حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

موقع أيام نيوز

حمو ابني ياابن الخدامه
الكلمة اوجعتها بل وذكرتها بذكريات قديمه عندما كانت تأتي ورد تخبر والدتها ان أصدقائها في الحي يتهامسون عليها بأن والدتها تبيع لهم اطباق الكشري 
فقد أتي وقت عليهم لا يستطيعون تكفية حاجتهم من المال القليل الذي يبعثه لهم والدهم
ومحل البقالة لا يدخل لهم الا حاجات طعامهم 
فكانت والدتهم تسعي دوما في ابتياع اي شئ هي ماهرة به من أجل الا تنقصهم شئ عن أقرانهم 
ولطبيعة ورد الهادئة كانت لا تتحمل اي إهانة عن والدتهم فتأتي لها باكيه 
وبالجانب الأخر كانت هدي تشعر بالألم متذكرة ابنها الذي اعطته شقتها ليتزوج بها ثم طردها بعد ان كلت زوجته من وجودها مخبرة اياها أنها عالة عليهم بعد ان تركت خدمتها كموظفة خدمة في أحد الفنادق 
بعدما طلب منها ابنها تركها لعملها فهو اصبح يعمل وسيتكفل بكل شئ يخصها فهو يريد ان يريحها من مشاق الحياة ولكن الحقيقة كانت كي لا تفضحه أمام عروسه وأهلها 
لتتمتم مهرة قبل ان تغادر المطبخ مخاطبة فوزية
قولي لابنك أنك بتشتغلي وبتكسبي فلوسك بالحلال مافيش فرق بين وزير ولا بياع الجرجير كلنا زي بعض عند ربنا مش هيفرقنا غير أعمالنا
لتبتسم فورزية وهي تنظر لهدي الشاردة 
طيبه اوي الست مهرة 
صعد جاسم الدرج بعد ان سأل السيدة هدي عليها 
وأخذ يدلك عنقه بأرهاق متمتما 
استعد ياجاسم للرديو اللي هيشتغل دلوقتي
واتجه صوب غرفتها وطرق الباب طرقة خافته ثم فتحه 
ليجد الظلام حاوط الغرفة فالوقت الأن السابعه مساء 
ونظر للفراش فوجدها غافية فأقترب منها مناديا عليها 
مهرة مهرة 
فأدارت مهرة جسدها للناحية الأخري متمتمه
امممم سبيني انام ياورد وافتحي انتي المحل 
فجلس جاسم جانبها بأرهاق متمتما بأستياء 
يادي ام المحل اللي واخد كل تفكيرك 
ووضع بيده علي كتفها
ورد اتجوزت ومع جوزها في تركيا ودلوقتي انتي مش في السيدة زينب انتي في المهندسين 
لتنتبه ان هذا الصوت ليس صوت شقيقتها وتذكرت أين هي فألتفت اليه وفتحت عيناها ببطئ تطالعه بأعين غاضبه 
انت دخلت عليا الأوضه وانا نايمه ازاي
فتنهد بحنق وزفر أنفاسه
بقوة
والله انا ليا الحق في صلاحيات كتير بس انا اللي صابر عليكي 
فأعتدلت في نومتها وفركت عيناها كي تفيق له ولحديثه
اللي هي ايه ديه مثلا 
فمسح علي وجهه بأرهاق ورفع بسبابته يضعها على عقلها
ده في مخ ولا زتونه 
لتتجمد نظراتها على أصبعه ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه متذكرة ما فعله معها بالصباح ونهض من فوق الفراش ليقف يطالعها 
الواحد يرجع من الشغل يلاقي مراته مستنيه وعلي وشها ابتسامة لطيفه مش نايمه لاء وكمان بتقوله دخلت عليا الأوضه ازاي 
وكاد ان يتجه لغرفة الملابس لتبديل ملابسه التي مازالت بهذه الغرفة ولن يفكر في نقلها فذلك الأمر لن يطيل كثيرا 
انت بتداري علي اللي عملته الصبح فعشان كده بتتريق عليا صح بس انا فاهمه كل حاجه 
ولم يجد جاسم أمامه الا الوساده فجذبها من علي الفراش ثم ډفنها بوجهها متمتما بحنق 
نامي يامهرة نامي عشان انا النهارده معنديش دماغ للعب معاكي ولا مع عقلك اللي زي عقل النمله 
وتركها محتقن الوجه لتدفع عنها الوساده محدقه بخطاه پصدمه 
هو اټجنن ولا ايه 
تجلس بجانب والدتها تخبرها عن رغبتها في الذهاب للفتاة التي ساعدتها في الحصول على وظيفها لتربت والدتها علي يدها بحب 
روحي يابنتي البنت ديه انا حبيتها قوي من كلامك عنها 
لتحتضن ريم والدتها بحب ثم قبلتها علي وجنتها وهي تهتف 
طب هاخدلها ايه هديه انا خاېفة اخدلها هدية متعجبهاش ومتطلعش اد المقام 
لتجيب والدتها بتلقائية امرأة لم تري شئ من الدنيا الا القليل
اديها فلوس يابنتي واه تنفعها
لم تتمالك ريم ضحكاتها من بساطه والدتها 
يا ماما ديه مرات صاحب الشركه اللي انا شغاله فيها اديها فلوس برضوه 
فطالعتها والدتها بنظرات مفكرة متنهده بيأس 
خلاص نشتريلها مفرش من عند خالتك ام حسن 
فأبتسمت ريم وهي ترفع يدي والدتها لها تقبلهما غير مصدقة طبية وبساطة والدتها في عالم أصبحت المظاهر تغلبه 
أستيفظت ورد علي لمسات دافئة فأرتبكت بخجل متذكرة مع حدث بينهم منذ ساعات اليوم أمتلكها كنان وأصبحت ملكه قولا وفعلا اليوم ضاعت كل مخاوفها فكيف ستخاف من رجلا الي الآن يعاملها كالملكه 
لا تغمضي
عيناكي ورد أعلم أنك استيقظتي 
فتوردت وجنتيها وضمت الغطاء لجسدها متشبثه به ومازالت مغمضمه العينين 
لست مستيقظه 
فضحك كنان بمتعه وهو يداعب وجهها بأنامله 
ومن اين يأتي هذا الصوت هل تتحدثين وانتي نائمه ورد 
فأبتسمت بمشاغبة
أجل اتحدث وانا نائمه
ليميل عليها بمكر ډافنا وجهه بعنقها 
ماذا تقولون بمصر عند استيقاظ العروس وماذا تفعلون 
لتفتح ورد عيناها بحنين متذكرة وطنها وعاداته وتحدثت بتلقائية 
بيقولولها صباحية مباركه ياعروسه مع زغروطه حلوه كده 
فأبتعد عنها كنان يكتم ضحكاته بصعوبه ورد تتكلم بلغة موطنها المحببه للنفس 
زغروطه ياورد 
فأرتبكت من نظراته وهمست بخجل 
احم ابتعد كنان أريد ان أنهض 
ولم يجد نفسه الا وهو غارق معها في عالمها البسيط 
انهت طعامها سريعا ثم طالعته وهو يمضغ طعامه ببطئ
انتي هنتناقش في موضوع

شغلي 
ليتجنب جاسم النظر إليها ثم أرتشف الماء وكأنه يبلع حديثها ويرطب حلقه مما لا يعجبه 
أكيد مش هنتناقش وانا باكل يامهرة 
فنظرت الي طبقها بملل 
ما انا خلصت أكلي اه وشبعت 
ليضغط جاسم على شوكته وهو يائس منها ثم طالعها بتهكم
معلش استحملي ممكن تقومي تعملي اي حاجه 
ثم تابع بهدوء
اقول علي حاجه اعملينا فنجانين قهوة واستنيني في الجنينه 
لتبتسم له بحماس ونهضت دون جدال فقد بدء يفهم طباعها ويتعامل معها وألتمعت عيناه بخبث 
الصبر يامهرة الطريق لسا قدامي طويل معاكي 
ونهض من فوق مقعده بعد ان مسح فمه بالمنديل 
وسار نحو غرفة مكتبه يريح رأسه قليلا ويفكر
حملت فنجاني القهوة داعية الله في سرها ان تكون صنعتها جيدا فهي لا تحتسي القهوة الا نادرا ولا تتذكر انها صنعتها من قبل الا مرة او مرتين بعد ارشادات من والدتها 
والآن كانت هدي هي من ترشدها 
وخرجت للحديقه ثم جلست تنتظر قدومه فبالتأكيد صعد لغرفته وسيأتي دقيقة والتها دقيقة أخري إلى ان بردت القهوة لتنهض من جلستها بحنق تبحث عنه لتنتبه ان حجرة مكتبه مضاءة 
فأندفعت للداخل بضيق 
استنيتك في الجنينه زي ماقولت وعملت كمان القهوة واهي بردت
ليترك جاسم الأوراق التي كان يطالعها ببراءة 
معلش يامهرة افتكرت حاجه مهمه في الشغل هخلصها وافضالك 
لتحرك رأسها وهي تطالع الأوراق التي يطالعها 
هستني قد ايه 
فتمتم دون ان ينظر إليها
ساعه كده 
فزفرت أنفاسها بقوة وغادرت وهي تتمتم
مش مشكله استني ساعه ما انا كده كده مستنيه من الصبح 
هتفت سهير پغضب وهي تنظر الي أكرم 
بتحطيني قدام الأمر ياأكرم وبتحدد ميعاد مع الناس عشان نروح نخطب بنتهم
وتابعت وهي تلقي بجسدها علي الأريكه 
طب شوف مين اللي هيروح معاك 
لتتجمد ملامح أكرم پغضب 
ليه مش عجباكي فهميني انا بحب ضحي وهتجوزها سامعه ياماما 
لتضحك سهير ساخرة
ابقي شوف مين اللي هيجوزك ياروح ماما 
وألتقطت هاتفها علي الطاولة التي أمامها ونظرت له وهو يرحل من أمامها پغضب 
لازم اتصل بعزيز يشوف ابنه ده
لتجد كرم يردف اليها وهو لا يستطيع إسناد جسده ويحك رأسه 
صباح الخير
لتمتعض سهير من حال أبنها الآخر
الليل بقي هو الصبح بتاعك 
وتركت الهاتف ف عزيز لم يجيب عليها وأخذت ټضرب على
فخذيها 
ياميلت بختك ياسهير في عيالك 
ليجلس كرم جانبها بملل ويداه تتحرك على انفه وكأنه يستنشق شيئا
ظلت ثابتة طيلة الوقت حتي لا ټنهار باكية أمامهم 
الكل يبحث لمراد عن عروس واختاروها هي لقربها الشديد منه وتنفيذه لكل ما ترغب به كي تجمع بين من تحب مع فتاة أخري كانت تتأمل الفتاة وتقارن نفسها بها هي جميله مثلها مثقفة لما لا ينظرون اليها لتسمع صوت الفتاة وهي تسألها
انسه رقيه استاذ مراد هيجي أمتي
لترفع رقية عيناها نحو الفتاة وقبل ان ترد عليها وجدت مراد يردف لداخل المقهى وينظر بأتجاة رقية فوجد فتاة أخري تجلس جانبها وظن أنها صديقتها
واقترب منهم مطالعا رقية 
ايه يامزعجه ايه الأمر الضروري اللي طلبتيني عشانه
ثم نظر للفتاة الآخر محركا رأسه بترحيب لها
فأرتبكت رقية فماذا ستخبره الأن فهم اتفقوا معها علي ان تخبره انها صديقتها 
اقعد الأول وهحكيلك 
فجلس بشك فرقية تعد له كتاب مفتوح وبعد ممطالة في الحديث فهم ما يحدث 
ونظر إلى رقية التي تبدلت ملامحها وهي تري كيف الفتاة تتجاذب معه الحديث ولا يعلم لما أراد مضايقتها او بالأصح حاجه أخرى بنفسه أرادت ان تعرف كيف تحبه 
ممكن يارقية تسبيني شويه مع الانسه نسرين 
لتبتسم نسرين بخجل فتجمدت ملامح رقية ليضحك هو 
ايه يارورو روحي علي التربيزه اللي قدامي ديه عشان تبقي تحت عنيا واطلبي كل اللي انتي عايزه 
وغمز لها ليشحب وجه رقية من طريقة اصرافه لها 
وداخلها يهتف
مراد أعجب بيها وهيتجوزها اكيد 
كان يشفق عليها ولكنه تابع تمثليته بمكر 
يلا يارورو متبقيش عزول ياحببتي 
دموعها وقفت متحجرة في مقلتيها لتنهض سريعا من أمامهم وجلست علي طاوله أخري واعطتهم ظهرها حتى لايروا دموعها 
وبعد ان هدأت قليلا وقاومت دموعها واختلست النظرات نحو الفتاة لتجد عيناها تلمع بأنبهار نحو مراد
انقضت الساعه وعاقبتها أخري وأخرى وكلما ذهبت اليه ليتناقشوا في موضوع عملها أخبرها أنه منشغل 
ارتشفت الشاي الذي أعدته لها هدي بنعاس وهي تتمتم لنفسها 
لا فوقي يامهرة انتي هتنامي 
واخدت تفتح جفونها الي ان سمعت صوته يهتف بأسمها فأتجهت نحوه تسأله 
هنتكلم فين 
فدلك عنقه وتثاوب بنعاس 
معلش يامهرة انا مش قادر افتح عيني ومرهق اوي خلينا نتكلم بكره علي الفطار 
فتثاوبت هي الأخري وتنهدت بيأس 
استني للصبح مافيش مشكله
واقتربت منه تضع بسبابتها على صدره
وعد 
فأبتسم جاسم بهدوء وداخله يضحك
اكيد 
وصعدوا لاعلي ليتجه كل منهما لغرفته
استيقظت وهي تنظر للساعة جانبها متذكرة الهلاوس الكثيرة التي اقټحمت ليلتها
مش معقول يضحك عليا 
وتنهدت وهي تمسح علي وجهها 
لاء انا هروحله اوضته أصحيه واتناقش معاه أضمن دلوقتي 
وهتفت بملل وهي تنهض من فوق الفراش وتخاطب نفسها 
الساعه لسا سته استني شويه كمان ولا أروح 
ووقفت للحظات تفكر الي ان عزمت أمرها وأتجهت صوب غرفته
لتطرق علي باب حجرته طرقتان خافتتان ثم دلفت 
لتتسع عيناها
الفصل السادس والعشرون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
الفراش كان فارغ وشبه مرتب شعرت بالډماء تتصاعد لرأسها من شدة ڠضبها فبالتأكيد هو فعلا ذلك متعمدا وضغطت علي مقبض الباب متوعدة له 
ساعة قضتها جالسة علي الدرج بعدما تفقدت الجراح الخاص بسياراته فقد أكتشفت انه محب لأقتناء السيارات الحديثة 
وسمعت صوته وهو يتجه نحو الدرج ويتحدث بهاتفه ليغلق مع من يحادثه ووقعت عيناه عليها وهي جالسة هكذا تضع بكلتا يديها أسفل ذقنها وتحدق به 
ليصعد الدرجات نحوها مبتسما بهدوء 
قاعده ليه هنا
وداعب أنفها بأصبعه ضاحكا 
مالك متخشبه كده 
لم يجد منها رد رغم ان نظراتها توحي بنيران تشتعل داخلها فأعتدل في وقفته وأكمل صعود الدرج 
شكلك اتخرستي وانا مش فاضي
وعند سماع تلك الجمله اندفعت واقفه ووقفت أمامه
لاء مش هتضحك عليا زي امبارح
وأخذت تقلده 
استني اخلص اكل استني أراجع الأوراق اللي قدامي لاء مرهق نأجلها لبكره 
لتتسع أبتسامته ويمد كفيه نحو وجهها يضمه 
وماله لما تستني جوزك 
وقرص وجنتيها بخفه وهي تقف أمامه تنظر ليديه التي تداعب بشرتها بأنفاس مضطربه وضحك وهو يري يدها تدفع يديه بعيدا
تم نسخ الرابط