حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

موقع أيام نيوز

ساكته وزوجه مؤدبه وف حالي
فضحك على شراستها وهي تحدق به 
قصدك أن انا اللي بشاكس لا ياحببتي انا بقول الحقيقه 
لتجذبه من عنقه بعد ضغط علي زر الإنذار لديها
شيلني ياجاسم عشان تقول عليا بطريق تاني 
فصدحت صوت ضحكاته عاليا ومدام في النهايه سيحملها فليداعبها قليلا بمزاحه 
اشيلك ايه ده كان زمان انتي بقيتي دلوقتي دبدوبه ياحببتي
فدفعته على صدره بوجه عابس ومازالت تجذب عنقه إليها 
مدام دبدوبة مافيش تنازل اني اتشال ياجاسم 
فحملها مرغما عنه ضاحكا وهو يخبرها أن وزنها قد زاد أما هي كانت تتعلق بعنقه تدندن كي تلهي نفسها من مزاحه السئ الذي يدمر نفسيتها كأنثي 
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصيت بوجداني 
ومع كل مقطع ومقطع من كلمات الغنوة كانت تصرخ بعلو صوتها 
الي أن سطحها على الفراش وضحكاته تتعالا 
بس كفايه يامجنونه 
لتتعالا نبرة صوتها ثانية 
من أين أتيت وكيف أتيت 
فألقي جاسم سترته واقترب منها 
ده شكل الليله ديه هتكون لطيفه ياحببتي 
وأمتدت يداه نحو حجابها يزيله عنها مبتسما 
كنتي جميله النهارده اوي الفستان عليكي يجنن 
لتتوقف عن التلحين مع نفسها مبتسمه 
بجد ياجاسم يعني مبقتش دبدوبه 
فتعلقت عيناه بها ومال نحوها يداعب وجهها بكفه 
مين المغفل اللي قال كده
فأنتعش وجهها بعد أن سب نفسه
انت ياحبيبي
وضاعوا بعدها في لحظاتهم الجميله
تسير في غرفتها دون هواده وهي تتخيل لو كان كريم تزوج بسمه تلك الصديقه الخائڼة التي ائتمنتها على حياتها وكلما عاد صوت كريم لاذنيها وهو يخبرها دون شعور بالجرم في حقها كان الڠضب يتآكلها مشاعر الڠضب والغيرة تملكت قلبها ولحظتها علمت انها كانت أكبر مغفلة ذهبت لمنزل بسمه لتواجها لعلها مازالت بكندا ولكن لا أثر لها
وهوت بجسدها فوق الفراش زافرة أنفاسها بقوة ثم نهضت وهي لم تعد تحتمل كبت ڠضبها أكثر من ذلك فمنذ أن أعترف لها بالحقيقه وهي منزوية على نفسها صامته 
واتجهت لغرفته بخطى سريعه لتجده يقف أمام المرآة يهندم ملابسه وينثر عطرة دون أن يلتف إليها 
حربا باردة اصبحت تدور بينهم ولكن هي لا تحتمل 
فقد لعب على أكثر وتر حساس لديها تجاهلها فهي دوما عاشقة للاهتمام والدلال فهي الابنه الوحيده لوالديها ورغم قله مواردهم الا أنهم كانوا يعطوها كل ما رغبت حتي لو حرموا أنفسهم فيكفيهم هي 
مش هتبرر غلطك ياكريم في حقي المفروض دلوقتي نبقى متعادلين انت چرحتني زي ماجرحتك 
كان لا يبلى بحديثها فتركيزه جعله منصب على ساعه يده إلى أن وقفت أمامه غاضبه 
انت مبتردش عليا ليه اكتر حاجه عارف اني بكرهها التجاهل 
وهنا اڼفجرت شفتيه بضحكة رجولية صاخبه 
التجاهل في الوقت ده أنسب حل ياحببتي واحمدي ربنا ان حياتنا وصلت للتجاهل بس 
فدمعت عيناها وهي لا تريد شئ إلا حنانه عليها 
انا مسمحاك في حقي
ياكريم عشان انا السبب بس انت كمان سامحني 
عيناه تحجرت على دموعها رغم أنه بدء يغفر الا ان الدرس لا بد أن يتقن تعليمه لها 
للأسف يامرام أنتي ضيعتي كل رصيد حبك 
وتخطاها كي ينصرف من أمامها فقبضت على ذراعه بضعف 
انا كنت عايزه أنجح واوصل عشانك عشان متجيش في يوم تعايرني بفقري وتسبني زي ما سبتني زمان 
وبدأت تذكره بالماضي يعلم أن أكبر غلطه فعلها بحياته هو بداية الزواج العرفي منها ولكن الماضي انتهى وهو عاد كريم القديم مجددا معها قبل أن يشوه فقد عائلته 
وشعر بيديها علي صدره تطلب منه اللجوء لدفئ احضانه الا انه ابعدها عنه بجمود
عمرك ما فهمتيني يامرام انتي عجبك كريم الشرقاوي الراجل الغني
وانصرف من امامها وقد تجمدت ملامحه هي من سعت للفت انظاره بكل الطرق فور أن علمت بمكانته وأنه شقيق من ولكن كل هذا لم يفرق معه لأنه احبها بقلبه القديم الحنون وليس بقلب الشاب العابث 
نظرت رفيف لطعام الفطور الذي تذمرت عليه الايام الماضيه ولكن قررت أن تعتاد على الأمر رغم أن معدتها لم تعتاد
لتضع علياء طبق الفول أمامها ومعه اقراص الفلافل الساخنه 
ثم أتت بطبق الجبن وشرائح الطماطم 
انا بخدم عليكي الايام ديه وبقول عروسه 
هتفت علياء عبارتها بأستنكار لتجذب رفيف الخبز من أمامها بحنق فلولا انها جائعه ما اكلت 
وماذا سأفعل بعد ذلك سيده علياء انسيتي أنني زوجه شقيقك وخدمتك لي واجبه عليكي 
فنهضت علياء مزمجرة فقد كانت تخدمها بطيب خاطر من أجل شقيقها ولكن الآن 
خدمة مين اللي واجب انا بخدمك ذوق مني بس عشان اعرفك أصول الاحترام والذوق
وأشارت لنفسها 
بس انا غلطانه من النهارده مافيش ذوق في مبدء اخدم نفسك بنفسك واه نتبع النظام الأوربي اللي أنتي عايشه بي
وتابعت وهي تنظر للمطبخ 
عليكي غسيل الأطباق اللي هناكل فيها بعد كده
فطالعتها رفيف حانقه
انا رفيف أجلي أطباق نووو نوو 
لتضيق عين علياء پشراسه 
مهما نونوتي هتغسلي الأطباق 
واصبحت تلك عادتهم اليوميه ليخرج عمار من غرفته صائحا بهم 
مش كل يوم صوتكم هيسمع الجيران 
فصمتوا على الفور بعدما سمعوا صوته لتحدق علياء برفيف متمتمه 
قلبتي راحتنا 
صباح الخير حبيبي 
فلوت علياء شفتيها بأمتعاض بعدما طالعتها وحملت دفاترها وحقيبتها هاتفه بصوت خاڤت
حبيبك حبك برص 
وأغلقت الباب خلفها ليدفعها عمار عنه 
بلاش اساليبك الرخيصه ديه قدام اختي 
ستحبني عمار مثلما احبك انا لا اخسر 
وانصرفت من أمامه ليقف مصډوما من فعلتها 
تأمل كنان زوجته وشقيقته كيف يتمازحون وجواد الذي عاد اخيرا من إقامته مع عمه راغبا في العيش بينهم مندمج معهم حتى والدته عادت معهم من الضيعه وتجلس بينهم بمقعدها تتناول فطورها وتبتسم على حديثهم 
كانت عائشة تتحدث مع ورد من أجل الذهاب للتسوق لجلب ملابس للطفل القادم رغم أن الوقت مازال مبكرا فهي للتو بدأت بشهرها الخامس
وتوقفوا عن حديثهم بعد أن سمعوا صوت كنان 
اتركوا حديثكم جانبا الان أيتها الثرثرات وانتبهوا لي 
لتضحك كل من عائشة و ورد وأيضا جواد الذي ترك كأس الحليب خاصته ليستمع اليه اما فريده تنتظر أن تعرف ما سيخبرهم به ابنها 
سننتقل لمنزل آخر أكبر من هذا
فصفق جواد بيديه فرحا بذلك الخبر 
وبحديقة أكبر أليس كذلك خالو 
فضحك كنان على حماسه الذي اشتاق اليه 
نعم حبيبي 
لتتسأل ورد فقد اعتادت على هذا المنزل 
ما السبب كنان المنزل رائع 
فأرتسمت على شفتيه ابتسامه حانيه 
لقد أصبحنا أسرة كبيرة ورد غير الضيف القادم 
فهمت انه يقصد طفلهم بذلك لتحرك رأسها في صمت 
إلى أن انتهى فطورها وجاء موعد مغادرة كل من عائشه وكنان للعمل فتعلقت ورد بعنقه قبل أن يتجه نحو سيارته 
أتى لي بالحلوي كنان 
فضحك وهو ينحني نحو وجنتها يقبلها 
سأجلب لكم جميعا ورد فأنا أصبحت ابا لثلاث الان والرابع قادم في الطريق 
واتجه لسيارته تحت انظارها المحبه وعائشة تلوح لها بيدها وهي تصعد السيارة جانبه 
انفردت بها والدتها جانبا تسألها بلهفة ام 
طمنيني ياريم كل حاجه تمام يابنتي
لم تفهم في البدايه سؤال والدتها الا عندما حركت لها عيناها كي تطمئن قلبها ومع صمت ريم للحظات هتفت والدتها 
اكيد اتكسفتي بنتي وانا عارفاها
وبدأت والدتها تستنكر فعلتها وتخبرها أن هذا لا يصح فهو زوجها والرجل لا يصبر على زوجته كثيرا وريم تقف لا تعرف كيف تجعلها تنتظر أن تسمع منها الاجابه وقبل أن تخبر والدتها كاذبه أن كل شئ على مايرام صدح صوت والدها بأن يكفيها الثرثرة وتترك ابنتها وزوجها لتتحرك والدتها من أمامها على مضض ومع انشغال ريم مع والدها واخيها وياسر الذي كان يقف يطالعهم مبتسما اقتربت منه مشيرة له 
قرب يا ياسر ياحبيبي 
فمال نحوها ياسر بتوجس لتهمس له ببعض الكلمات ثم ابتعدت عنه بعد وجدت ريم تقترب منهم تنظر إليهم بتعجب 
وانصرفت أهلها فوقفت تطالعه 
هي ماما كانت بتقولك ايه 
فنظر إليها ياسر طويلا متذكرا حديث والدتها ثم
ضحك 
كانت بتوصيني عليكي 
وانصرف بعدها من أمامها قبل أن يخبرها صراحه بالأمر
بكت مرام بحړقة وهي تغلق الهاتف بعد أن تحدثت مع مهرة طالبة منها أن تجعل جاسم يطلب من كريم ان يأتوا اجازه للوطن شعرت مهرة بوجود خطب ما بينهم ولكن مرام لم تصرح لها بشئ 
أصبح لديها أمرين ترغب في اخبار جاسم بهم وبالاصح سؤال وطلب سؤال عن الماضي العالق بين حياه ريم وياسر 
ومهاتفته بشقيقه لأخذ اجازه قصيره دون أن توضح له أن هذا طلب من مرام 
ووقفت مع نفسها قليلا تفكر كيف ستبدء بالحوار معه فجاسم يحلل كل شئ بطريقة سريعه وبالتأكيد سيشك في اقتراح مهرة بجعل كريم يأخذ اجازه ليراه
وبعد دقائق حسمت أمرها وقررت أن تصنع له مشروب ساخن وتذهب لغرفه مكتبه 
ودلفت بتمهل وهي تحمل المشروب الساخن هاتفه ببتسامه هادئة على شفتيها 
ممكن أعطلك ياحبيبي لدقايق 
فرفع جاسم عيناه نحوها مبتسما 
ممكن واعطلك وحبيبي كل الكلمات المؤدبه ديه في قاموس مراتي 
ونظر إلى ما تحمله وقد اشتم رائحة مشروب الشوكولاته الساخن الذي يعشقه 
لاء انا كده قلبي مش مطمن عملتي مصېبه ايه ولا هتعملي ايه 
فأقتربت منه وقد لوت شفتيها بأمتعاض 
ديما كده واخد عني فكره وحشه 
ليضحك على عبوسها الطفولي تاركا الملف الذي كان يطالعه جانبا 
تعالى يامهرة كلي أذان صاغية ليكي 
وفور أن أشار إليها بالأقتراب جانبه واعتدل في جلسته خطت سريعا نحو الاريكه الجالس عليها ووضعت ما تحمله على الطاولة التي أمامه 
وجلست علي فخذيه تعانقه بمرح 
لاء انا قررت اقعد هنا 
فصخك على فعلتها الطفوليه محيطا خصرها بذراعه 
خير يامهرة 
فأخذت تلاعبه قليلا قبلة تطبعها على خده هذا ثم خده الآخر 
وحشتني ياحبيبي 
وداعبت لحيته ببطئ وهو سارح في أفعالها
رافعا حاجبيه منتظرا نهاية الدلال ورقتها 
تعرف انت

الايام ديه بتحلو وبتصغر 
فأتسعت بؤبؤي عيناه هاتفا 
حلو وبصغر يبقى المصېبة أكبر 
ليتآوه بعدها بعد انا دفعته على صدره 
شوف اه انت اللي بتضيع اللحظة الحلوه 
وكادت أن تنهض عنه إلا أنه عاد يجذبها إليه ضاحكا 
لاء عندك حق خليني ادلع شويه 
وسايرها كما تسايره إلى أن أخرجت ما في جبعتها 
جاسم عندي سؤالين قصدي سؤال واقتراح
فهمس وهو يجذبها أكثر إليه ويداعب عنقها 
سمعك قولي 
ومع سماع اسم ياسر فهم مغزى سؤالها 
انقلي على الاقتراح لأن اجابة السؤال ده مش عندي
فهتفت حانقه 
ليه مش عندك انت اكتر واحد عارف ياسر انا عايزه اساعدهم ياجاسم 
وتوقفت عن جدالها عندما أنهى مناقشتهم بتحذير 
مهرة قولتلك مليون مره ياسر هو اللي يقدر يحكي لريم عن
ماضيه هيجي وقت وكل حاجه لوحدها هتبان
وتابع وهو يحرك يده على خصلات شعرها
اعدلي وشك الجميل ده وقوليلي الاقتراح
فتنهدت بسأم بعد أن تأكدت انه لن يخبرها بشئ
كريم ومرام
فحدق بها بقلق
ماله كريم
لتنظر إليه بهدوء تطمئنه
مافيش حاجة متقلقش بس ايه رأيك ينزلوا اسبوع كده اجازه ونشوف التوأم
فأبتسم جاسم على ذكر الصغار فهو يجعل كريم دوما تصويرهم وسماع صوتهم
هكلمه واشوفه مع اني من فتره اقترحت عليه ينزل يستقر هنا لكن رفض شكل الحياه هناك عجباه
فصمتت وهي تستمع اليه ولم ترغب في بث القلق إليه عن شعورها بخلاف بين كريم ومرام
استمعت عايدة بملل للحديث الدائر بين السائق الجديد ومن يحادثها على الهاتف بعد أن سمحت له بأن يتحدث وهو يقود بها ولكن لم تهتم بالامر الا عندما بدء يثرثر مع حاله
مش عاجبه
تم نسخ الرابط