حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
ان تبقي في قسم الحسابات ولكن المرتب والخبرة التي ستكتسبها كما أخبرتها مهرة جعلتها تفكر
ونظرت لمكتبها فأبتسمت بسعاده ولكن ابتسامتها لم تدوم وهي تجد ياسر يردف خلفها بعنجهيته فالذراع الايمن لجاسم الشرقاوي كيف سيكون
انتي بتعملي ايه هنا
فأبتلعت ريقها پخوف
انا انا
فتنهد ياسر بسأم
انتي ايه ما تنطقي
انا اتنقلت للفرع ده
فزفر ياسر أنفاسه بضيق
وايه اللي جايبك مكتب المدير
وضاقت عيناه بحنق ثم انتبه توصية جاسم عليها والتي تعجبها في البدايه ولكن عندما تذكر صداقة تلك الفتاة لمهرة علم لما تمت التوصية
اوعي تقوليلي أنك السكرتيرة
فحركت رأسها له بصمت ليصغط على يديه بقوه
وسار نحو غرفة مكتبه الجديدة متمتما ببعض الكلمات بضيق فهذه الفتاه بكل ما فيها يضايقه
لتطالع ريم خطواته بحزن وسؤال واحد تتسائله
لما يكرها هكذا
حدق بصديقه بصمت وهو يدق بقلمه علي سطح مكتبه
وجود والدتي معانا يشغلني بشير منذ متي ووالدتي تحب المكوث في البلد دون ان تسافر
حقا ان أتعجب من فريدة خانو فهي تعشق التنقل من مكان لأخر
ثم ضحك بعبث
ولكن يبدو ان عاداتها تغيرت منذ ان تزوجت واحبت العيش معكم
فتنهد كنان زوجته لا تشتكي من شئ بل وتطلب منه ان يحسن معاملتها ولا تعلم ان تلك تسمي اما لا تحب الا نفسها والمال الذي تأخذه منه
صحيح بشير سيلا تريد ان تكون العارضه للمنتج ما رأيك
وخارجيا
أفعل ماتريد كنان ولكن احترس قليلا من نوايا سيلا
كنان والدتك طلبت مني ان اذهب معها للتسوق
وتابعت بسعاده
انا سعيده جدا كنان أنها تريد ان تقترب مني
فوجد كنان بشير ينهض من مقعده مشيرا له بأنه سينصرف ليتابع أعماله
كل هذه السعاده لانك ستشاركي والدتي التسوق
فأتاه صوت تنهيداته
فتمتم وهو يتمني ان تنبسط في تلك الجوله مع والدته ورغم قلقه الا أنه لم يرد ان يكسر فرحتها
اذهبي حبيبتي واشتري كل ما ترغبي به
فضحكت بصخب ومشاغبه
سأجعلك تفلس حبيبي
فأبتسم بسعاده
زوجتي حنونه ولا تفعل ذلك بزوجها ولكن لكي ما ارادتي حبيبتي
فتمتمت برقه وعشق
ادامك الله نعمه بحياتي كنان
اسعدته جملتها البسيطه وتنهد بعشق ثم لمعت عيناه بمكر
ورد لا تنسي شراء ملابس للرقص
وعلى ذكرى تلك الليله أغلقت الهاتف بوجه
لتتعالا صوت ضحكاته بسعاده
عدت كل شئ بحماس لرحلتهم تلك فجاسم أخبرها ان رحلتهم ستكون غدا
ووجدت هاتفها يدق وكان المتصل هو أكرم
ايوه يااكرم انت جاي دلوقتي تمام مستنياك
وبعد نصف ساعه كان يقف أمامها أكرم وقد طالت لحيته فنظر إلى ذراعها الملفوف بالشاش الطبي
ايه اللي حصلك يامهرة اوعي تقوليلي مصېبة من مصايبك تاني
فدفعته برفق علي صدره
انت هتعمل زي جاسم
فضحك أكرم وقد نسي الهم الذي به فوالدته مازالت على رفضها بل وهددته انها ستسحب منه كل شئ تحت سلطته من مال وسياره وإدارة المتاجر خاصتهم ولن تساعده بأي قرش في زواجه
للاسف ديه
الحقيقه اللي جاسم بيقولهالك
وتساءل وهو ينظر حوله
هو فين جاسم صحيح
فقادته نحو غرفة الجلوس وتمتمت
لسا في الشركه بيحاول يخلص الشغل اللي عليه عشان مسافرين
فأبتسم أكرم وهو يجلس علي أحد الارائك
مسافرين فين ومن ورايا يامهرة
فضحكت بتلسية
كنت هتصل بيك النهارده انت و ورد ومرام وريم ورقية أسألكم عايزني ادعيلكم ب ايه
فأتسعت أبتسامته وقد علم برحلة سفرها واحتضنها
فكره جميله اوي يامهرة بجد انا قولت هتسافروا باريس ولا اي مكان سياحي هنا بس مكنتش متوقع الرحله ديه
وأشتد في احتضانه فهتفت وهي تكاد تختنق
أكرم انا كده ھموت في ايدك وشكلي مش هسافر اي مكان
فأبتعد عنها أكرم ضاحكا وضربها برفق علي جبهتها
الله يعينك جاسم
وعندما زمت شفتيها بأستياء ضحك وهو يهتف
اسفين خلاص بصي بقي انتي تكثفي الدعوات اوي واهم حاجه اني أتجوز ضحي يامهرة ادعيلي اتجوزها وماما ربنا يهديها
فضاقت عين مهرة بضيق عندما تذكرت ان والده شقيقها هي سهير التي لم تكره أحد مثلها بحياتها
وحركت رأسها وهو تربت علي يده
هدعيلك يااكرم وان شاء الله هتتجوزها
ورفعت كتفيها بثقه
انا معاك متقلقش
فأبتسم وهو يحتضنها بحب أخوي
جاسم محظوظ بيكي يامهرة مع انك مصېبة من مصايب الزمن
وعلى نطق تلك الجمله كان جاسم قد عاد واتجه نحوهم مبتسما
مقولتش حاجه من عندي حتي اكرم شايفك مصېبة
لتدفع أكرم عنها ووقفت تنظر لهم پغضب وانصرفت من أمامهم بضيق
بقي كده ماشي
فتسأل جاسم بعد ان تخطته
خدي هنا رايحه فين
فألتفت نحوه
رايحه المطبخ أقعد مع هدي وفوزيه هما احسن منكم
فأنفجر جاسم ضاحكا وهو يصافح أكرم الذي هتف بدعاء
ربنا يعينك
فأبتسم جاسم بحنو وزفر انفاسه بتنهيده عاشقه وقد تأكد أكرم انه جاسم حقا يحب شقيقته وليس ما تظنه شقيقته انه تزوجها ليرد كرامته وكبريائه من خطيبته السابقه
جلست ورد علي فراشها تطالع الفراغ الذي أمامها بحزن فوالدة كنان اصطحبتها للمتجر الخاص بصديقتها التي ظلت تنظر لها بضيق ونقض لملابسها وحجابها واظافرها التي لا تطليها بطلاء الأظافر وبشرتها الخالية من مساحيق التجميل
ولولا احترامها لأعمارهم لكانت قد ردت عليهم ولكن تقبلت كل شئ بصمت فتركتهم ينتقضوا ما أرادوا فهي تعلم تماما ان ماهي عليه هو الصحيح
الدنيا التي يظنه خالده ماهي الا رحله سنتتهي يوما ما قريب ام بعيد ستنتهي ولن يبقي شئ إلى أعمالنا وطاعتنا لله
ووجدت فريدة تفتح باب عرفتها بأندفاع وقذفت بوجهها الملابس التي اشترتها إليها
ايعجبك مظهرك هذا
وضحكت ساخرة
ماهذه الحشمه التي انتي بها يافتاه كيف زوجة رجلا لامع لديه اسم في المجتمع تكون هكذا
وزفرت أنفاسها پغضب
ياربي يوم ان يتزوج ابني يتزوج من هذه
وانصرفت حانقة لتغمض ورد عيناها بۏجع
هي عكس شقيقتها لا تتمرد لا تهين من ېهينها
وتسطحت علي الفراش وغفت بملابسها
وبعد ساعه كان كنان يردف للغرفة ناظرا لحقيبة الملابس الملقاه علي الارض ثم إلى ورد الغافية علي الفراش بطريقه غير مريحه فجلس جانبها يداعب وجنتيها بأنامله
ورد حبيبتي استيقظي
ففتحت ورد عيناها واندفعت نحوه تحتضنه بقوه هاتفه
كنان ضمني إليك
فأسعده طلبها وضمھا بشده هامسا
لك كل ما ترغبي به صغيرتي
دلف علي غرفتها وحدق بها وهي تدور هنا وهناك تسأل نفسها بصوت مسموع
صوتها معجبنيش ياتري فيكي ايه ياورد
فضحك جاسم وهو يجدها هكذا وتأكل اظافرها
مالها ورد
فحركت رأسها وهي لا تعلم سبب شعورها هذا
إحساس عندي اصل صوته معجبنيش
فأقترب منها جاسم ونظر الي ذراعها وركبتها
چرح دراعك وايدك خفوا
فهزت رأسها بيأس من كثرة سؤاله هذا
انت
سألتني السؤال ده كتير اوي
فأبتسم بهدوء
ياربي عليكي حد يكره الاهتمام انتي مش طبيعيه يامهرة اي ست بتفرح بالاهتمام والدلع
فلوت شفتيها بأمتعاض وهي تضع بكلتا يديها علي خصرها
انا استرونج ومان على فكره وبعيش تحت ضغط
فضحك بأستمتاع وهو يطالعها واتجه نحوها وهدفه منصب علي شئ لا تعرفه كانت تخطو للخلف بقلق من نظراته الماكره الي ان شهقت بفزع وهي تسقط علي الاريكه التي بغرفتها
اه ياضهري
فمال نحوها جاسم بأستمتاع
مش شايف الاسترونج فين عارفه يامهرة انتي بوء على الفاضي انتي ماشية في الحياة ديه بستر ربنا
وحرك رأسه بيأس منها ثم طالعها ضاحكا
قومي ياسترونج ومان
ونظر الي الحذاء المنزلي الطفولي الذي ترتديه وأشار نحوه
في استرونج ومان بتلبس شبشب مقاس اطفال
فضاقت عيناها بحنق وقبل ان تفتح فاها لترد عليه وجدته قد انصرف
فهو يجيد اللعب والمكر
وتمتمت بضيق وتذمر
زي التعلب المكار
دلال اغرقته به بل وجعلته اسعد رجلا بالعالم لم يعد يفهمها ولكنه سعيد بهذا
ياريت تفضلي كده يامرام
بحبك
وكاد ان يغرق معها مجددا في بحور الغرام والعشق
فأبتعدت عنه ونظرت له بأرتباك
كريم ممكن اطلب منك طلب
اطلبي ياحبيبتي
فتمتمت وهي تشعر بملمس يديه علي جسدها
عايزه اكون مديرة القسم اللي انا فيه
ليبتعد عنها كريم ناظرا لها بصمت
انا سمعت ان المدير هيتشال وواحد مكانه هيمسك ازاي اكون مراتك ومجرد موظفه
فلمعت عين كريم بصمت زوجته تريد النجاح السريع ورفعت كفيها تضم وجهه بنحو
اطلب من جاسم أمر تعيني انا عارفه انه هو اللي بيختار مديرين الأقسام ومش اي حد بياخد المنصب ده
ايام جميله قضوهاوراحة شعرت بأنها تغللت بروحها دعت كثيرا انا يغفر الله لها تأخر ارتدائها
للحجاب
دعت لوالدته بالرحمه ودعت لشقيقتها بالسعادة ودعت لاكرم كما رغب وأيضا رقية وريم ورمرام
ودعت لنفسها كثيرا ان تسير في الطريق الصحيح وتجد سعادتها ودعت لجاسم كثيرا لدرجة تعجبت من نفسها وانتهت رحلتهم في الأراضى المقدسه
وتفاجأت في المطار بتوجه رحلتهم الجديدة
احنا مش رايحين علي مصر
فأمسك جاسم يدها وقادها
لاء هنروح مكان هادي وجميل
فتسألت
فين عند ورد
فضحك وهو يسير بها متشابكين الايدي فلا توجد اي ملامح لرحلتهم الجديده ولم يجيب عليها واتسعت عيناها وهي تجده ينهي الإجراءات وعلمت بوجهه رحلتهم
ايه المادليف !
رغم ارهاقها من رحلة السفر الا أن عيناها زادت اتساعا وهي تري مظاهر الجمال الطبيعي في ذلك المنتجع السياحي الذي يطلع علي المياه مباشرة
ووقفت أمام الشرفة في الكوخ الذي تم حجزه تتأمل المياه الصافية
لتجد جاسم يقف خلفها
الجو هنا جميل جدا
فألتفت له بسعاده كالأطفال
عمره وجزر المادليف انت الفانوس السحري ولا ايه
فضربها جاسم برفق علي جبهتها
لاء انا عفركوش اللي كان جوه الفانوس
فضحكت وهي تتثاوب
بس برضوه مش هتنازل عن الغردقة
فوجدته بدفعها عنه برفق ضاحكا
الصبر من عندك يارب
ووجدته يخرج ملابسه ويتجه نحو المرحاض فقذفت بحذائها واتجهت نحو الفراش لتغفو في دقائق معدوده دون ان تبدل ملابسها
نظرت رقية الي والدها پصدمه
عريس مين اللي متقدملي يابابا
فأبتسم والدها بسعاده
ابن صديق ليا شافك معايا في مناسبه
لتتجمد ملامحها وهي تتمني في تلك اللحظه مراد
اتفق امتي علي الميعاد شوفي اليوم اللي يناسبك ياحببتي
فصمتت للحظات وهي تتذكر كل ما مرت به وأرادت ان تثأر لكرامتها من مراد
شوف اليوم اللي يريحك انت يابابا
فضمھا والدها بسعاده غير مصدقا ان صغيرته قد كبرت
مدت ذراعيها على الفراش لتنهض بفزع فجاسم بجوارها فشهقت وتجمدت ملامحها بعد ان رأت نفسها ترتدي ملابس غير التي غفت بها
وصړخت وهي تيقظه
اصحي قولي مين اللي غيرلي هدومي
فأستيقظ جاسم بفزع وتنهد بحنق
العفريت يامهرة ارتاحتي
فضړبته علي صدره
مصحتنيش ليه وازاي نايم جنبي كده
وأخذت تعول كالأطفال
بس خلاص اللي يشوفك وانتي پتصرخي مشوفكيش وانتي كنتي حاسه وانا بغيرلك هودمك
فأتسعت عيناها وهي تحك علي رأسها غير مصدقه
ازاي ده انا مش فاكره حاجه
فأبتسم بمكر وهو يعلم أنه كاذب فهي من شدة ارهاقها لم تشعر به وهو يبدل لها ملابسها
زي الحلم كده يامهرة
وغمز لها بوقاحة وهو يتناول التشيرت خاص به ويرتديه
لترتبك وتشيح عيناها عنه وهي تعصر عقلها بأن تتذكر اي شئ فذلاتها أصبحت كثيرة معه تلك الأيام
سارت خلفه وهي تنظر لروعة المكان كانت تتعثر
متابعة القراءة