حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
الفراش مع رساله تودعه فيها فقد اتت فريدة في الصباح وانتهى واجبها والان ستغادر حيث ليليان التي تنتظرها بسيارتها
لا تصدق الي الآن ان كلام سيلا صحيح
كانت تبكي وهي تحمل حقيبتها وتودع كل ركن من أركان المنزل فقد حان وقت العوده ستبتعد لتعلم اين هي مكانتها داخله هل كانت لمعان وقد انطفئ
ام أحبها مثلما احبته
بالتأكيد مهرة لا تعلم الرقص جاسم
سخريتها مازالت بعقلها تزيدها حرقه لم يكفيها نرمين وأيضا رفيف التي تعلم هدفها فلا تريد الا شئ واحد تذكرها أنه كان يوما خطيبها ويخططوا للزواج لم تأخذ الرقصه الا دقائق ولكن كانت تحترق بشده فلم تعد تتحمل الضغط العصبي الذي أصبحت فيه تلك الفتره
اوعي يامهرة تتخانقوا ده هدف رفيف علي فكره انتي مشوفتيش نظرة التحدي اللي كانت في عنيها ده جوزك انتي
وتابعت بعد ان سمعت تنفس مهرة البطئ
مكنتش سامحتي ليها ترقص معاه جاسم كان مستني ترفضي بس انتي وقفتي ساكته مهرة الليلة ديه صلحي اي خلاف بينكم
وقررت ان تتزين له وتذهب إليه ناسية كل شئ
نظر كنان الي الرساله وتلك الورقة التي علم منها بحملها بحث عنها كالمچنون الي ان انتبه للرساله التي تركتها له نظر الي كل كلمه كتبتها له منذ ان أصبح يبتعد عنها وكيف كان شعورها نسي انها اتت معه لبلد وحياة غريبه من أجله خذلها جعلها اضحوكه أخبرته أنها تعلم بتلك التي تشبه شقيقته وبالتأكيد وجد معها الحب أخبرته عن لحظه رؤيته بالمطار وهو يحتضنها كان مع كل كلمه يقرأها يشعر بما عاشته فهو المخطئ ليجعلها تعيش وسط تلك الشكوك والخۏف من ان يأتي اليوم الذي يخبرها فيه أنه انتهي صلاحيتها لديه
مرحبا ليليان أريد ان اسألك عن ورد
خرجت الكلمات بصعوبه من حلقه ليسمع اخر شئ كان يريد سماعه
ورد رحلت لوطنها
نظرت مرام للرساله التي بعثتها لها إحدى معارفها وقد اكتسبت صداقتها من احدى الحفلات والمؤتمرات التي أصبحت تذهب إليهم
وجدته يقف أمام الشرفة يتأمل الظلام بسكون فأقتربت منه تفرك يديها بتوتر وخجل مما ارتدت
جاسم
فألتف إليها جاسم بصمت محدقا بها بهدوء ثم عاد يطالع ما كان يحدق به
مكنتش عايزاك ترقص مع رفيف
وأخيرا خرج صوته الجامد
ومرفضتيش ليه ولا انا في نظرك راجل عابث بحب الستات تبقي حواليا
فأتسعت عيناها وهي تتذكر ما هتفت به وهم عائدون لم تكن تشعر بما تقوله ولكن حدث ما حدث
مكنتش أقصد حاجه ڠصب عني معرفش قولت كده ازاي
فهتف ساخرا وهو يتذكر عبارتها
دلوقتي رفيف ونرمين فاضل مين هيظهر في حياتك
وأزاح يديها متمتما بضيق
روحي أوضتك يامهرة لأن اي اعتذار منك دلوقتي ملهوش لازمه
فعادت تطوق خصره مجددا الا أنه نفر منها وابتعد عنها تاركا لها الغرفه بل الطابق بأكمله
نظر ياسر الي هاتفه نحو الصور التي اخذوها برحلة شرم لم تكن عيناه تحدق بباقي الصوره الا عليها وكيف تبتسم واغمض عيناه متنهدا بيأس
لازم تخرجي من تفكيري ياريم
ووضع بيده علي قلبه وعاد ينظر إلي ملامحها
ده ماټ من زمان خلاص
نظر لها وهي جالسة على الفراش تقضم الوسادة وكأنها تخرج ڠضبها منه فيها
وأقترب منها وهو يشعر بالذنب متذكرا هيئتها المغرية التي مازالت عليها عندما أتته غرفته تصالحه ولكن نفرها رغم أنه ېحترق من الداخل ليحتويها بين ذراعيه
مهرة
فرفعت عيناها التي اخفتها خصلات شعرها واشاحت وجهها بعيدا عنه تفعل كل شئ لترضيه وهو يعلم طبيعة ما كانت عليه فهي تتغير من اجله رغم ان التغير يحدث ببطئ ولكن تحاول تريد منه بعض الصبر الذي كان يمنحها اياه ببداية زواجهم
اليوم ادركت انها لم تعد مهرة القديمه التي كانت تقف صامده أمام حزنها
وجلس جانبها علي الفراش يضمها إليه أكثر
هتفضل حياتنا كده لحد امتي
وتابع وهو يمسح علي ظهرها برفق يسمع شهقاتها
انا اختارتك انتي بعد ما كنت بحسب كل حاجه بالمكسب والخساره بس معاكي نسيت كل حساباتي نسيت اني في يوم كنت بفكر أتجوز جواز بيزنس أنا عارف ان الحياه اللي عيشتيها كانت صعبه بس انا مش والدك يامهرة مش هتخلي عنك زي ما اتخلي عن والدتك
لم تشعر بنفسها الا وهي ټدفن وجهها بين احضانه
ڠصب عني جاسم متسبنيش اوعدني انك مش هتسبني
وابتعدت عنه تمسك كفه تضعه علي بطنها
مش هتسبنا مش كده
لم يتحمل تلك النظره التي كان والدها هو السبب بها وعاد يضمها إليه بحب
عمري ما اتخلي عنكم انا عيشت احلم باليوم اللي هيكون ليا فيه عيله واعوض ولادي بالحياه اللي اتمنيت أعيشها
ولم تشعر بعدها بشئ الا وهي غارقة بين ذراعيه
وأنعدمت المسافه بينهم حتي اختلطت انفاسهم وأخذ قلبها يدق بقوة وهي تهتف بأسمه
جاسم انت لسا زعلان
فمال عليها أكثر ثم ابتعد عنها قليلا متمتما
هووس خلينا مستمتعين ب الليلة ديه وانسي كل حاجه
فأبتسمت وهي تعلم أنه سامحها اخيرا وشعرت بيديه علي ذراعيها فأرتجفت وهي تطالع وجهه الذي اشتاقت اليه بأدق تفاصيله
ولثم جانب فكها ولكن طرقات علي الباب اوقفت كل شئ وانقطع سحر اللحظه
جاسم بيه
كانوا بعالم آخر لا يريدون الخروج منه وكاد ان يعود لما
يفعله ونظر الي المهرة التي اخذت تحرك جفونها بخجل وهمس
انا بقول نكمل
فحركت رأسها إليه فأبتسم لها فعاد صوت هدي يعلو
جاسم بيه اخوات مدام مهرة تحت أستاذ أكرم ومدام ورد
وهنا اتسعت عيناها ودفعته من فوقها تنظر اليه بهيئتها المشعثه
ورد هنا ازاي
الفصل الرابع والأربعون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
فنظرت إليه بهدوء وداخلها متأكد ان كنان قد احزن شقيقتها والتي
أصبحت في الأوان الاخيره منطفئة الروح ورغم سؤالها الكثير عن حالها لا تحكي لها شئ حتي لا تحزنها
قلبي حاسس ان فيه حاجه مش كويسه
فضمھا إليه بدفئ
هننزل ونعرف منها بس تمالكي نفسك كده وبلاش اول ما تشوفيها تندفعي بالكلام عن كنان
فتنفست ببطئ فمنذ لحظات كانت تهذي بأن كنان هو السبب بالتأكيد فعل شئ احزن شقيقتها
ولكن بعد كلام جاسم الهادئ واحتوائه للأمر هدأت وابتعدت عنه هاتفه
انا نازله اشوفها
وكادت ان تخطو نحو الباب فقبض علي مرفقها بضيق
بالمنظر ده انتي عقلك بيروح منك ساعات روحي غيري هدومك
فنظرت إليه ثم الي ملابسها فشهقت بقوه ثم ركضت من امامه
ايه قلة الأدب ديه
فتحول عبوسه الي ضحكه خافته ضاربا كفوفه ببعضهم
يارب الصبر من عندك لاحسن قربت اټجنن
فمهرة لو علمت بما فعلوه دون أخبارها ستنقلب عليهم بأعصارها وستغضب كم ان ورد بحاجه لها وهو بحاجه أيضا لها ليعرف سبب قدوم ورد
وسؤال يدور داخله ماذا حدث
وعندما انتبه لخطوات جاسم اقترب منه مصافحا اياه
احنا اسفين اننا ازعجناكم في الوقت ده
فرفعت ورد عيناها نحو جاسم الذي تمتم علي الفور
إزعاج ايه ياأكرم انتوا أصحاب بيت
ووقفت ورد عندما وجدت شقيقتها تهبط بخطوات سريعه علي الدرج وقد استمعت لجمله جاسم وابتسمت داخلها لما قاله لشقيقها
واندفعت مهرة نحوها ټحتضنها بقوة وبكت بين ذراعيها ومهرة تنظر لجاسم واكرم وقد زاد قلقهم
ورد حببتي اهدي
وضمتها إليها أكثر
انا تعبانه اوي يامهرة وعايزه اقعد مع نفسي لولا اصرار أكرم ان اجيلك كنت هروح علي شقتنا في الحي
فنظرت لها مهرة بعتاب
كده ياورد عايزه تكوني هنا وانا معرفش بوجودك
واقترب منهم جاسم متدخلا
ورد البيت هنا بيتك ولا انتي مش شيفاني اخ ليكي
فدمعت عينها وحركت رأسها بآلم
ابدا والله
فأبتسم لها جاسم بلطف
خديها تستريح فوق
فأعترضت ورد فهي تريد العوده إلي شقة والدتها حتي لا تكون ضيفة ثقيلة عليهم ولكن مع إصرار جاسم صعدت مع مهرة التي كانت تود الانفراد بشقيقتها لتعرف ما بها
ونظر أكرم صوبهم وهتف بأمل
أتمني متكونش مشكله كبيره بينها وبين كنان
فطالعه جاسم متنهدا وهو يبحث عن رقم كنان ولكن فكر قليلا كنان هو من لا بد ان يقلق علي زوجته ويهاتفه
كان كنان يركض في رواق المشفي بهيئته المشعثه لقد طعنت عائشة بالسکين مازال صدي تنفسها وهي تهاتفه تطلب مساعدته يخترق أذنيه
كان في تلك اللحظه يدور كالمچنون من أجل ان يتبع زوجته ولكن بعد هذا الخبر أصبح بين نارين
ايكون شقيق حقيقي وقد اتت الفرصه ليثبت لشقيقته انه يحبها ولو كان يعلم بوجودها لكن بحث عنها واعتني بها إلي الان لا يعرف كيف عاشت والدته حياتها وهي تحمل ذلك الذنب حتي والده خدعته فقد اخذت واحده من التوأم تربيها وتركت أخرى لوالدتها اشترت خالة شقيقتيه بالمال من أجل ان تخبرها أن احدي التوأمين قد ماټت حين وضعتها ولكن الخاله قد صحي ضميرها
واعترفت بذنبها بحق شقيقتها التي توفت قهرا بعد ان طردتها والدته من عملها بالمزرعه واقصتها لقريه بعيده
وانحني للامام ووضع يديه علي ركبتيه يتنفس بصعوبه وهو يقف امام غرفة العمليات ليجد احدى جارات شقيقته ومعها ابنها فهو لم يلحقها ولكن في طريقه هاتف المشفي ويبدو ان جيرانها قد لحقوها
واقتربت منه المرأة تطمئنه
لا تقلق بني ستكون بخير
ثم سألته
رأيتك من يومان عندها هل انت قريب لها
فحرك كنان رأسه مجيبا بصوت يكاد ان يسمع
انا شقيقها
لتنظر له المرأه بدهشة ف عائشة جارتها لعام ولأول مرة تعرف ان لها شقيق ومن هيئته علمت المرأة أنه ذو مكانه بالبلد
وهتفت تخبره بشكوكها
طليقها هو من فعل ذلك انا متأكده
ونادت علي ابنها والذي يبدو بعمر العشرين
ابني محمد رائه وهو عائد من عمله
فحرك الشاب رأسه مؤكدا
لقد كان سكير
فشعر كنان بأن رأسه يدور شقيقته مطلقه ما تلك الحياه التي يعيشها
هتفت مهرة للمرة العشرون تسأل شقيقتها عن سبب مجيئها
ياورد طمنيني طيب وضعك وشكلك مش مريحني ده مش منظر واحده جايه زياره عاديه
فتسطحت ورد علي الفراش الذي قد أعدته لها شقيقتها وضمت الوساده لها
ارجوكي يامهرة خلينا نتكلم بكره انا تعبانه
فأزداد قلق مهرة
تعبانه اخدك للدكتور طيب طب اخلي جاسم يطلبلك دكتور
وكادت
ان تذهب وتخبر جاسم الا ان صوت ورد اوقفها
مهرة انا محتاجه انام في حضنك محتاجه أرتاح
فتنهدت بيأس من صمت شقيقتها
لاء مردتش تحكي قالتلي محتاجه ترتح
فنظر لها بتفهم وتسطح على
متابعة القراءة