القانون
لتتسع عين رقية
هترفعي على شركات جوزك قضية
فأبتسمت بزهو
لتأتي هدي إليها تخبرها
الغدا جاهز
ورغم اعتراض ريم وخۏفها من التأخير علي والديها الا ان مهرة قد ارغمتها بل وحادثت والدتها اما رقية اتجهت لتناول الطعام وهي تمسح على معدتها بجوع
كانت جالسة ممتعه يملئها الضحك وكل منهم نست ما يشغل بالها
وانصرفت ريم مع رقية التي اصرت على توصيلها بسيارتها
وواعدت كل شئ وهي تهتف بحماس
انا فعلا محتاجاك النهارده اما نجرب الجاكوزي اللي قرفنا بيه في المسلسلات
ومدت ساقيها ثم كان كامل جسدها أسفل المياه المعطرة بأرقي أنواع الزيوت العطرية وأبتسمت بسعاده وهي تري المياه كيف تتدفق
لاء انا كده ممكن انام فيه
ومر الوقت وهي تشعر بالأسترخاء ومستمتعه بوجودها حتي أنها بدأت تدندن مع نفسها
دلف جاسم بأرهاق للغرفة متعجبا من عدم وجودها فهدي اخبرته أنها صعدت منذ مدة لأعلي
وأسترقي السمع لترتسم علي شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يستمع لغنائها
ياطالعة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
يامهرة
وحرك مقبض الباب وعيناه تلمع بوميض من المكر
يتبع
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
الفصل السابع والعشرون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
أنتهت من دندنتها وهي تسترخي أكثر في
المياه الدافئة ومالت برأسها للخلف وأغمضت عيناها
فحمام كهذا جعلها في قمة الهدوء والراحة حتى عضلات جسدها المتشنجه استرخت كما استرخت هي
انفتح الباب فجأه لتلتف برأسها وعيناها متسعة
تحدق بالواقف أمامها وتذكرت وضعها
فهبطت بجسدها بالكامل أسفل المياه حتي أصبحت المياة تغمرها
أخرج بسرعه من هنا
كان صوتها يخرج مخڼوقا من أسفل المياه فأشفق عليها وانتشل نفسه من لحظه هيامه بها أراد ان يلاعبها ويتسلي قليلا وكانت النتيجة عبث بمشاعره
وأغلق الباب وأخذ يتنفس بصعوبه وهو يدلك عنقه
هايل ياجاسم نجحت أنك تبان ضعيف قدام نفسك وقدمها
وانصرف من الغرفة فلم يعد قادر علي مواجهتها
كانت تقف خلف الباب تتشبث بالمنشفة التي تحيط جسدها والمياه مازالت تقطر منها وعندما سمعت باب الغرفه يغلق بقوة علمت أنه غادر
فتنهدت براحه وخرجت وهي تضم المنشفه بقوة بأيديها حول جسدها تكاد تبكي من فرط خجلها ومما حدث
وجلست علي الفراش تزفر أنفاسها متمتمه
أكيد مكنش قصدها
وضړبت علي رأسها بضيق
انا غبية عشان مقفلتش باب الحمام كويس
ووقفت تدور حول نفسها وهي تتذكر تفاصيل تلك اللحظه تقنع نفسها أنه بالتأكيد لم يري جسدها
جلس في غرفة مكتبه سارحا يغلق الكتاب الذي بيده ثم يفتحه وتنهد وهو ينظر في الساعة التي بجانبه فالوقت قد اقترب من منتصف الليل وهو مازال جالس هكذا يصارع عقله بأن
ينسي تلك اللحظه التي جعلته يدرك أنه راغب بها بشدة
ونهض من فوق مقعده نافضا عقله من تلك الأفكار
فمن متي كانت الرغبه تتحكم فيه
وخرج من الغرفة ليجدها تهبط الدرج بخفة وأرتبكت عندما رأته مازال بالأسفل
فتنحنح وقد قرر ان يتحدث في ذلك الأمر
انتي لسا منمتيش
فحركت مهرة رأسها بصمت وأكملت هبوط الدرج
لتقع عيناه علي بنطالها الجينزي الذي تشمر أطرافه لاعلي قليلا ونعل منزلي طفولي مضحك لا يعلم من اين اتت به وسلطت عيناها علي قدميها لتفهم سبب ضحكته فتمتمت بحنق طفولي
بتضحك على ايه
فأقترب منها وهو مازال يطالع أقدامها
مش عارف ليه حاسس اني شوفت الشبشب ابو صباع ده قبل كده
فعقدت حاجبيها بضيق وهي تري تهكمها علي حذائها الذي جلبت منه ألوان عده
انا لسا أول مره ألبسه معجبتنيش اللي انت جيبهوملي ذوقهم وحش
فتعالت صوت ضحكاته وهو يرفع حاجبيه
ذوقهم وحش سبحان الله دول ماركة عارفة يعني ايه
فوقفت قبالته
ميهمنيش انا بحب أجيب الشباشب بتاعتي من ماركة سوق التلات
فتمتم ضاحكا
سوق التلات
لتتخطاه نحو الشرفة الزجاجية التي تطل علي حمام السباحه وتدق الأرض بنعلها
شايف بيترقع ازاي
لم يعد قادر علي كتم صوت ضحكاته وتمتم وهو يجدها تفتح الشرفة وتتجه نحو حمام السباحة
اظاهر الجوازة ديه ليها فوايد كتيره
وسار خلفها وهو يعد فوائدها
حړقة الډم الضحك وفقد الأعصاب
ووجدها تجلس على حافة حوض السباحة وتخلع نعلها لتضعه جانبا وتدلي بساقيها للمياه مستمتعه ببرودة الجو في ذلك الوقت
ووقف جاسم خلفها يائس من فهمها
وقرر ان يخرج عن طور الوقار ويفعل مثلها
وجلس جانبها فتعجبت من أمره
عجيبة جاسم بيه الشرقاوي قاعد القعده ديه
فأبتسم لها جاسم وهو يحدق بها بمتعه
ما مرات جاسم بيه الشرقاوي قاعده برضوه كده فميقعدش ليه ويشارك زوجته استمتعها
فأبتسمت ف رده قد ارضي شئ داخلها لا تعرف ما هو
أنت غريب اوي
فضحك جاسم بتسلية وهو يشيح عيناه عنها
غريب ليه يامهرة انا إنسان طبيعي جدا
وتابع بهدوء وهو يلتف نحوها مجددا
جاسم اللي أشتغلتي معاه غير جاسم الزوج لان الإتنين مافيش وجه مقارنه بينهم
فتنهدت وهي حائرة من حديثه
مش كل الناس بتقدر تفصل في شخصيتها فشغلها ومع الناس وشخصيتها مع أهل بيتها
لتشعر بملمس كفه علي وجهها وتأملها بدفئ قد رأته في عينيه
والدي الله يرحمه كان بيعرف يفصل بين شغله وحبه وحنانه ليا ولوالدتي
واغمض عيناه وهو يتذكر والدته بآلم فكيف تنسى ذكري رجلا كأبيه وتتزوج ولكن حدث ماحدث وانتهى فالحياه أصبحت تعلمه ان لكل شخص أسبابه
كان ضابط في الجيش ومع ذلك كان بيعرف يحتوي عيلته ازاي
وتذكر أحد المرات التي ذهب معه لمقر عمله حينما ورغم صغر سنه حين عاش تلك الذكريات الا أنه مازال يتذكر كل شئ
مرة صممت اروح معاه شغله كنت طفل صغير بس لأول مره كنت أخاف منه وهو بينفذ القرارات بحزم وهو واقف قدام عساكره والكل بيبصله بأحترام رغم أنهم كانوا بيحبوه بس بيخافه منه
وتابع ومازالت كفه تجول علي وجهها بنعومة ورفق
تعرفي وانا صغير كان نفسي ابقي ظابط
فأبتسمت بتوتر وهي تبتلع ريقها من اثر سحره عليها حينما يتحدث بشخصيته الأخرى الحنونه
انت كان نفسك تكون ايه بالظبط
وتابعت وهي تضحك بخفه بعد ان اشاحت وجهها بعيدا عنه
ظابط ولا دكتور صيدلي ولا رجل أعمال
فأبتسم بهدوء وهي يراها تتهرب عنه بعينيها
كان نفسي ابقي إنسان ناجح وبقيت
فضړبت كفوفها ببعضهم
اه غرور جاسم الشرقاوي رجع
فضحك بصوت رخيم
بعض من الغرور لا بأس منه
واحاطها بذراعه فأنكمشت على نفسها وحاولت ان تبتعد ولكن كالعادة جذبها بحديثه
جدتي كان حلمه
ابقي دكتور صيدلي زي جارنا اللي كاتت بتحبه وبصراحه انا كمان كانت عجباني شخصيته بس لما سافرت كندا لقيت نفسي ناجح في مجال تاني خالص التسويق والبيزنس
فتسألت وهي ترفع عيناها نحوه
جدتك اللي ربتك
فأبتسم وهو يتذكر جدته الحنونه
بعد ما ماما اتجوزت وسافرت مع جوزها
فعادت تتسأل
وكريم
فزفر انفاسه وهو يطرد ذكرى تركها له
سافر معاه لأنه كان لسا صغير اما انا كبير وراجل
تمتم جملته الأخيره بتهكم ممزوج بالألم قد شعرت به حتى انه ارخي ذراعه عنها وابتعد عنه قليلا
أدركت حينها ان للكل ذكري مؤلمھ حين يتذكرها يتذكر آلامها
وشعر بيدها تربت علي يده برفق وأبتسمت وهي تخاطبه
والولد اللي جدته العجوزه ربيته بقي رجل أعمال كبير وعنده شركات واسمه بقي ليه وضع في البلد كلها
لا يعلم لما كلماتها كانت كالبسلم علي چروح ماضيه
لتنقطع سحر تلك اللحظه قبل ان يقترب من مبتغاه ووجد نفسه يهوي في حوض السباحه ومهرة تركض للداخل
فضحك بضخب وهو يتكئ بساعديه علي حافة حوض السباحه
يامجنونة كل ده
وتنهد بحب وهو يضع بكفه علي قلبه الذي يخفق بقوة
كنت محتاجك من زمان يامهرة
يقود سيارته ويطالعها مبتسما
سأخذك لكل مكان ذهبت له وأعجبني أريدك ان تشاركيني كل شئ ورد
فتوردت وجنتي ورد بخجل
وانا أيضا
فتعجب من إجابتها فتسأل وهو يغمز لها
هل سافرتي لخارج البلاد ورد من قبل وانا لا أعرف
فصدح صوت ضحكاتها متذكرة أحلامها التي كانت تقصها على مهرة فكانت مهرة تضحك عليها وتهتف بأستياء
عايزه تلفي العالم وانتي حتي مروحتيش بلطيم اتغطي ونامي ياورد
ليلتف نحوها كنان متسائلا
ما الأمر ورد
فوضعت بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها
انا لما أتجول داخل مصر كنان حتي اسافر حول العالم كنت اقصد حينا نسافر لمصر سأخذك لكل مكان تجولت فيه
فأبتسم بحنو ومد له ذراعه حتى تقترب منه فأقتربت ليضمها له وهو يركز بعينيه علي الطريق متمتما
سأرفقك لكل مكان تريده ورد أريد ان تأخذني لعالمك الهادئ حبيبتي
فأبتسمت وهي داخل احضانه واتنفست بعمق رائحته
بحبك كنان
فأتسعت ابتسامته
وانا أيضا حبيبتي
وتذكر أنها إلى الأن لم تخبره سبب ضحكاتها
لما كنتي تضحكين بقوة
فضحكت بخفه وهي مازالت على وضعها يحيطها بذراعه
تذكرت مهرة عندما كنت أقص عليها احلامي في السفر حول العالم
فضحك هو أيضا وهو يتذكر طبيعة مهرة
وماذا كانت تخبرك
فرفعت عيناها نحوه لتجد يركز في القياده ويحادثها
تخبرني كيف سأسافر حول العالم وانا لم اذهب إلى بلطيم
فتسأل كنان بغرابه
بلطيم هل لديكم مكان اسمه هكذا
فأبتعدت عنه وهي مازالت تضحك
نعم وسنذهب إليها ونأخذ مهرة وجاسم
وكانوا قد أخيرا وصلوا إلى مسكنهم لتنفتح البوابة الإلكترونية فيضحك كنان
نذهب لاي مكان تريديه حبيبتي
كانت فريدة تقف أمام الشرفة تنظر الي ابنها وهو يهبط من السيارة ثم يذهب اتجاه ورد ويضمها له صاعدين بعض الدرجات نحو المنزل لتضغط علي شفتيها بقوة وهي تتحدث بالهاتف
اخرجي من
متابعة القراءة